كانت قد أُبلغت بجدول زوجها لهذا اليوم في الصباح .
' سمعت أن لديه تدريب صباحي مع الفرسان '
عندما أقتربت من ساحة التدريب، سمعت صوت أسلحة تتصادم مع بعضها البعض .
" يااه ! "
" هيااه ! "
بعد لحظات قليلة، استطاعت يلينا أن ترى فارسين يشتبكان بشدة بسيفيهما .
" توقفا "
وقف كايوين بشكل طبيعي بين الفارسين .
بعد أن أوقف سيف الفارسين بسيفه الخشبي المصنوع بطريقة بدائية، أنتقد بهدوء كل شخص .
" كيسان، تضع قدمك اليسرى قدرًا كبيرًا من القوة عندما تستخدم سيفك، إنه غير متوازن، ديون، عندماتحاول أن تضرب سيف خصمك بعيدًا، معصمك …. "
كانت يلينا تحدق في زوجها بنظرة حالمة .
' إنه رائع '
أحمر خديها، لقد بدأت تعتقد أن زوجها يبدو رائعًا في كل ما يفعله لحظة استيقاظها هذا الصباح .
" شكراً لتوجيهك ! "
" شكرًا لك ! "
بدا الأمر كما لو أن الفارسين كانا آخر شخصين يحتاجان إلى التدريب، بعد انتهاء التدريب، لم يقاتل أي شخص آخر بالسيف .
قامت يلينا بفحص محيطها ثم أقتربت بسرعة من كايوين .
" كايوين "
" يلينا "
" لقد عملت بجد لتدريب الفرسان "
" لا ، على الإطلاق "
" همم …. "
قامت يلينا بفحص كايوين عن كثب وهي تقف أمامه ثم خفضت صوتها إلى الهمس و هزت يدها .
" حبيبي، أخفض رأسك نحوي "
" عذراً ؟ "
" بسرعة "
كان كايوين مرتبكًا لكن مع ذلك، خفض رأسه بإذعان معتقدًا أن يلينا ربما أرادت إخباره بسر .
في تلك اللحظة، ضغطت يلينا بسرعة بشفتيها على شفتي كايوين ثم ابتعدت .
" …… ! "
" هيهي "
" زوجتي "
" …. ماذا ؟ "
بدا زوجها جادًا، الأمر الذي فاجأ يلينا .
نظرت إليه، ربما لم يكن عليها أن تقبله في الخارج رغم أنها كانت تبذل قصارى جهدها للسيطرة على نفسها .
" هل أنت غاضب …. ؟ "
" دعينا ندخل بسرعة "
" هاه ؟ "
" لأنني لا أستطيع التحمل "
" …… "
رمشت يلينا ثم خرج صوتها خجولًا لكنها لم تكن قادرة على إخفاء ترقبها .
" …… حسناً "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
يقولون إن المزهرين المتأخرين لديهم الكثير ليلحقوا به .
في الأيام القليلة الماضية، شعرت يلينا أن هذا القول تم إنشاؤه ليكون عنها .
' التقبيل … حقاً … رائع '
أعتقد أن التقبيل كان شيئًا رائعًا .
أحدثت يلينا بقع صغيرة وهي تخطو على الماء في حوض الاستحمام الخاص بها .
لقد فهمت الآن أخيراً الروايات الرومانسية التي قرأتها في الماضي .
لقد فهمت لماذا أصبحت البطلة منتشية للغاية بمجرد أن ضغطت شفتيها بشفاه البطل، ولماذا ضعفت ساقيها وحتى أغمي عليها .
' لا ، أعتقد أنه أغمي عليها من فعل شيء آخر، وليس من التقبيل …. '
تذكرت يلينا مجموعة متنوعة من الروايات الرومانسية التي قرأتها و ترددت .
' لكن …. هل هو جيد حقًا، لدرجة أنك ستصاب بالإغماء ؟ '
الشئ الذي جاء بعد التقبيل ؟
" …. هذا مستحيل، ربما لأنها روايات رومانسية لأنني سمعت أنه مؤلم في الحياة الواقعية …. "
" سيدتي، هل تحتاجين أي شيء ؟ "
استجابت الخادمات اللواتي كن يعتنين بيلينا في الحمام لصوت تمتمة يلينا المنخفضة .
