" نعم، تحدثي "
" ماذا سيحدث إذا رفضت عرض السير إيان ؟ "
قطب لوسيان حاجبيه ثم ضحك بإحراج .
" ربما سيستمر القائد في تقديم إقتراحات للقديسة من أجل التوصل إلى اتفاق "
" أعتقد ذلك "
" …. و شخصيًا، أود أن تقبل القديسة عرض القائد إيان، أعتذر عن قولي هذا "
لا، هزيت رأسي .
بالطبع، لوسيان سيفضل ذلك .
لقد عاش مع إيان لما يقارب من عقدين من الزمن، حيث كان مساعده المخلص و ساعده الأيمن .
إن فشل إيان في أن يصبح كاردينال سيخلق تأثيرًا كبيرًا حتى على لوسيان، عقوده من العمل الشاق ستذهب سدى .
' أن تصبح كاردينالاً هو أن تصعد إلى أعلى رتبة في كنيسة إيلون '
بعبارة أخرى، كان يعني اكتساب القوة العسكرية للسيطرة على جيش الفرسان المقدسين .
في 『 القديسة لا تعرف عن الحب 』 بمجرد أن أصبح إيان كاردينالاً، قاد جميع الفرسان المقدسين إلى القصر الإمبراطوري لشن هجوم .
كان إنتقام إيان ناجحًا، ليس فقط بسبب قدراته الخاصة ولكن أيضًا بسبب القوة الهائلة التي يتمتع بها الفرسان المقدسون .
" أعلم أن طلبي للقديسة غير معقول، ومع ذلك سوف يثرثر الناس عنك أينما ذهبت لذلك سوف تعانين بالتأكيد "
" …… "
" لكن هذا مهم حقًا للقائد و ستحصلين على 10 ملايين مارس دون أي تردد "
" عذرًا سير لوسيان "
" ليس عليك إستخدام التشريفات معي، من فضلك تحدثي معي بشكل مريح "
" آه حسنًا، إذن لوسيان "
" نعم يا قديسة، تحدثي من فضلك "
قررت أن أسأل عن شيء ما كان يزعجني لفترة من الوقت .
" هل فشل إيان تمامًا في أن يصبح الكاردينال التالي ؟ "
" نعم، هذا محتمل "
أومأ لوسيان برأسه بوجه جاد .
" لأن القانون ينص على أن الشخص غير الطاهر، لا يستحق أن يكون الخادم الأعلى للإله إيلون "
" فهمت "
خرج صوتي مترددًا في نهاية كلامي .
قال لوسيان الذي كان يحدق بي .
" هل أنتِ قلقة بشأن ذلك أيتها القديسة ؟ "
" ربما نعم " أعترفت بتنهد .
" بصراحة أصبح القائد إيان فارسًا مقدسًا حتى اليوم، أصغر قائد للفرسان المقدسين و أصغر سيد سيف .… نظر إليه الجميع بالفعل على أنه الكاردينال التالي "
ونجح إيان في أن يصبح كاردينالاً في الرواية .
يُعرف إله هذه الإمبراطورية إيلون أيضًا بإسم إله القوة، كان المؤمنون يقدسون القوة بطبيعة الحال .
إذا أصبح أقوى فارس مقدس، قائدًا للفرسان المقدسين و ظل في هذا المنصب حتى يتقاعد الكاردينال السابق فسيكون الكاردينال التالي دون أدنى شك .
نظر إلي لوسيان بابتسامة دافئة على وجهه .
" أشكرك على قلقك بشأن قائدنا أيتها القديسة، فلابد أن تكوني مضطربة الآن من نواحي عديدة، القديسة شخصية دافئة للغاية "
لا ، ليس لأنني قلقة، هذا لأنه خطأي .
لقد تجنبت عيون لوسيان لأن ضميري يؤنبني، ضحك لوسيان وقال .
" ومع ذلك، لا داعي للقلق كثيرًا، قد لا يكون القائد قادرًا على أن يصبح كاردينالاً لكن هذا لا يعني أنه سيفقد مكانه لشخص آخر "
" ماذا ؟ " حدقت به بتفاجؤ .
ما الذي يتحدث عنه ؟
في تلك اللحظة بالتحديد، تبادرت إلى ذهني جملة قرأتها في الرواية مثل الصاعقة .
「 أول شرط لتصبح كاردينالاً هو أن تكون طاهرًا، الشرط الثاني هو أن تكون سيد السيف 」
هذا ليس كل شيء، في الرواية كان هناك شيء أكثر فائدة لإيان كمرشح للكاردينال .
كان هذا وقت لم يكن هناك سيد السيف غير إيان .
" حاليًا القائد هو سيد السيف الوحيد في هذه القارة لذلك إذا فشل القائد في أن يصبح كاردينالاً فسيظل المنصب شاغرًا "
" فهمت ! انتظر، ماذا سيحدث بعد ذلك .… "
كان هناك سبب واحد فقط وراء رغبة إيان في الحصول على منصب الكاردينال، كان السبب هو الحصول على القوة العسكرية التي يمتلكها الكاردينال .
لكن إذا لم يكن هناك كاردينال ….
" سيكون الجيش تحت قيادة قائد الفرسان المقدسين مباشرة وهو في الرتبة التي أسفل الكاردينال ! "
يا إلهي، هذا كان هو .
فتحت فمي على مصراعيه .
استطعت أن أفهم لماذا لم يكن إيان غاضبًا كما كنت أعتقد .
' كان ذلك لأن هناك خطة ثانية '
كان صحيحًا أن خطط إيان فشلت بسببي .
ستكون حقيقة أن صورته التي تبدو خالية من العيوب قد تكون ضربة كبيرة لكن بخلاف القوة العسكرية، فإن منصب الكاردينال ليس له أي شيء آخر مفيد له .
ومع ذلك، بصفته قائد الفرسان المقدسين كان إيان لا يزال قادرًا على الحصول على القوة العسكرية .
' لا عجب بأنه لم يحاول قتلي على الإطلاق ! '
تنفست الصعداء، و مشينا بينما كنا نواصل الحديث وسرعان ما وصلنا إلى نهاية الرواق .
كان هناك باب كبير أمامنا مباشرة .
" هذه هي غرفتك المؤقتة حيث ستقيمين في الوقت الحالي " قال لوسيان أثناء فتح الباب .
نظرت إلى الغرفة وفتحت عيني على مصراعيها .
' واو إنها جميلة جدًا '
كانت الغرفة فسيحة وجميلة، وقد تم تزيينها بشكل جميل باللون الأبيض باعتباره اللون الرئيسي .
وبينما كنت أنظر حول الغرفة قال لي لوسيان شيئًا ما .
" سيوفر لك مكان رسمي بعد اكتمال عملية التحقق من القداسة "
' هذه غرفة مؤقتة ؟ '
' إلى أي مدى سيكون المسكن الرسمي أفضل ؟ '
" هل لديك المزيد من الأسئلة، أيتها القديسة ؟ "
" لا ، أعتقد أن هذا كافٍ في الوقت الحالي "
" إذا كان لديك أي أسئلة أخرى يرجى استدعائي في أي وقت، ستأتي قريبًا مرافقة لخدمة القديسة لا تتفاجئي إذا طرق أحد على الباب "
غادر لوسيان الغرفة بابتسامة لطيفة ثم حل الصمت في الغرفة .
' أنا وحدي '
بمجرد أن أدركت ذلك، بدا أن جسدي كله يفقد قوته بسبب الحوادث التي وقعت على التوالي لعدة ساعات، لا بد أنني كنت متعبة للغاية .
ترنحت على السرير و انهرت عليه .
" واو، إنه ناعم بشكل جنوني "
كان هذا السرير أكثر فخامة من أي سرير جلست عليه في حياتي .
هل هذه حقًا غرفة مؤقتة ؟
سأعيش هنا بكل سرور لبقية حياتي إذا طُلب مني ذلك .
' لا بد لي من التفكير في اقتراح إيان …. '
سرعان ما أصبحت جفوني ثقيلة من التعب المفرط .
لم يكن هذا هو الوقت المناسب لأخذ قيلولة كان سببًا كافيًا لقرص فخذي بقوة و محاولة البقاء مستيقظه .
- مرحبًا رقم 76 .
رن صوت بارد في أذني و أرسل لي القشعريرة .
" هاه ؟ "
غطيت أذني و نظرت للخلف .
لم يكن هناك أحد سوى ظل مظلم .
" شـ … شيطان ؟ وحش ؟ "
كان قلبي ينبض بجنون .
عندما حاولت تهدئة نفسي، سمعت قهقهة غريبة من الظل .
- لا تخافي، أنا هنا لأخبرك أنك تقومين بعمل رائع .
" …… "
- بالمناسبة، أنت لم تقدمي بلاغًا عن ذلك .
أقترب الظل مني ببطء ثم همس .
- الرؤساء لديهم توقعات عالية منك، سيكون من الأفضل لك عدم تأخيرها أكثر من ذلك .
" …… "
- أم هل يمكن أن تكوني قد غيرت رأيك ؟ لا ، لا أعتقد ذلك، ليس لديك شيء في هذا العالم ولا حتى عائلة .
مع اقتراب الظل شعرت بقشعريرة في جميع أنحاء جسدي و بالكاد تمكنت من تثبيت ذقني المرتعش .
- حسنًا يا رقم 76 سأتطلع إلى ذلك، لا تخذليني، فضيحة واحدة لا تكفي لإسقاط شخص واحد، أليس كذلك ؟ تأكدي من الاعتناء به .
" …… "
- تذكري حياتك في أيدينا ولا يمكنك الهروب منا أينما ذهبت، ربما تكوني قد نسيت لذلك سأذكرك مرة أخرى .
في تلك اللحظة، شعرت بألم حارق في فخذي .
" آآآآآه ! "
- اللعنة التي وضعناها عليك ما زالت سارية، الموعد النهائي هذا العام لهذا عليك إنهاء إيان سواء سياسياً … أو حياته نفسها .
- حسنًا، افعليها جيدًا .
و بهذه الكلمات اختفى الظل كالدخان .
" هاه، هووه …. "
تنفست بصعوبة، العرق البارد يقطر من جسدي مثل المطر .
" مـ … ما كان ذلك ؟ "
رفعت يدي المرتجفة و قبضت عليها بقوة و تمكنت بطريقة ما من تحريك رأسي المتصلب .
' مالك هذا الصوت ليس لديه أي نية للتخلي عن هذا الجسد '
إلى جانب ذلك قال " نحن " هذا يعني أنه لم يكن هناك عدو واحد فقط .
' سأُجن '
جاهدت لتهدئة نفسي لكن لأكون صريحة كنت خائفة جدًا .
كان مشهد الظل الأسود بشكل يشبه الإنسان مرعبًا بجنون .
إذا كانوا قادرين على التسلل الكاتدرائية فيجب أن يكونوا سحرة يتمتعون بمهارة كبيرة .
' ماذا علي أن أفعل ؟ '
هل يجب أن أطلب المساعدة من إيان ؟
لا ، هذا مستحيل .
لن يصدق قصة استيقاظي في جسد مجهول في عالم لا أعرفه .
لا ، ليس فقط إيان لن يثق بي أي أحد .
' إذا طلبت المساعدة على عجل فسيكون ذلك دليلاً فقط على أنني جاسوسة '
لم يكن هناك من أستطيع أن أطلب منه المساعدة .
خنقني الشعور بالعجز و الخوف .
في الوقت نفسه، تدفقت الذكريات التي لا تخصني في ذهني .
" الآن دعني أذهب، إذا كان والداي قد باعوني بسبب الديون فسأجني المال و أعطيك إياه "
كان هذا صوتي، بمعنى آخر صوت الرقم 76 .
' كنت أتوسل إلى شخص ما، ملأ اليأس و القنوط قلبي المتوسل '
" دين ؟ هذا مضحك، لقد باعتك والدتك مقابل بعض المال و الآن أنتِ ملك لنا إلى الأبد، إذا كنت تريدين الهرب ثم اهربي، ألا تعلمين أن مصير الخونة هو الموت فقط ؟ حتى بعد وفاتك سيظل جسدك ملكنا "
' هذا محزن، كان ذلك بائساً '
لقد تم بيعي لهذه النقابة السوداء " ناين " منذ أن كنت صغيرة، صغيرة لدرجة أنني لا أستطيع حتى أن أتذكر .
في اللحظة التي تم فيها بيعي إلى ناين، تم محو هويتي .
أصبحت شخصًا غير موجود في هذا العالم، كان هذا أسوأ من أن أكون عبدة .
قامت النقابة بمعاملتي مثل الحيوان، حياة تنفذ و تنجز المهام الواردة من الرؤساء .
لم أستطع حتى تكوين صداقات، منذ أن قمت بتغيير مظهري في كل مرة ذهبت فيها في مهمة لذلك لم يعرف أحد من أنا حقًا .
كنت غير سعيدة، أردت الهروب من هذا العالم .
أردت أن أغادر إلى عالم جديد، عالم خالٍ من النقابات وحتى الآلهة التي تركتني أتألم .
لذلك في الليلة التي سبقت بدء المهمة ….
" …… آآه "
خرجت من ذكريات الماضي كما لو أستيقظت .
' ماذا كان ذلك في النهاية ؟ '
' ماذا فعلت ؟ '
كانت نهاية مؤسفة للغاية .
****************************