" لا ، أنا أيضًا …. "
" ألا تعتقدين أن سيدتي تبدو أجمل اليوم لسبب ما ؟ "
" هذه أفكاري بالضبط، بالطبع إنها جميلة دائمًا لكن …. "
نظرت الخادمات من حيث أتوا .
" لابد أن الدوق سعيد …. "
" ما الفائدة من أن نكون حسودين ؟ دعونا نسرع و ننجز عملنا "
" حسنًا، فهمنا "
خرجت الخادمات من الممر و أمسكوا بالغسيل بإحكام حتى لا يسقط .
' العالم مكان جميل ' فكرت يلينا وهي تنظر من النافذة .
كانت الشمس مشرقة و المحاصيل مزدهرة .
لقد كان مشهدًا تشاهده كل يوم لكنه كان رائعًا بشكل خاص اليوم .
' لا أصدق أنني كنت أعيش في مثل هذا العالم الجميل '
حولت يلينا التي كانت تنظر إلى الخارج بنظرة عميقة نظرتها إلى الأسفل قليلاً .
تذكرت المحادثة التي أجرتها مع زوجها في الليلة الماضية في غرفة النوم .
' سأنتظر سنة واحدة … لا ، سأنتظر حتى نهاية هذا العام ' حسبت يلينا مقدار الوقت المتبقي لها .
بعد 19 عامًا ستغزو الشياطين هذا العالم .
إذا أنجبت يلينا المحارب خلال العام التالي، فسيكون الطفل بالغًا بحلول وقت غزو الشياطين .
' إذا كان بالغًا بحلول ذلك الوقت، فلن يواجه أي مشكلة على الإطلاق في استخدام السيف المقدس لقتل ملك الشياطين '
وضعت يلينا ذقنها على راحة يدها و عيناها تتألقان بترقب .
" آمل أن يأتي العام المقبل قريبًا "
وفي أسرع وقت ممكن .
كانت يلينا تشعر بالقلق بالفعل .
لسبب ما، شعرت أن هذا العام كان يمر ببطء شديد .
" ألا يمكننا استخدام السحر لجعل الوقت يمر بشكل أسرع …. ربما لا يمكننا، حتى لو ضغطت على مالك البرج الأسود …. " فكرت يلينا التي كانت تنظر من النافذة بالهراء ثم رمشت فجأة .
' بالتفكير في الأمر، أنا لا أشعر بالتعب '
لقد نامت يلينا في وقت متأخر جدًا من الليلة الماضية .
كان ذلك لأنها ظلت تفكر في القبلات التي شاركتها مع زوجها و كانت دقات قلبها تتسابق أيضًا لذلك كان من الصعب عليها أن تنام .
' لكنني استيقظت في الصباح و أنا أشعر بخفة شديدة …. '
كانت بالتأكيد قد نامت أقل من المعتاد لكن شعرت بأن أطرافها أخف وزنًا و كانت مليئة بالطاقة و كانت عيناها مشرقة و رأسها صافٍ .
' هل أتخيل هذا فقط ؟ لا ، لقد كان أيضًا …. '
كان ذلك عندما قامت يلينا بإمالة رأسها .
" سيدتي "
أقتربت منها ميري و نادت عليها .
" همم ؟ "
" هاه، لا أعرف كيف أخبرك بهذا …. " رمشت ميري و قطبت حاجبيها بإنزعاج .
ابتعدت يلينا خطوة عن النافذة و قطبت جبينها .
" ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟ "
" لقد عاد "
" لقد عاد ؟ "
همست ميري " الماركيز "
عبست يلينا كما لو أنها رأت عشبًا يستمر في النمو مرة أخرى بغض النظر عن عدد المرات التي أزالته .
" إنه عند بوابة القلعة "
" …. آها "
" هل نرمي عليه حجارة لطرده ؟ صادف أن رأيت بعض الصخور ذات الحجم المناسب في الحديقة …. "
" يا إلهي لا ، هل نحن بحاجة لطرده حقاً ؟ "
" عذراً ؟ "
حدقت ميري في يلينا كما لو أنها قالت شيئًا غريبًا .
