الفصل ٣٤ : شفاه على حافة السكين


هل قمت بعمل جيد ؟


في اللحظة التي تردد فيها صدى خطوات صغيرة في القاعة، ظهرت آرني بلا مبالاة و تجاوزت الأشخاص الذين ابتعدوا عن الطريق و وقفت بجانب كاسيان .

وكأن شيئًا لم يحدث، كان تعبير آرني هو نفسه المعتاد .

للحظة، اهتزت عيون كاسيان بتفاجؤ كما أندهش آلين أيضًا .

من الواضح أن الشخص الذي يتبع آرني دائمًا مفقود و فقدان الاتصال به يعني أنها في خطر ….

حدق بها بعيون مرتبكة، لم يستطع فهم هذا الموقف .

وقفت آرني بفخر بجانب كاسيان، بغض النظر عن كل النظرات رفعت رأسها و نظرت بفخر إلى الإمبراطور جوزيبي الذي كان على كرسي الشرف .

سرعان ما تلاشت إبتسامته و تغيرت تعابيره عندما حدق بها الإمبراطور جوزيبي .

' كيف بحق خالق الجحيم …… ؟ '

لقد أتيت إلى هنا بعد سماعي خبر إنهيارها من التسمم .

لم تكن هناك مشكلة في الإبلاغ .

كما لو أنه رأى شبحًا، تحول وجه الإمبراطور جوزيبي إلى اللون الأبيض ثم تحول إلى اللون الأحمر مرة أخرى لكنه لا يستطيع المغادرة الآن .

ابتسمت آرني بعد أن حدقت في وجهه و قالت .

" أعتذر على التأخير، كنت في غرفة الاستراحة لبعض الوقت "

قامت آرني بتحية إمبراطور الإمبراطورية الشمالية بإيماءات رشيقة لا تشوبها شائبة .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

قبل ساعة فقط .

أثناء الشرب مع آنسة شابة، أدركت آرني ذلك عندما شمت رائحة النبيذ الذي يخصها .

كان النبيذ من أجود أنواع العنب من منطقة ديلين .

لم يكن من الممكن أن يكون السكير الذي أفرغ أقبية النبيذ في جميع الحانات في العاصمة، لا تعلم بذلك .

المشكلة هي أنه هناك من وضع شيء في هذا النبيذ .

' ليس من المفترض أن أشم هذه الرائحة من هذا النبيذ الأحمر '

هل هو سم ……

كان شيئًا مألوفًا أن يقترب شخص لديه نية خبيثة منها .

لقد تعودت على ذلك، فقد أستخدمت المملكة الشرقية جميع أنواع الأساليب عندما ذهبت آرني إلى الحرب .

عادة، هناك طريقتان يمكنك اتباعهما في هذه الحالة، إما تشرب و تتظاهر بأنك لا تعرف أو القبض على هذه المرأة الآن .

و كان اختيار آرني هو شرب السم .

' للقبض على التنين، لا بد لي من الدخول لعرينه '

عندما انهارت آرني، تحرك الأشخاص الذين ظهروا بسرعة .

بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين جاءوا و دخلوا الرواق، لا بد أنه كان هناك شهود لكن لم يتقدم أحد للأمام .

" لقد نجحت "

" من هنا "

تحدثت الشابة التي أخفت آرني في غرفة صغيرة مع شخص ظهر سريعًا .

" فعلت ما قيل لي، لكن هل يمكنني فعل هذا ؟ "

" لقد قمتِ بعمل جيد، غادري فقط "

" نعم، توخى الحذر "

كما هو متوقع، يبدو أن الشابة كانت الطُعم .

بعد أن غادرت الشابة ظهر رجل آخر .

" أوه إنها جميلة للغاية، هل سيكون الدوق الأكبر على ما يرام "

" أنا أوافق، إنه جمال يذكرني بالآنسة هايلي التي يقال أنها زهرة في العالم الإجتماعي "

" لكن هل هي أميرة الإمبراطورية الغربية ؟ "

قام الرجلان بإمالة رأسيهما في اتجاه آرني .