" آه كلا، لا شئ "
و علقت الخادمة التي دلكت شعر يلينا بالزيت العطري " بالمناسبة سيدتي، شعرك صحي للغاية "
" لطالما كان يبدو صحياً لكن في هذه الأيام أشعر و كأنه حرير "
" هذه أفكاري بالضبط، و أصبحت بشرتك ناعمة جدًا "
" كيف تصبحين أكثر جمالاً مع مرور الأيام ؟ "
" …. هل هذا صحيح ؟ "
قد تظن أنه كان مجرد تملق قائم على روح العمل لكن لسبب ما، شعرت يلينا بالصدق في أصوات الخادمات .
' بالتفكير في الأمر، قالت آبي و ميري أيضًا أشياء مماثلة '
كانت يلينا تسمع عن أنها أصبحت أجمل كثيرًا هذه الأيام .
' ماذا يحدث هنا ؟ لم أقم بتغيير مستحضرات التجميل التي أستخدمها … الشيء الوحيد الذي تغير هو أنني قبلت زوجي '
يستحيل أن تقبيل زوجها كان السبب .
يقولون أنك تصبحين جميلة عندما تقعين في الحب .
هل هذا وهم بصري نتج عن مدى سعادتي هذه الأيام ؟
بدا ذلك معقولاً، ومع ذلك سماع الناس يخبرونها كم كانت جميلة لم يكن شيئًا سيئًا على الإطلاق .
لمست يلينا جلدها بلطف .
ربما لأنه قد تم الثناء عليها للتو، شعرت أن بشرتها أكثر ليونة من المعتاد .
بعد الاستحمام سارت يلينا عبر ممر القلعة الدوقية، منذ أن قضت وقتًا طويلاً في الحمام الدافئ كانت تتوق الآن لمشروب مثلج مزين بشريحة ليمون .
كانت تخطط للذهاب إلى المطبخ لطلب ذلك من الشيف مباشرة .
تحركت يلينا بخطوات خفيفة .
وفي تلك اللحظة .
[ …… المعذرة ]
****************************
الفصل : ٢١٦
تجمدت يلينا في مكانها .
' هل سمعت ذلك بشكل خاطئ ؟ ' فكرت يلينا في نفسها وهي خائفة ثم تحدث الصوت مرة أخرى .
[ عفواً يمكنك سماعي، أليس كذلك ؟ مرحبًا ؟ ]
نظرت حولها لكنها لم ترى أي شخص .
" من …. ؟ " تمتمت يلينا بشكل لا شعوري .
ثم أجاب الصوت و كأنه سمع تمتمتها .
[ هل يمكنك القدوم إلى حيث أنا ؟ و أخرجيني أرجوك ]
قطبت يلينا حاجبيها .
' شبح …. ؟ '
[ أنا لست شبحًا، أرجوك ]
أجاب الصوت في رأسها على الفور .
كانت مندهشة من الصوت الغامض الذي لم يكتفي بسماع ما قالته بل كان بإمكانه أيضًا قراءة أفكارها .
" …… "
لكن كان هذا غريب جداً .
لسبب ما، بدأ جزء من يلينا يعتقد أنه بدلاً من الخوف من الصوت، يجب أن تستمع إلى طلبه .
كان الأمر كما لو كانت منومة مغناطيسيًا .
" أين أنت ؟ "
[ من هنا، انعطفي يسارًا عند الزاوية و استمري في التقدم …. ]
أتبعت يلينا بإخلاص توجيهات الصوت .
' هذه …. غرفة تخزين القلعة '
وصلت يلينا إلى باب كان يحرسه فارسان بالتناوب .
[ نعم هنا، أنا هنا ! أنا في الداخل، اسرعي و أخرجيني بسرعة، أنا على وشك الموت من الاختناق ]
أرتفع الصوت في رأس يلينا متحمسًا و ضغط عليها، و بدا وكأنه أنين .
' أيمكنك أن تبقى هادئًا ؟ سأستدير إذا لم تفعل '
[ …… ]
" افتح الباب "
دخلت يلينا غرفة التخزين بعد أن هدأ الصوت .
' أعلم أنه لا يوجد الكثير مما تم تخزينه هنا، من ما أعرفه …. '
[ أنا هنا، إلى اليمين، هناك مباشرة ]
سرعان ما ظهر شيء ما في مجال رؤية يلينا .
" هذا …… "
[ امسكي بي بسرعة، الآن ]
كما لو كانت تقودها قوة غامضة وغير ملموسة مدت يلينا يدها نحو العنصر .
ثم فقدت وعيها .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
تحول محيط يلينا الهادئ إلى ضوضاء في اللحظة التي فتحت فيها عينيها .
" سيدتي ! "
" لقد استيقظت سيدتي ! "
" طبيب ! استدعوا الطبيب بسرعة ! "
شاهدت يلينا الفوضى التي أعقبت ذلك و رمشت .
لسبب ما، كانت على دراية بهذا الوضع .
" هل فقدت الوعي مرة أخرى …. "
ترددت يلينا وهي تتحدث إلى زوجها الذي كان بجانب سريرها .
كان صوتها أجشًا لدرجة أنه بدا وكأنه صوت شخص آخر .
" آه آه، إحـم ! "
على الرغم من أنها قامت بالحمحمة إلا أن صوت يلينا الطبيعي لم يعد على الفور .
' لماذا هو أجش جداً ؟ '
لم تتذكر أن صوتها كان أجشًا في المرات السابقة التي أغمي عليها فيها .
جلست يلينا و أقتربت منها آبي .
" سيدتي، خذي بعض الماء أولاً "
مع تعبير قلق على وجهها قامت بأخذ ماء من وعاء بالملعقة و أعطته يلينا .
" …… ؟ "
شربت يلينا الماء بهدوء لكنها لم تستطع إخفاء ارتباكها .
' ما الذي يحدث هنا ؟ '
الشرب من الملعقة هو للأشخاص المرضى المصابين بجروح خطيرة و يجدون صعوبة في الحركة .
فقط عندما شعرت يلينا بوجود خطأ ما، أنفتح باب غرفة النوم و أندفع بن و الطبيب دوكر إلى الداخل .
" سيدتي لقد أستيقظت ! شكراً للرب …. ! "
" سأفحصك، من فضلكم جميعاً تنحوا جانباً للحظة "
أقترب دوكر من السرير و فحص نبض يلينا .
أعتقدت يلينا أنه سيفحص أشياء أخرى أيضًا لكن دوكر لم يترك سوى تنهيدة طويلة من الراحة .
" نبضها و تنفسها و درجة حرارة جسمها و بشرتها كلها صحية "
" هل أنت متأكد ؟ "
" لأقول لك الحقيقة، حالتها تكاد تكون غير معقولة بالنسبة لشخص أستيقظ للتو بعد دخوله في غيبوبة لمدة أسبوع "
" أسبوع ؟ "
صدمت يلينا التي كانت تستمع إلى محادثة دوكر و بن .
" لقد استغرقت أسبوعًا حتى أستيقظ ؟ بعد الإغماء ؟ "
أجابت ميري " نعم، هذا صحيح "
كانت عيناها تنهمر بالدموع " لقد صدمت للغاية، تم إعادتك إلى غرفتك بعد أن أغمي عليك فجأة لكنك لم تستيقظي لمدة أسبوع كامل …. "
تحولت عيون ميري إلى اللون الأحمر .
" بغض النظر عن عدد المرات التي استدعينا فيها الطبيب لفحصك ظل يقول أنه لا يعرف سبب ذلك …. "
عانقت يلينا ميري التي بدت وكأنها على بعد ثوان من البكاء و ربتت على ظهرها، لكنها ما زالت مرتبكة .
' سأكون مندهشة لو فقدت وعيي لمدة يوم أو يومين لكن أن أفقد وعيي لمدة أسبوع كامل …. '
كانت يلينا تشعر بالصدمة تمامًا متسائلة عما حدث بحق خالق الجحيم ثم فتحت فمها فجأة .
" …. بالمناسبة هل تفوح مني رائحة ؟ "
" استنشاق …. عذراً ؟ "
" لم أستحم لمدة أسبوع … تفوح مني رائحة، أليس كذلك ؟ "
****************************