ردت يلينا بصوت هادئ " أحضروه إلى غرفة الإستقبال "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
" …. لم أعتقد أبداً أنك ستسمحين لي بالدخول هكذا "
جلس الماركيز ماركو في غرفة الإستقبال و أدار عينيه بتعبير محرج .
لقد شق طريقه إلى القلعة لكنه لم يتوقع أن تقابله يلينا حقاً .
وضعت يلينا فنجان الشاي الخاص بها بطريقة هادئة .
" ليس من الأدب ترك ضيف أتى لزيارتي بالخارج "
' ألم تتركني بالخارج أمس ؟ '
" ليس من الأدب إعادتك مرة أخرى دون دعوتك لتناول فنجان من الشاي "
' لقد قامت بإعادتي بالأمس دون شاي رغم ذلك '
اهتزت عيون الماركيز ماركو مثل سفينة في عاصفة .
عبث بفنجان الشاي الخاص به و راقب مزاج يلينا بحذر .
' قد أكون مخطئًا لكنني أعتقد أن شيئًا رائعًا حقًا قد حدث لها الليلة الماضية '
لقد كان محقاً، نظرت إليه يلينا بعيون دافئة .
' أنا أثني عليك '
في نظر يلينا، لم يكن الماركيز ماركو مختلفًا عن كيوبيد .
' بفضله رأيت زوجي يشعر بالغيرة و …. '
" أريد أن أقبلك "
كانت نبرة و سلوك يلينا لطيفين بدرجة تفوق ما كانت عليه في اليوم السابق .
" إذن، ما الذي أتى بك إلى قلعة الدوق اليوم ؟ هل جئت لرؤيتي ؟ "
لم يستطع الماركيز ماركو التعود على سلوك يلينا الرقيق لهذا سارع بالرد .
" آه نعم، لا شيء سوى …. هل بالصدفة لديك من أقاربك رجالاً جميلين يمكنك تقديمهم لي ؟ "
*****************************
الفصل : ٢١٤
" عذراً ؟ "
" عندما التقيت بك لأول مرة، أعتقدت أنك جميلة بشكل لا يصدق "
كما لو أنه أدرك أن ما قاله للتو قد يتسبب في سوء فهم، سارع الماركيز ماركو ليضيف " لذا ما أقوله هو أنه نظرًا لأنك جميلة جدًا، يجب أن يكون لديك أفراد من العائلة أو الأقارب يتمتعون بجمال مماثل …. "
فكرت يلينا لا إراديًا بإدوارد عند ذكر العائلة .
لم تفعل أي شيء لكنها شعرت فجأة بالأسف تجاه الماركيز .
هزت يلينا رأسها بتعبير حزين .
" لا "
" لـ … لا ؟ "
" لا، ليس هناك أي رجال جميلين في عائلتي "
" حقًا ؟ حسنًا أنا متأكد من أنك إذا بحثت جيدًا فسيكون هناك واحد على الأقل …. "
" قلت ليس هناك "
الحزم في صوت يلينا جعل أكتاف الماركيز ماركو تنخفض .
" فهمت …. "
نظر الماركيز بحزن إلى يلينا و تمتم " أنا أحسدك "
" أنت تحسدني ؟ "
" لأن لديك الرجل الأكثر وسامة في هذه المملكة كزوجك "
" إحم "
رفعت يلينا فنجان الشاي الخاص بها و أخذت رشفة برشاقة .
" قلت أنك تحب الرسم، لذلك يجب أن أعترف أن لديك ذوق ممتاز "
" كيف أبقيتِ مثل هذا الرجل الوسيم مختبئًا حتى الآن ؟ "
— كليك .
أحدث الجزء السفلي من فنجان الشاي الذي وضعته يلينا ضوضاء خفيفة عندما اصطدم بالصحن .