" لكن لماذا هي هكذا ؟ لقد تم إخباري في وقت سابق أنها شربت رشفة فقط، هل هذا يعمل بشكل جيد حقًا ؟ "

" لا أعلم، لأنه يعمل بشكل مختلف من شخص لآخر "

" هل هي حية أم ميتة ؟ "

" أشعر و كأنها على قيد الحياة …. "

" لكن لماذا أشعر أنها ميتة ؟ "

" لقد أخبرتك أن تبقيها حية "

" ألا يهم ؟ "

" آآه، إذا ماتت فماذا سأفعل بالجسد ؟ "

" أعتقد أنه سيكون من الأفضل تركها بمفردها في الوقت الحالي، يجب أن أتأكد من أنه لن يقبض علينا من قبل الأرشيدوق المخادع تيرنوجين "

" هاه، هذا هو الأصعب "

" ثم سأذهب و أرى …. "

سمعت صوت خافت و الرجل الذي بدا وكأنه في المنتصف غادر الغرفة .

' ثلاثة خارج الباب و واحد في الغرفة '

الرجل الذي تُرك وحده في الغرفة كان لا يزال يراقب آرني .

ثم مد الرجل الجالس حيث كانت آرني ممددة يده إليها، فجأة فتحت آرني عينيها قبل أن تلمس يده خدها .

" أوه ! "

في لحظة، أمسكت آرني بيد الرجل و سحبته إلى الخلف و أمسكت بالرجل من مؤخرة رقبته و دفعته إلى الحائط .

سمع دوي مدوي لكن الرجال الثلاثة الواقفين في الخارج لم يتحركوا .

آرني التي كانت تنظر إلى الرجل الذي لا يمكنه سوى إصدار صوت لهاث لأنه تعرض للخنق بقوة، أمرته بذلك .

" تحدث، من أمرك بفعل ذلك "

كينيث الرجل ذو الشعر البني الداكن، تعرق عرقًا باردًا مع إحساس بالخطر كما لو كان على وشك أن يُخنق حتى الموت .

كان الجسد صادقًا، لقد خُنقت لذلك أردت أن أعيش على الفور لذا فقد ضغطت قدر المستطاع وعانيت بقوة أكبر من المعتاد .

لم تظهر آرني التي كانت تمسك برجل بالغ أي علامات على الصعوبة .

لم يكن كينيث ضعيفًا كانت آرني هي من تضغط بقوة كبيرة .

لم أصدق القوة التي أتت من مثل هذا الجسد الهزيل .

' من هذه المرأة بحق خالق الجحيم ؟! '

شعر الرجل بخوف عميق في موقف غير واقعي .

لقد شربت السم بالتأكيد لكنها كانت تتحرك بقوة لدرجة أنه كان من الصعب تصديق أنها قد انهارت للتو .

' هل يمكن أن تكون قد أبطلت السم ؟ هل لديها ترياق حتى ؟! هذا مستحيل '

عندما كان تائهًا في التفكير، أصبحت اليد التي تمسك برقبة كينيث أقوى .

عانى كينيث من الألم الشديد .

" آآهه ! أنـ … انقذيني …… "

" تحدث "

" كـ … كيف بحق خالق الجحيم …… ! "

" هاه "

كان يعني … كيف بحق خالق الجحيم يمكنني أن أقول ذلك !

حتى لو تحدث فلن يتمكن من العيش في الإمبراطورية الشمالية ليوم آخر .

كان هذا موقف حيث عليه أن يتخلى عن حياته .

" هذا …. أنا لا أستطيع القول ! "

" ثم يجب عليك الموت "

" أررغغ "

كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخص مثلها .

كيف يمكنها القيام بعمل مشين كهذا بوجه جميل ؟

شد قبضته بسرعة و حاول ضرب بطنها للهرب لكن المحاولة فشلت بشكل رهيب .

فقد قامت بكسر ذراعه بسهولة، عض كينيث على لسانه وهو يحاول عدم الصراخ .

" أرغغ …. آآآه …… "

كانت هذه هي المرة الأولى التي أكون فيها بائسًا للغاية .

كان كينيث خائفًا للغاية من عيون آرني اللامبالية .

" تحدث إذا كنت تريد أن تعيش، من يكون اللقيط الذي يقف خلفك ؟ "

لم أكن لأتمكن من إكتشاف هذه المعلومات لو أمسكت بالآنسة الشابة سابقًا، لهذا شربت رشفة واحدة من السم فقد كنت واثقة من أنني لن أموت من هذه الكمية و إذا تظاهرت بعدم الشرب مطلقًا أو خداعهم، فسيتم القبض علي .

الرجال الذين يقومون بهذا النوع من العمل دقيقون جداً .

سبب مجيئي إلى هنا أثناء التظاهر بالسقوط هو لقتل الرجل الذي كان خلف كل هذا .

" سأتحدث، سأخبرك … عنقي ….. "

عندما خففت آرني يدها الممسكة بعنقه قليلاً، اغتنم كينيث الفرصة و صرخ .

" ادخلوا ! تعالوا إلى هنا ! "

كان يطلب المساعدة من الثلاثة الذين في الخارج .

تنهدت آرني و صعدت بسرعة على إحدى ساقي كينيث .

تقلبت عيون كينيث من الألم، كان الأمر مؤلمًا لدرجة أنه لم يستطع حتى الصراخ .

آرني التي كسرت ساقه لمنعه من الهرب، أطاحت بالرجال الذين دخلوا بسهولة .

حدث كل ذلك في غضون 10 ثوانٍ .

بعد أن اقتربت آرني من كينيث مرة أخرى قالت .

" ستكون أنت التالي "

صوت جاف كأنها تتلو ترتيبًا محددًا، عند تحذيرها أرتجف كينيث من الألم الذي كان سيأتي .

" حسنًا، لم أكن أريد الذهاب إلى هذا الحد …. "

كذب !

" سـ …. سأخبرك ! لا تقتليني ارجوك ! "

في النهاية، لم يستطع كينيث الوقوف و توسل .

لقد سقطوا بسهولة ثلاثة رجال أمام عينيه، وهو لا يستطيع حتى أن يفعل أي شيء بيديه .

كان خائفًا من العواقب إذا أخبرها بالحقيقة لكن الخوف من شخص ليس هنا الآن لا يمكن أن يتغلب على الخوف من الشخص الذي أمامه .

" حقًا ؟ أخبرني إذًا "

" إمبراطور …… "

" إمبراطور ؟ "

" كان هذا أمر من جلالة الإمبراطور "

رمشت بحيرة، ماذا سمعت الآن فقط ؟

" ……. ؟ "

أمالت آرني رأسها وسألت مرة أخرى .

" إمبراطور هذه الإمبراطورية ؟ "

" نعم نعم "

" إمبراطور الإمبراطورية الشمالية ؟ "

" نعم "

…… لماذا ؟

شعرت آرني بالحيرة .

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها محاولة اغتيالها، إذا كان الأمر كذلك فهل كان الإمبراطور هو الذي أرسل القتلة طوال هذا الوقت ؟

" لقد شاركت في هذا هـ … هذه المرة فقط، في الواقع، لا علاقة لي بجلالة الإمبراطور، لذا …… "

ثم قامت آرني بضرب كينيث على مؤخرة رقبته .

لقد كانوا الآن بالقصر الإمبراطوري حيث المراقبة الصارمة ضرورية بدون نقاط عمياء و لابد أن من قام بأمرهم لديه سلطة قوية .

" نعم، الإمبراطور "

إذا كان حقًا من أمرهم هو الإمبراطور، فسيتعين عليها التحقق من ذلك .

أشرقت عيون آرني ببرود .

" بالمناسبة، ماذا أفعل مع هؤلاء الرجال ؟ "

سيكون قتلهم أنظف شيء، لكن ….

مدت آرني يدها في الهواء دون تفكير .

" نيڤرمور "

في لحظة، أصبح المكان المحيط بهم مظلمًا و أمسكت بالسيف الأسود المبهر .

عادت آرني التي قدمت آخر هدية للرجال الذين فقدوا وعيهم، إلى الحفلة بهدوء شديد .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد الوقوف بجانب كاسيان و تحية الإمبراطور، رفعت آرني رأسها و نظرت إليه .

لم يستطع الإمبراطور إلا إظهار تعبيره المجعد دون أي نية لإخفائه .

هزت آرني كتفيها وهي تنظر إلى الإمبراطور الذي أصبح أحمر جدًا لدرجة أنه لم يستطع التحكم في تعابير وجهه الغاضبة .

عند رؤية الإمبراطور يبحث عنها علانية وكأنه كان واثقًا بأنها لن تكون قادرة على المجيء، تأكدت آرني بأن جميع محاولات الاغتيال كانت من عمل الإمبراطور .

ابتسمت آرني من حقيقة أنها أفشلت خطط الإمبراطور .

" شرف لي مقابلة إمبراطور الإمبراطورية الشمالية، أنا آرني "

بعد كل شيء، لا تكشف العائلة الإمبراطورية عن أي شيء آخر غير أسمائهم عند تقديم أنفسهم لأن تقديم أسمهم فقط كان يكفي لشرح كل شيء .

عندما قدمت آرني نفسها بأدب، صر الإمبراطور جوزيبي على أسنانه قبل أن يفتح فمه .

" نحن نرى بعضنا البعض للمرة الأولى اليوم، مرحبًا بك في الإمبراطورية الشمالية "

" أشكرك على ترحيبك جلالة الإمبراطور "

حدق الإمبراطور جوزيبي في آرني بتعبير غاضب .

العداء الواضح جعل آرني تتساءل للحظة .

لطالما أعتقدت أنه كان يتجنبني عن قصد، ربما لأنه لم يرغب في توثيق زواجي لكن هل هناك أي سبب ليكرهني بما يكفي لقتلي ؟

منذ أن كان اليوم هو أول اجتماع لنا، لن يكون هذا سببًا شخصيًا ولكن بالطبع يبدو أن هناك نوعًا من الأسباب السياسية، إما مع زوجها أو مع الإمبراطورية الغربية .

' هل يريد خوض حرب مع الإمبراطورية الغربية ؟ ماذا تحاول أن تفعل بقتلي ؟ '

…… أم أنه أكتشف أنني سيد السيف ؟

إذا كانت خطة لإضعاف القوة الوطنية للإمبراطورية الغربية بقتل آرني مقدمًا، فقد كان ذلك مفهومًا للوهلة الأولى لأن 90٪ من قوة الإمبراطورية الغربية كانت آرني .

في اللحظة التي نظرت فيها آرني إلى الإمبراطور متسائلة عما يحدث بحق خالق الجحيم، نظر الإمبراطور جوزيبي أيضًا إلى آرني وأصبح رأسه معقدًا .

' كيف يمكن أن تكون على ما يرام ؟! '

سمعت أنها تسممت بشرب السم !

لم يستطع الإمبراطور جوزيبي إلا أن يشعر بموجة من المشاعر، لقد خسر القتال .

أراد أن يهرب على الفور لكنه لم يستطع، فقد كان إمبراطور الإمبراطورية الشمالية .

عندما ألتقت عينيه بكاسيان، رفع كاسيان زاوية فمه و ابتسم بشكل مشرق .

' ذلك، ذلك الوغد …… ! '

حاول الإمبراطور جوزيبي قمع غضبه بعد سماع كلمات كاسيان .

" شكرًا لك على تهنئتنا بزواجنا، جلالتك "

صر الإمبراطور على أسنانه حتى تألم ثم فتح فمه ببطء .

لقد خسرت بنفسي هذه المرة .

لا يعرف كيف خسر بحق خالق الجحيم لكنها كانت هزيمة كاملة .

ضغط الإمبراطور على قبضتيه، فمن المستحيل سحب كلماته عن توثيق زواجهما .

باركهما الإمبراطور جوزيبي بصوت مكبوت .

" زواجكما هو توافق و إنسجام بين الإمبراطوريتين الغربية و الشمالية، لذلك دعونا نعيش بسعادة "

أومأت آرني و كاسيان برأسيهما .

" نعم "

" نعم سأفعل "

يجب أن يكون توثيق الزواج قد انتهى، استدار الإمبراطور جوزيبي وترك الحفلة .

نظر النبلاء الباقون إلى بعضهم البعض و تمتموا غير مدركين ما هو الوضع لكن آرني فقط من كانت تعرف الحقيقة كاملة .

تحولت نظرة آرني إلى كاسيان الذي كان يحدق بها مسبقًا .

" لقد قمت بعمل جيد، أليس كذلك ؟ "

عندما ابتسمت آرني بإتساع، نظر كاسيان إليها بتعبير غامض جدًا .

بدلاً من الرد، مد كاسيان يده و أمسك بها .

أمالت آرني رأسها بتساؤل .

' كيف …… '

كيف نجت من مكائد الإمبراطور ؟

لو تصرف الإمبراطور جوزيبي بشكل مباشر لما كان الوضع سهلاً، كاسيان الذي تعامل مع الإمبراطور لفترة طويلة، كان أفضل من يعرف ذلك .

" ما الأمر ؟ "

" …… لا، لا شيء "

بطريقة ما، شعر بأنها لم تكن آرني التي يعرفها .

ومع ذلك، لم يستطع كاسيان أن يسأل عن الكلمات التي ذهبت إلى أسفل حلقه .

و أظلمت عيون كاسيان بشكل غامض .


— رابط الصورة : هنا

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان