الفصل ٥ : شفاه على حافة السكين


الزفاف و الليلة الأولى 


كانوا الأشخاص في قلعة تيرنوجين متحمسين أكثر من أي وقت مضى، هناك سبب واحد فقط ! كان ذلك لأن اليوم هو اليوم الذي سيتزوج فيه مالك قلعة تيرنوجين .

" هيك هيك، آرني خاصتنا ستتزوج حقا !! "

كانت المربية إيڤا تذرف الدموع منذ الصباح، كانت آرني محتارة، هل هذا شيء يسعدها لهذه الدرجة …. ؟

' هل كان الأمر بهذه الجدية .... '

كلما بكت المربية أكثر، تصبح آرني جدية أكثر .

تحدثت إيڤا وهي تشهق من البكاء .

" لو كانت الدوقة رأت هذا .... لا بد أنها ستكون سعيدة حقًا "

" تتحدثين عنها و كأنها ميتة، أمي لا تزال على قيد الحياة "

- [ صحيح إيڤا، أنا على قيد الحياة و بصحة جيدة هنا ]

قالت الدوقة التي كانت تراقب جميع تحضيرات الزفاف على الكرة السحرية، بغضب لكن إيڤا كانت تبكي بشدة و كأنها لا تستطيع سماعها، لقد قامت بتربية آرني منذ أن كانت طفلة لذا تأثرت بزواج آرني كثيرًا .

- [ آرني، إنظري إلى هنا، يا إلهي، ابنتنا بغاية الجمال ! كما هو متوقع، ليس هناك أحد بجمال ابنتنا ! هوهو ]

فرحت الدوقة التي كانت فخورة جدًا بجمال ابنتها .

كانت الدوقة التي تشاهد حفل الزفاف عن بعد بإستخدام أدوات سحرية في دوقية بريلهيت، سعيدة للغاية، من ناحية أخرى، كانت آرني منزعجة من التطور الملحوظ للحضارة .

- [ كنت أتمنى أن أذهب و أرى حفل زفافك شخصيًا، هذا مؤسف ]

" أنتِ تشاهدين بالفعل كل شيء من خلال الكرة السحرية "

- [ لكن الحضور شخصيًا مختلف، لولا والدك لكنت حضرت حفل زفافك، هذا مؤسف جدًا و أيضًا حضر جلالة الإمبراطور ليشاهد حفل زفافك معنا اليوم و أيضًا الكونت بيرولز و أيضًا ...... ]

خرج من فم الدوقة أسماء معارفها بإستمرار، لقد كان زواجًا يعرفه جميع من في الإمبراطورية الغربية، لكن يبدو أن الدوقة تريد الإعلان عن هذا الزفاف في الحي .… كلا، لم يكن هذا على مستوى الحي فقط، فجأة أضطرت آرني إلى بث حفل الزفاف في جميع أنحاء الإمبراطورية الغربية، كان أول بث لحفل زفاف في العالم !

' العار ينتظرني '

الطلاق …. الكلمة التي كانت تفكر بها طوال اليوم .

' إذا تحدثتُ عن الطلاق في هذا الموقف، فربما سأموت، أليس كذلك ؟ '

حتى لو لم أمت، كان من الواضح أنني سأتعرض للتعذيب حتى الموت .

أغلقت آرني، التي كانت والدتها أكثر رعبًا من عشرات الآلاف من الأعداء، فمها بهدوء .

في غضون ذلك، أنتهت تجهيزات آرني .

نظرت آرني إلى نفسها في المرآة من ردود فعل الخادمات الصاخبة، عندها رأت شخص لم تره من قبل .

" أنت فائقة الجمال ! "

" جميلة جدًا "

" أنت أجمل عروس رأيتها في حياتي ! "

" عندما يراك الدوق الأكبر، سيقع في الحب من النظرة الأولى "

" أوه، فقط الدوق الأكبر ؟ أنا متأكدة من أن الجميع في هذا الزفاف سيقع في حبها "

- [ ابنتي التي هي في الأصل جميلة، أصبحت تتألق بشكل أكبر ]

الجميع كانوا متحمسين لكن آرني الشخصية الرئيسية في حفل زفاف اليوم كانت غير مبالية، إنه ليس زواجًا عن حب و ليس زواجًا تريده .

لا يمكن أن يكون لدي أي مشاعر أخرى حول الزواج الذي أُجبرت عليه .

بصراحة، لم تستطع آرني إستيعَاب أنها ستتزوج و لكن ....

- [ تهانينا على عائلتك الجديدة يا ابنتي، هذه الأم سعيدة جدًا لأنه سيأتي اليوم الذي أرى فيه عائلتك ]

أعتقدت أحيانًا أنه ليس سيئًا تلقي البركات الصادقة من الدوقة التي تبدو أكثر سعادة من أي شخص آخر في العالم .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

الضيوف الذين حضروا حفل الزفاف انتظروا بدء الحفل بمشاعر مختلفة .

" أي نوع من الأشخاص هي التي أختارها الدوق الأكبر ؟ "

" سمعت أنها ذات جمال لا يصدق "

" سمعت أن جلالة الدوق الأكبر وقع في حبها من النظرة الأولى "

شخص حضر بسبب فضوله حول العروس و شخص حضر لأغراض سياسية و شخص حضر لأنه لم يستطع التخلي عن عاطفته الطويلة بالحب من طرف واحد و شخص آخر حضر لأنه تمت دعوته .

ولم يعرف أحد حقيقة حفل الزفاف المليء بالإشاعات، في المقام الأول، لم يعرف أي منهم السبب الحقيقي وراء زواج كاسيان .

' لا أعلم بماذا يفكر الدوق الأكبر .… '

كان الكونت آلان إيرمانو، اليد اليمنى لكاسيان و مساعده، هو واحد من القلائل الذين يعرفون الحقيقة كاملة، لهذا شعر أن الزفاف مجرد عرض ضخم .

في المقام الأول، لم يكن هذا الزواج أكثر من زواج سياسي، و لكن .…

' يبدو أنه جاد بشكل غريب '

شعر آلان أن كاسيان أصبح غريبًا فجأة، فهو أصبح يضحك كثيرًا، لم يكن كاسيان يبتسم كثيرًا في البداية .

أصبح مزاج آلان معقدًا للغاية بسبب ردود فعل كاسيان هذه الأيام، لذا أصبح يتساءل عما إذا أصيب بالجنون .

بينما كان آلان يتذمر، أخذ الكاردينال نيرو الذي تولى مراسم الزفاف مكانه و بدأ الحفل، ثم مع دخول العروس و العريس الشخصيات الرئيسية في ذلك اليوم، أصبحت القاعة صاخبة .

" أووه …. "

" شهيق …. "

ساد الصمت في القاعة .

كانوا جميعهم ينظرون إلى شخص واحد فقط …. إلى آرني التي ستصبح دوقة تيرنوجين الكبرى و زوجة كاسيان .

عندما كانت آرني تستعد لحفل الزفاف، لم تكن مهتمة على الإطلاق لكنها شعرت بالغرابة عندما دخلت قاعة الزفاف، كان الأمر نفسه عندما أبتسم لها كاسيان بطريقة غريبة .

لم تكن متوترة أبدًا من قبل حتى عندما كانت في ساحة المعركة، لكنها شعرت فجأة بتوتر بسيط و شعرت أن الباقة التي في يدها تبدو و كأنها سيف .

" آرني ~ "

شعرت آرني بالغرابة عندما قام كاسيان بمناداتها، ألن يكون لطيفًا وجود شخص يناديك بإسمك هكذا ؟

كان كاسيان الذي أرتدى بدلة رسمية، أكثر وسامة من المعتاد، عندما ألتقت أعينهما، أبتسم كاسيان و مد يده .

أمسكت آرني بيده بحذر وهو يحدق بها .

عندما أمسكت يده و شعرت بالدفء، أدركت فجأة حقيقة الزواج .

' أنا حقًا سأتزوج '

و من هذا الرجل أيضًا .

" أولاً، أود أن أشكر الضيوف الذين حضروا اليوم نيابة عن الشخصيتين الرئيسيتين، أتمنى أن تكون البركات و النور معكم جميعًا "

فتح الكاردينال نيرو الذي تولى مراسم الزفاف، فمه، لقد قال شيئًا ما لكن الغريب أن آرني لم تستطع سماعه بشكل صحيح، فجأة فقدت إحساسها بالواقع .

" هل تقسم العروس أن تحب عريسها إلى الأبد ؟ "

" …… أقسم "

ترددت آرني قليلاً بالإجابة .

لماذا أشعر بالتبجيل اليوم لدرجة أنني لم أشعر بهذا حتى عندما أقسمت بالولاء ؟

كان هناك بعض التردد، ولكن بعد أن أجابت آرني، سأل الكاردينال كاسيان هذه المرة .

" هل يقسم العريس أن يحب عروسه إلى الأبد ؟ "

تحولت نظرة كاسيان إليها، شعرت آرني و كأنه تم أسرها بعيونه العميقة مثل الهاوية ثم جفلت من عينيه التي بدت و كأنها تسحبها .

رفع كاسيان زاوية فمه و أبتسم  " أقسم "

مهما كانت الإجابة صادقة أو كاذبة، الشيء الوحيد الحقيقي في الإجابة الغامضة هو أن كاسيان لم يكن لديه أي نية لترك آرني تذهب، و ياللسخرية كانت آرني تشعر بصدق هذا أيضًا .

" ثم، قبلا بعضكما البعض، متعهدين بحب بعضكما إلى الأبد "

قبلة القسم .…. للحظة أصيبت آرني بالذعر .

' قبلة ؟ '

لم أشعر بالذعر بسبب القبلة، لقد شعرت بالإحراج فقط لأنني سأضطر إلى تقبيل رجل قابلته منذ فترة قصيرة .

تعمقت إبتسامة كاسيان وهو ينظر إلى آرني التي كانت متجهمة بإحراج .

نظرت آرني إلى كاسيان كما لو كانت تطلب المساعدة، لكن … حسنًا، لقد وجدت الشخص الخطأ .

كان آخر شخص علي طلب المساعدة منه .

أظلمت عيون كاسيان الذي كان يبتسم بلطف و رفع طرحة زفافها التي تغطي وجهها برفق .

نظرت العيون الحمراء الجميلة بشدة إلى كاسيان، ربما لن يكون من السهل العثور على هذه العيون الجميلة في المستقبل .

" إذا كنتِ تريدين التوقف، فأهربي الآن، هذه هي فرصتك الأخيرة "

تجهمت آرني من الصوت المنخفض الذي كان مسموعًا لها فقط .

ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل أثناء الزفاف، بالإضافة إلى ذلك، لقد أجرينا هذه المحادثة من قبل .

" لقد قلت من قبل أنه فات الأوان على الهرب "

" أجل، لقد تأخرتي "

نقل نظراته بين عيونها و شفاهها، في اللحظة التي لاحظت فيها آرني أن الرغبة السوداء تطفو في أعماق عيون كاسيان الزرقاء، تم الإمساك بها .

حبست آرني أنفاسها مع تداخل شفتيهما، تعمق كاسيان أكثر و سرق أنفاسها، آرني التي تم سحبها بلا حول ولا قوة، تذكرت متأخراً أن الناس كانوا يراقبون و حاولت إيقافه، لكن كاسيان لم يتوقف .

سمح كاسيان لآرني بالذهاب عندما أعتقد أنها ستموت من ضيق التنفس إذا بقيت على هذا النحو بسبب القبلة المجنونة .

" بهذا، أعلن أن صاحب السمو كاسيان دوق تيرنوجين الأكبر و صاحبة السمو الأميرة آرني، أصبحا زوجين "


— رابط الصورة : هنا


أبتسم كاسيان عندما ألتقت نظراتهما، بشكل راضٍ مثل وحش ممتلئ و لعق شفتيه .

أدركت آرني في تلك اللحظة .

' هذا الزواج محكوم عليه بالفشل '

نهاية هذا الزواج سيكون إما أن تقتل كاسيان أو أن كاسيان قد يأكلها .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كانت قلعة تيرنوجين صاخبة اليوم و بالطبع كان يجب أن تحضر آرني الشخصية الرئيسية حفل الإستقبال أيضًا، لكن ….

" حدثت الكثير من الأشياء اليوم، لذا خذي قسطًا من الراحة "

" لقد فعلتِ ما يكفي بالفعل اليوم "

" لا يمكن أن نرهق أقدام السيدة آرني الثمينة أكثر من هذا "

" هذا صحيح ! إذا تحركتِ أكثر، فسوف تفقدين وعيك "

…… لم تحضر حفل الإستقبال بسبب الحماية المفرطة للخادمات، كان هذا مزعجًا في العادة لكن اليوم كان رائعًا .