" أنا لم أخفيه أبداً "
" …… "
" الناس فقط لم يعرفوا ذلك "
صمت الماركيز ماركو ثم حك مؤخرة رأسه بتعبير محرج كما لو كان يعتقد أنه قد أخطأ بقول ذلك .
" …. اعذريني لوقاحتي "
" لا تقلق بشأن هذا "
" لقد قررت التوقف عن التجوال في المملكة و العودة إلى الإقطاعية " أخبرها الماركيز بإحباط .
عندما نظرت إليه يلينا بفضول تابع الماركيز .
" لذا إذا ظهر رجل وسيم يمكنك تقديمه لي، تواصلي معي من فضلك …. "
" هاها " ضحكت يلينا بخفة، كان الماركيز مصراً للنهاية .
" لماذا أنت مهووس جداً بالرجال الوسيمين ؟ "
في هذه المرحلة، لم تستطع يلينا ترك السؤال دون إجابة .
تردد الماركيز ماركو ثم أجاب .
" أختي الصغرى عانت كثيراً بسببي "
" …… "
" لا أعرف ما إذا كان هذا سيعوضها … لكني أريد أن أجعلها سعيدة، هذا كل شيء "
كان الأمل في سعادة الأسرة رغبة عالمية لكن يلينا طرحت سؤالاً أغفله الماركيز .
" هل ستكون أختك الصغرى سعيدة إذا تزوجت من رجل وسيم ؟ "
" أليس هذا واضحاً ؟ هل تعتقدين أن المرأة التي تتزوج من رجل قبيح ستكون سعيدة يا دوقة ؟ "
" سيكون ذلك صعبًا بعض الشيء "
" ثم …… "
" لكن الزواج لا يجلب السعادة للجميع، كما تعلم "
تردد الماركيز ثم تذكرت يلينا شيئًا سمعته من بن .
" ماركيز، لقد سمعت أنك لم تقابل أختك الصغرى منذ خمس سنوات "
استطاعت يلينا أن تخمن تقريباً لماذا مضى وقت طويل .
انطلاقاً من شخصية الماركيز، لا بد أنه ترك الإقطاعية بتهور في البداية دون خطة ثم مع مرور الوقت، شعر بالأسف تجاه أخته الصغرى التي عملت بجد لإدارة الإقطاعية بدلاً منه … و ندمه جعل عودته أكثر صعوبة .
' لابد أنه كان يعتقد أن أقل ما يمكن أن يفعله هو العودة بشيء ما '
وهكذا ربما تطور هوسه المفرط بالرجال الوسيمين .
" خمس سنوات هي فترة طويلة جداً، هذا يعني أن ما تعتقده صحيح قد لا يكون كذلك ماركيز "
" …… "
" أجرِ محادثة عميقة مع أختك عند عودتك "
" …… "
" قد تكتشف شيئًا يمكن أن يجعلها أكثر سعادة من الزواج من رجل وسيم "
خلال السنوات الخمس التي حكمت فيها أخت الماركيز الصغرى حققت الإقطاعية تقدمًا رائعًا .
' سيكون من الصعب تحقيق ذلك بدون الموهبة و الكفاءة '
ربما كان هناك طريق أفضل للمرأة، بدلاً من أن تصبح زوجة لشخص ما .
" حسنًا، سأفهم إذا لم تكن مقتنعًا بكلمات شخص تزوج من رجل وسيم لكن …. "
" لا ، على الإطلاق، شكراً لك على نصيحتك "
وقف الماركيز ماركو ثم وضع يده على صدره و أعطى يلينا انحناءة محترمة .
" سأضع كلماتك في الاعتبار "
" …… "
" اغفري لي سلوكي في الأيام الماضية "
" لا مشكلة "
" إذا احتجتِ في أي وقت إلى قوة عائلة ماركو، فلا تترددي بالتواصل معنا، سأقوم بالسداد لك بالتأكيد عن المتاعب التي سببتها "
لم يكن هناك سبب لترفض عرضه .
أبتسمت يلينا و أجابت .
" حسناً "
****************************