" …… "
حدق إيان في وجهي بينما كنت أمثل و كأنني أشعر بالدوار .
لم تكن هناك أي علامة على تصديقه أيضًا .
ومع ذلك، واصلت التمثيل أمامه .
شعرت و كأنني كنت أقوم بإجراء إختبار لأهم دور تمثيلي في حياتي .
" ألا يمكنك ألا تسألني عن ذلك ؟ إضافة إلى ذلك هناك دليل قوي على أنني حقًا قديسة "
في اللحظة التي تحدثت فيها، فجأة أصبت بصداع حاد في رأسي .
" أرغغ … "
أمسكت بجبيني و تأوهت ثم ظهر مشهد غريب في ذهني .
" إنها مهمتك الأخيرة، سنسمح لك بالرحيل إذا نجحت في ذلك "
ابتسم لي رجل مغطى بعباءة سوداء .
" إنها ليست مهمة صعبة، أليس كذلك ؟ عليك فقط أن تفعلي ما قيل لك "
— قعقعة .
شعرت بجسدي يرتجف و تجمد جسدي كله من الخوف .
" تسللي إلى غرفة نومه و اجعلي الجميع يعتقدون أنه نام معك … عليك أن تجعليها أكبر فضيحة في الكاتدرائية، هل تفهمين ؟ "
أقترب مني الرجل، كلما أقترب مني أصبحت أكثر توتراً ثم رفع الرجل ذقني و همس .
" اسمعي يا رقم 76، يجب أن تنجحي في هذه المهمة "
" …. هااه "
ألتقطت أنفاسي بصعوبة كما لو كنت شخصًا يغرق تم سحبه من الماء .
بعد أن رمشت عدة مرات، عاد بصري إلى طبيعته .
لم يكن الرجل الذي يرتدي العباءة في أي مكان الآن، ما رأيته أمامي كان إيان الذي ينظر إلي بدهشة .
" هااه، هاااه …. "
كان لدي ضيق في التنفس .
شعرت بالخوف الذي بدا و كأنه محفور في جسدي في اللحظة التي رأيت فيها الرجل .
لم أشعر بهذه المشاعر في حياتي من قبل أبدًا .
' ما كـ … ما كان ذلك ؟ '
أحلام ؟ أوهام ؟ لا، لقد كان حيًا جدًا لذلك .
ذكريات جثة المالك الأصلي ؟
رقم 76، ناداني الرجل بالتأكيد برقم 76 .
هل كان في الأصل أسم جسد هذا المالك ؟
' الرقم هو اسمها، ما هذا … ماذا يمكن أن يكون هذا '
هذا يبدو وكأنها كانت مثل عبدة حقيقية .
كان رأسي ينبض من الذكريات التي ظهرت فجأة .
أمسكت بجبيني و تمكنت من تذكر سبب وجودي هنا مرة أخرى .
" أوه أنا آسفة، لقد أصبت بصداع مفاجئ "
خرج صوتي مرتجفًا في نهاية حديثي .
سأل إيان الذي كان يحدق في وجهي بصمت لبضع لحظات .
" هل هذا لأنني سألت عن تلك الذكريات ؟ "
خفض لوسيان رأسه إلى إيان و همس له بحذر .
" أيها القائد يبدو أنها تعاني من ألم شديد، لا أعتقد أنها تكذب "
فرك إيان جبينه كما لو كان منزعجًا .
و لأول مرة ظهر الإرهاق في عينيه الجميلتين .
كانت هذه هي المرة الأولى التي تفهم فيها شخصيته .
و ربما لهذا السبب تذكرت فجأة سيرة رجل يدعى إيان .
إيان إستيبان، كان رجلاً مشهوراً في جميع أنحاء القارة كقائد الفرسان المقدسين المخلص لكن في الواقع كان شيطانًا انتقاميًا شحذ سيفه لعقود تحت قناع قائد الفرسان المقدسين .
من المعروف أن والد إيان الإمبراطور السابق مات في ساحة المعركة لكن الحقيقة كانت ….
' لقد قُتل على يد شقيق إيان الأكبر و الإمبراطور الحالي '
حبس إيان أنفاسه لفترة طويلة بعد أن علم بذلك و خطط للإنتقام .
و بعد أن أصبح أخيرًا الكاردينال و حصل على القوة العسكرية للفرسان المقدسين، نجح بإنتقامه الطويل بقتل شقيقه الإمبراطور و استولى على العرش .
لم يكن هذا سهلاً أبدًا، لابد أنه كان مؤلمًا أن يضطر إلى خدمة شقيقه الأكبر الذي قتل والده .
" أنا آسف يا قديسة ولكن …. "
حدق إيان بعينيه الزرقاوين مباشرة في عينيها و أكمل .
" لا أستطيع أن أثق بالأشخاص الذين ليسوا متأكدين حتى من أين هم و أنا واثق من أنك ستتفهمين موقفي …. لوسيان "
" نعم سيدي "
" كم من الوقت ستستغرق عملية التحقق من القديسة حتى تكون جاهزة ؟ "
" سيستغرق الأمر أسبوعًا لأن الكاهن كينين المسؤول عن التحقق قد سافر برحلة عمل إلى الأراضي المقدسة "
" أسبوع …. "
نظر إليها إيان بعيون باردة و أكمل .
" هل ستكون هناك مشكلة إذا حبست القديسة لمدة أسبوع ؟ "
" …. نعم، إذا أثبتت عملية التحقق من القديسة أن آيرين هي حقًا قديسة بعد أسبوع فستكون هناك مشكلة "
آه، هذا الرجل حقًا ….
عضت شفتيها بقوة، فبعد كل شيء لا يزال إيان لا يثق بها .
حسنًا، لم أعتقد أنه سينخدع بسهولة ببضع دقائق من تمثيلي .
' أنا بحاجة إلى كسب ثقته الآن '
فكرة حبسي لمدة أسبوع ليست مزحة أبدًا .
لن يتركني إيان وحدي لمدة أسبوع، لقد كان رجلاً لن يتردد في فعل أي شيء للوصول إلى هدفه و يستخدم أيضًا جميع الوسائل القاسية .
كلا، لا يمكن أن يحدث هذا على الإطلاق .
' ربما سيتم جري إلى غرفة التعذيب التي يستخدمها الفرسان المقدسون '
أرتجف جسدها من الخوف .
كلا، لا أريد أن أتأذى، لا أريد أن أموت .
لذا سأتأكد من القيام بذلك !
علي أن أجعل إيان يصدقني قليلا الآن .
' كما هو متوقع، ليس لدي خيار سوى إلقاء الحذر على الريح '
أخذت نفساً عميقاً و نظرت مباشرة إلى إيان .
" سير إيان "
معرفتي بمكان وجود السيف لم يكن دليلاً قويًا على أنني قديسة لأنه إذا أجرى شخص ما بحثاً شاملاً حقًا حول إيان فستكون هناك فرصة لعرفة ذلك .
لكن هذا سيكون كافيًا .
فتحت عيني مرة أخرى ونظرت مباشرة إلى إيان .
" أعرف أين دفن والدك "
" …… "
" …… "
ساد الصمت في الغرفة .
اتسعت عيون إيان ببطء وأخذ يحدق بي بهدوء ثم فتح فمه ببطء .
" …… أنتِ "
" …… "
" أنتِ، كيف …. ؟ "
لم يُدفن الإمبراطور السابق والد إيان و والد الإمبراطور الحالي راشد في " ملاذ المحاربين " حيث يتم دفن العائلة الإمبراطورية أسياد السيف فقط لأجيال .
دفن الإمبراطور السابق تحت قصر إيان إستيبان لأكثر من عقد من الزمان دون أن يعلم أحد بذلك .
" حسنًا، إذا أردتِ ذلك …. "
تحدث إيان مرة أخرى و ارتجفت شفتاه قليلاً .
" لن أسألك بعد الآن، فهذا كافٍ "
لقد كنت صبورة طوال هذا الوقت فهذه معلومة لا يمكن تسليمها بسهولة .
لم يكن أمام إيان خيار سوى الوثوق بي عندما أخرجت هذه المعلومة من فمي .
كانت هذه معلومة لا يعرفها أحد سوى لوسيان أقرب مساعدي إيان و إيان نفسه فقط .
" أعلم فقط أنك تعتز برفات والدك فلم يخبرني الإله إيلون بأكثر من هذا "
إذا أظهرتُ لهم أني أعرف الكثير فستكون حياتي في خطر .
حدق إيان في وجهي لوقت طويل دون أن ينبس ببنت شفة ثم أومأ برأسه ببطء عندما بدأت أتصبب عرقًا باردًا من التوتر .
" حسنًا، بما أنك تعرفين عن هذا بالفعل فمن الواضح أنك قديسة، ما لم تكن قد خنتني يا لوسيان "
" قائد …. ! "
" أنا أمزح فقط "
أرجع إيان شعره إلى الخلف بعد أن قال ذلك و تساقطت خصلاته الفضية على جبينه .
تم الكشف عن عينيه مرة أخرى و استعاد هدوءه و رباطة جأشه المعتاد .
" هل همس الإله إيلون بهذه المعلومة للقديسة ؟ "
" في الحقيقة، لقد فوجئت بظهور هذه القصة فجأة في رأسي "
" …… "
" ربما يريد الإله إيلون أن يثق بي السيد إيان "
نظر إليها إيان فجأة و رفع زوايا فمه .
" لديك هذه القوة الكبيرة كقديسة "
" …… "
" هل أنا الآن في وضع أحتاج فيه إلى التوسل إليك للوقوف إلى جانبي ؟ "
' كلا، من فضلك لا تفعل ذلك '
مجرد التفكير في الأمر جعلني أرغب بالبكاء لأنني كنت خائفة جدًا .
في تلك اللحظة، وضعت إبتسامة محرجة على وجهي وفي نفس الوقت كانت زوايا فمي ترتجف .
" قـ … قائد، أيها القائد ! "
فجأة سمعنا صوت شخص مذعور خارج الغرفة .
رفع إيان حاجبًا واحدًا كما لو كان مستاء .
" ما الأمر ؟ "
" أعتقد أنه يجب عليك إلقاء نظرة على هذه الجـ …. الجريدة ! "
" جريدة ماذا ؟ … ادخل "
" نعم ! "
اندفع رجل إلى الغرفة وكاد أن يتدحرج .
عندما رآني الرجل أتسعت عينيه بصدمة و تلعثم .
" إنها … إنها هي …. "
" ما الذي يحدث ؟ أدخل إلى الموضوع مباشرة "
" قـا … قائد، هذا … أولاً أنظر إلى هذا ! "
قام الرجل بإعطاء إيان الجريدة .
' ما خطبه ؟ '
حركت رأسي ببطء و نظرت إلى الجريدة التي أستلمها إيان .
كانت جريدة ….
" < صباح الإمبراطورية > ! "
كنت أعرف هذه الجريدة، إنها الجريدة التي استمتعت البطلة بقراءتها !
همم …. ؟
مـاااااذاا !؟
كبرت عينيها تدريجياً .
لماذا كانت هناك صورة لي على الصفحة الأولى من الجريدة ؟
إضافة إلى ذلك، كانت أجسادنا بالكاد مغطاة بالبطانية .
" هـ … هـذ … هذه الصورة …. ! "
تلعثمت و وجهت إصبعي إلى الجريدة .
" هذه أنا و السير إيان، أليس كذلك ؟ "
أخذت الجريدة من يد إيان بشكل لا إرادي .
أصبح الأمر أكثر وضوحًا عندما رأيته عن قرب .
أظهرت الصورة امرأة مستلقية على السرير و كان إيان يثبت جسدها .
" أليس هذا انتهاكًا للحقوق ؟ "
عندما صرخت بذلك بغضب قطب الرجل حاجبيه .
" ماذا ؟ ماذا تعنين بذلك ؟ "
" …. أولاً، أعطني تلك الجريدة مرة أخرى "
قال إيان بنبرة منخفضة شيطانية .
' هذا الرجل، إنه غاضب جدًا '
يمكنني معرفة ذلك فقط من خلال سماع نبرته .
كان إيان غاضبا و جدًا الآن .
' محال ! '
" المعـ … المعذرة، هل تم نشر هذه الجريدة بالفعل ؟ "
لم أستطع قبول هذا الموقف لذلك طرحت سؤالاً واضحًا جدًا ثم أجاب الرجل بإجابة واضحة أيضًا .
" نـ … نعم، إنه ينتشر بالفعل في جميع أنحاء المجتمع لقد تم إصداره بطريقة خاصة لأنه كان خبر عاجل …. "
أمسكت برأسها بخوف، فقد كان هناك أيضًا عنوان كبير على الصورة .
「 إيان إستيبان، الحب الأول للعديد من الآنسات مع امرأة غامضة ؟! 」
هذا سيقودني للجنون ….
و كان القسم التالي أكثر تخمينًا .
{ شوهد السير إيان إستيبان القائد المحترم للفرسان المقدسين في غرفة نومه مع امرأة هذا الصباح و مظهر المرأة التي كانت في سريره …. }
" حثالة …. ! "
" ماذا ؟ حثالة …. ؟ "
جعدت الجريدة في يدي .
من الواضح أن هذه كانت صورة التقطتها إحدى الخادمات الذين دخلوا في اللحظة التي هددني فيها إيان بعد أن قمت بالصراخ .
كيف حصلت على هذه الصورة بحق خالق الجحيم !
****************************