على الرغم من أن الحاضريين كانوا أرستقراطيين .

' هل لا بأس بهذا ؟ '

بالطبع لا، لكن لم يقل أحد أي شيء، لذلك تخطت آرني واجبها .

كان من غير المعقول أن يتخطى أي شخص آخر التحيات الأولى بمجرد أن تصبح الدوقة الكبرى .

و لكن ماذا علي أن أفعل ؟

كانت آرني راضية حقًا .

كان هناك إستياء عميق من الخادمات اللواتي يعاملوها في العادة مثل الطفلة لكن اليوم كان مختلفًا، اعتزت آرني بسلام اللحظة لأنها كانت متعبة اليوم، ليس جسديًا بل عقليًا .

' ماذا حدث اليوم بحق الجحيم …. ؟ '

لقد تزوجت …. لقد كان زواجًا يبدو و كأنه لن يكون له أي تأثير على حياتها و لكن لدهشتها، كانت آرني ضائعة في التفكير، و لعل أكبر مساهمة في هذا الوضع ..... ربما كانت قبلة القسم .

استذكرت آرني التي كانت تعبث بشفاهها، أحداث النهار و أحمرت خجلاً .

' لا، لننسى ذلك، لننسى تلك القبلة ! '

كانت آرني تحاول بيأس أن تنسى عن طريق هز رأسها .

ثم فجأة أدلوا الخادمات بتعليقات رائعة .

" هوهو، أتمنى لك ليلة سعيدة ~ "

" أتمنى لك ليلة مريحة ~ "

بالطبع كانت ستقضي ليلة سعيدة و ليلة مريحة، لكن سرعان ما أدركت آرني ما تعنيه الخادمات لها .

" الليلة الأولى ! "

أستيقظ عقلي النائم فجأة .

تقام مأدبة الإحتفال بالزفاف طوال الليل لكن الشخصيتين الرئيسيتين في حفل الزفاف قادرين على المغادرة إلى غرفتهما عندما يحين الوقت .

بعد خلع الفستان غير المريح و الإكسسوارات المتعبة في غرفة الدوقة الكبرى و أخذ حمام دافئ، صارعت آرني الواقع الذي أدركته لاحقًا .

إنها الليلة الأولى .

' لا يمكنني البقاء ساكنة هكذا '

الليلة الأولى ؟ كان من المستحيل لآرني أن تترك مثل هذه الأشياء تسير بسلاسة .

أصبحت آرني التي تذكرت قبلة اليوم أكثر جدية، لم أكن أنوي قتل كاسيان اليوم لكن قد أقتله إذا أضطررت لذلك .

' امرأة قتلت زوجها في أول يوم من زواجهما، لا أريد أن أفعل ذلك '

لكن أعتقد أن هذا سيكون رائعًا بعض الشيء، لكنني لم أكن مجنونة بعد .

أعتقد أنني ربما سأفعل ذلك قريبًا و أقوم بقتله لكنني كنت لا أزال عاقلة !

لذلك، لم يتبق سوى إجابة واحدة الآن .

" الهرب "

آرني التي توصلت إلى الحل، استشعرت الحركات خارج الباب .

" هناك الكثير من الحركة …. "

يمكنني أن أفعل ذلك إذا أردت، لكنني لا أستطيع التعامل مع العواقب إذا تم الإمساك بي .

لم يكن هناك قانون يلزم الشخص بالخروج من الباب فقط، ولم يكن الباب هو المخرج الوحيد .

تحولت نظرة آرني إلى نافذة الغرفة، عندما فتحت النافذة على مصراعيها و نظرت حولها، أكتشفت أن غرفة الدوقة الكبرى تقع في أعلى جانب من القلعة .

' أعتقد أنني أستطيع القفز من هنا '

لقد كانت مسافة كبيرة لدرجة أن الناس العاديين لن يفكروا حتى بالقفز من هنا، لكن آرني لم تهتم .

كانت تلك هي اللحظة التي يجب أن تهرب فيها .

" ماذا تفعلين ؟ "

" …….. ! "

فقط متى جاء إلى هنا ؟

نظر إليها كاسيان الذي كان متكئًا على الباب المفتوح .

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان