أبتسم باتريك ابتسامة مهذبة و أخفى أفكاره الداخلية، و غادر الغرفة .
استدعى ولي العهد خادمًا إلى المكتب بعد أن ذهب المساعد بعيدًا .
" هل استدعيتني يا صاحب السمو "
" أخبر والدي أنني سأزوره في الحال "
" مفهوم "
غادر الخادم بعد أن تلقى أمره، و تبعه ولي العهد بعد فترة وجيزة .
' من أجل تنفيذ خطتي …. '
خطط ولي العهد بارتيز لطلب شيء من والده الملك .
لم يكن قلقًا بشأن رفض طلبه، كان الملك يعتز بولي العهد كثيرًا .
بالكاد تمكنت حبيبة الملك، الملكة القرينة من أن تلد بارتيز بجسدها الضعيف، ولم يرفض الملك أبدًا طلبًا من ابن المرأة التي أحبها .
توضيح : الملكة القرينة هي الملكة التي لم تسم ملكة قبل زواجها بملك ونالت اللقب الفخري بعد زواجها وهنا قد تمنح اللقب التشريفي بناء على رغبة الملك .
' لا أستطيع الإنتظار '
اندفع ولي العهد عبر الممر الرائع بإنتصار .
' لليوم الذي ستسقط فيه الدوقة و الدوق مايهارد عند قدمي، ينتحبان لأنهما كانا غير مدركان لقوتي التي لايستهان بها، تلك العاهرة و ذلك الوغد '
كيكيكيكي، كيكيكي .
" بواهاها ! "
لم يستطع ولي العهد كتم ضحكته .
تردد صداه عبر القاعات الشاسعة لقصره وفي كل زاوية و ركن .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
" انتهيت "
بعد أن انتهت الخادمة من أكسسوارات يلينا، نظرت إلى نفسها في المرآة ثم تجعد وجهها في عبوس .
' حفلة …. '
دعا ولي العهد الدوق و الدوقة إلى حفل كان يستضيفه في القصر الملكي لكن الحفلة لم تكن للاحتفال بولي العهد .
كانت الحفلة للاحتفال بالأميرة، ابنة المحظية الأولى .
كانت قد عادت مؤخرًا إلى وطنها بعد أن أمضت وقتًا طويلاً في الدراسة في الخارج .
كان تهنئتها بعودتها هو الغرض الرسمي للحفل الملكي .
حاولت يلينا تجاهل الدعوة في البداية لكن إذا كانت الدعوة هي الشيء الوحيد الذي وصل إلى القلعة الدوقية، فمن المؤكد أنها كانت قادرة على القيام بذلك .
لكن دعوة ولي العهد جاءت مع تابع ملكي .
" لقد أُمرت بعدم العودة حتى أحصل على تأكيد حضورك "
من الواضح أن ولي العهد كان يضغط على يلينا لقبول الدعوة .
شعرت يلينا بنذير شؤم، بمجرد أن واجهت هذا الضغط .
' بمعرفة ولي العهد، حتى لو رفضت تلك الدعوة فمن المحتمل أنه سيواصل إرسال المزيد '
لقد شعرت يلينا بالفعل بعناده من حقيقة أنه أرسل تابعًا ملكيًا مع الدعوة .
' أنا ملزمة بقبول دعوة واحدة على الأقل تأتي من العائلة المالكة … و إذا لم يكن لدي خيار سوى حضور حفل واحد على الأقل من حفلاتهم، فقد يكون ذلك هو المكان الذي يمكن أن تلاحظني فيه سمو الأميرة '
تنهدت يلينا متأخرة .
' لا أعرف ما إذا كنت قد اتخذت القرار الصحيح '
ثم سمعت طرقتين على الباب .
— دق دق .
" ادخل "
فُتح الباب ودخل زوج يلينا مرتديًا ملابس المأدبة و قناعًا أبيض .
" سوف نغادر الآن، من فضلك قومي بإستدعاءنا مرة أخرى إذا كنت بحاجة إلينا "
سارعت آبي في قراءة الجو، وغادرت مع الخادمات الأخريات .
في هذه الأيام، كان خدم القلعة يدركون جيدًا أن الزوجين الدوقيين أمضيا الكثير من الوقت بمفردهما معًا .
" كايوين "
نظرت يلينا إلى كايوين بتعبير مضطرب وهو يقترب منها .
بالعادة لم تكن لتنظر يلينا إلى وجه كايوين، ولكن إلى الأزرار المغلقة بإحكام على قميصه لكن في الوقت الحالي، شعرت بقلق شديد لدرجة أنها لم تلاحظ حتى كيف كان زوجها يرتدي ملابس أنيقة .
" هل ستكون الأمور على ما يرام ؟ "
نزل كايوين على ركبة واحدة أمام مكان جلوس يلينا، و نظر إلى زوجته بلطف .
" لن يحدث شيء سيء، نحن فقط سنحضر حفلة "
" لكن …. "
ترددت يلينا ثم أغلقت فمها .
' هل يجب أن أمنعنا من الذهاب ؟ '
كان زوج يلينا قد قال إنها كانت مجرد حفلة لكن حقيقة أنها كانت " حفلة " هو ما أزعجها .
' سيحضر الكثير من الناس للحفلة '
إذا ظهر زوجها فسوف يلفت بالتأكيد الكثير من الاهتمام، و بصدق … كان من الصعب توقع أن يكون الاهتمام إيجابيًا .
أمسك كايوين بيد يلينا بهدوء، كما لو أنه شعر بألمها ثم قربها إلى شفتيه و قبلها .
" أنا بخير "
" …… "
" أنتِ ستكونين بجانبي، أليس كذلك ؟ سأكون بخير بغض النظر عما يحدث "
" كايوين …. "
بقي دفئه على بشرتها، رمشت يلينا بعينها و حدقت عن كثب في ظهر يدها، حيث لامست شفاه زوجها ثم انفصلت عنها ثم فتحت فمها .
" أعتقد أنني سأضطر إلى وضع مكياجي مرة أخرى "
" عذرًا ؟ "
" أنا لا أحب مكياج شفتي، أريد إزالته و إعادة وضعه …. "
تغيرت النظرة في عيون يلينا بمهارة .
" هل يمكنك مساعدتي في مسحها يا عزيزي ؟ "
****************************
الفصل : ٢٢٤
تردد كايوين مدركًا ما تعنيه يلينا و أحمر أذنيه قليلاً .
" لكن … إذا لم نغادر الآن، فسوف نتأخر عن المأدبة "
" يا إلهي "
غطت يلينا فمها و شهقت بصدمة " هل تخبرني أن إزالة مكياج شفتي سيستغرق كل هذا الوقت ؟ "
" …… "
" طويلاً لدرجة تجعلنا نتأخر ؟ قامت الخادمات بوضعه بسهولة، أعتقدت أنني سأتمكن من القيام بذلك أيضًا …. "
" يلينا "
" أنا أمزح "
ضحكت يلينا عندما رأت عيون كايوين المرتبكة .
بعد مضايقة زوجها، وضعت يدها على وجهه دون أن تتحدث .
بدلاً من الجلد الناعم، لمست أطراف أصابعها السطح الصلب و البارد لقناعه .
" …. هل اخلعه ؟ "
" لا "
هزت يلينا رأسها .
كان الأمر محرجًا حقًا، لكن لسبب ما … جعل الأشياء تبدو جديدة .
" إستمر في ارتدائه، كما أنت الآن "
" …… "
" و … دعنا نتأخر قليلاً عن المأدبة "
إذا تمكنوا من إدارة التأخر قليلاً فقط .
خفضت يلينا رأسها دون كلمة أخرى، ثم سرق نفس دافئ بقية الكلمات التي تركتها غير منطوقة من شفتيها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
[ أنتما الاثنان تفعلان ذلك حقًا في أي وقت وفي أي مكان، هاه ؟ ]
' نعم، نحن نفعل '
داخل العربة المهتزة، ردت يلينا على صوت السيف المقدس الذي تردد صداه في رأسها .
استخدمت يلينا و كايوين سحر النقل الآني ليتم نقلهما مباشرة أمام مدخل القلعة الملكية .
أرسل البرج الأسود عددًا قليلاً من السحرة المعتمدين، بدلاً من سيدريون الذي كان لا يزال مشغولاً مع مسحوق الجوهرة الحمراء .
بفضل العمل الشاق للسحرة، تمكن الزوجان الدوقيان من الوصول إلى القلعة الملكية بسرعة و سهولة .
كانوا يستقلون حاليًا عربة إلى القلعة حيث يتم استضافة الحفلة .
[ لماذا ؟ هل أنتِ وحش ؟ هل هناك شبح لم يستطع تقبيل أي شخص متمسك بك أو شيء من هذا القبيل …. ]
' أعتقد ذلك '
[ أنت وحش ! أنت وحش يمكنه رؤية الأشباح ! ]
' طبعًا طبعًا '
لقد مر بالفعل أسبوعين منذ أن بدأت يلينا سماع صوت السيف المقدس .
لم يعد الأمر غير مألوف أو مزعجًا لها .
ردت بلا مبالاة على الصوت في رأسها و حدقت في حزام زوجها .
في الآونة الأخيرة، كان كايوين يتجول مع السيف المقدس في حزامه، بناءً على طلب يلينا بالتمسك بالسيف المقدس .
السيف الذي لا يمكن أن يستخدمه إلا زوجها، و الذي بالمناسبة لم تزعج يلينا نفسها بمحاولة تدريب نفسها .
لم تكن مبارزة، ولم تدرب جسدها أبدًا على التعامل مع خنجر، ناهيك عن السيف .
حتى لو لم يرفضها السيف المقدس، فمن المحتمل أن ينتهي بها الأمر بالإرهاق بعد التلويح بالسيف عدة مرات و الاستسلام، لذلك لم يكن هناك جدوى من محاولتها .
حدقت يلينا في السيف المقدس بهدوء ثم تحدثت في رأسها .
' السيف المقدس '
[ اسمي تيريمور، حسنًا … يمكنك أيضًا مناداتي بـتيري إذا أصررت ]
قطبت يلينا بعد سماع لقب السيف، والذي لم تكن مهتمة به حقًا .
' على أي حال، لماذا لا تعرف أي شيء ؟ أنت السيف المقدس بعد كل شيء '
[ أتقولين لا أعرف أي شيء ؟! ]
لكي أكون دقيقة، لم يكن الأمر أن السيف المقدس لم يعرف شيئًا .
كان يعرف بعض الأشياء لكن ليس كثيرًا .
' ألم يكن أنت الذي تعلم أن لدي القوة، لكنك لا تعرف حتى ماذا تسمى تلك القوة …. '
[ آه ، البشر هم من يضعون أسماء للأشياء كما يحلو لهم، فكيف يفترض بي أن أعرف ؟ فقط أطلق عليها أسم " قوة تحرير السيف المقدس " أو شيء من هذا القبيل ]
' و أنت لا تعرف لماذا زوجي هو الوحيد الذي يستطيع أن يمسك بك دون أي مقاومة …. '
[ هـ … هذا … ]
تردد السيف المقدس .
[ اللعنة، هذا غريب حقًا، لا ينبغي أن يكون قادرًا على التحكم بي لمجرد أن قدرته البدنية استثنائية أو لأنه قوي حقًا…. ]
' أرأيت، أنت لا تعرف أي شيء '
[ هل هو من نسل ذلك الشخص ؟ لا ، هذا مستحيل، يبدوان مختلفين جدًا عن بعضها البعض بحيث لا يمكن أن يكون لهما صلة ]
' ذلك الشخص ؟ '
توقفت عربة الخيول .
" لقد وصلنا "
فتح خادم باب العربة .
نزل كايوين أولاً ثم ساعد يلينا في وضع قدميها على الأرض .
بعد أن نزلوا من العربة، رأوا ضوءًا أحمر لامعًا يسطع من داخل القلعة حيث أقيمت الحفلة .
شقوا طريقهم داخل القلعة و قبل دخولهم الحفلة مباشرة، فتحت يلينا فمها فجأة .
" لقد تذكرت شيئًا ما "
" ماذا ؟ "
" عزيزي، هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها حفلة مع شريك، أليس كذلك ؟ "
نظر كايوين إلى يلينا بنظرة مرتبكة على وجهه، كما لو أنه لا يعرف لماذا كانت تسأل .
****************************