ما الذي تعرفه
أهتزت الشجيرات قليلاً .
ضيقت آرني عينيها .
' ماذا رأيت الآن ؟ '
الرجل الذي أجرى تواصلاً بصريًا معها اختبأ بين الشجيرات، لكن الأوان كان قد فات بالفعل .
رأيت شعرًا أحمر لا يجب أن يكون هنا .
' مستحيل، هل هوية الحضور المزعج الذي شعرت به خلال هذه الفترة ... ؟ '
علي التأكد من هذا .
ألقت نظرات حارقة على الشجيرات، دون أن يشعر الآخرين بذلك .
— جفل .
أرتفع الشعر الأحمر قليلاً ثم أختفى .
كانت لحظة وجيزة، لكنها تأكدت من ذلك .
للأسف كان شخصًا أعرفه .
' لماذا هذا الطفل هنا ؟ '
الشخص الذي كان يجب أن يكون في الإمبراطورية الغربية، لماذا هو هنا في حديقة قلعة تيرنوجين ؟
لم يكن عضوًا من الفرسان الذين أرسلهم سيكلون الرابع لمرافقة آرني إلى الإمبراطورية الشمالية .
ولم تتم دعوته حتى لحفل الزفاف .
لذلك مهما فكرت في الأمر، لم تستطع التوصل إلى سبب وجوده هنا .
لذلك كان ذلك عندما قطبت آرني حاجبيها، رفع الرجل رأسه مرة أخرى و تقابلت نظراتهم .
ثم حركت آرني شفاهها .
" لماذا أنت هنا ؟ "
" هيهي "
" غادر بسرعة "
" لا أريد ! "
أستمرت المحادثة الصامتة فقط بإيماءات العين و تعبيرات الوجه .
أشارت إليه آرني بنظرات تطلب منه المغادرة، لكن حرك أحمر الشعر رأسه يمينًا و شمالاً و أبدى تعبيرًا مثيرًا للشفقة على وجهه .
في تلك اللحظة، نهضت آرني لتلحق به و تطرده بنفسها لأنه لم يكن لديه أي نية للمغادرة .
" آه، سيدة آرني ! "
" أوه ؟ "
في نفس الوقت الذي صرخت فيه إيڤا بشدة، شعرت آرني بحضور خلف ظهرها و جفلت .
أبتسم كاسيان وهو يمسك بجسد آرني المتفاجئ للحظة .
" هل أنت بخير ؟ "
" …… آه "
..... كما توقعت لم أكن مخطئة .
' لم أشعر به مرة أخرى '
تحولت عيون آرني المرتبكة إلى كاسيان .
بغض النظر عن مقدار تركيزها على شيء آخر، فإن هذا الموقف لم يكن منطقيًا .
كان هناك شخص خلفها، لكنها لاحظت ذلك الآن ؟
إذا كانت في ساحة المعركة الآن، فلم يكن هناك ما يقال لأنها ستموت .
' بالطبع، لو كانت ساحة معركة لما خلقت مثل هذا الوضع ..... '
هل هذا بسبب أخذها إستراحة من التدريب بينما كانت تتصرف كسيدة عادية لفترة من الوقت ؟
لكنه لم يكن عذرًا، بالرغم من أمر الدوقة الصارم بعدم الإقتراب من السيف لمدة ثلاثة أشهر على الأقل و الحفاظ على الزواج مهما كان الأمر .
ومع ذلك، حتى لو أخذت قسطًا من الراحة فلن تتراجع مهاراتها بسرعة .
و الدليل على ذلك، أنها لاحظت صاحب الشعر الأحمر المختبئ .
' ثم لم يتبق سوى إستنتاج واحد '
نظرت عيون آرني المتوترة إلى كاسيان .
' هل هو أيضًا موهوب ؟ '
كيف لم تشعر بوجوده ؟
يبدو أن كاسيان قد تم تدريبه جسديًا بطريقة ما .
' مستحيل …. هل أكتشف هويتي بالفعل ؟ '
فكرت آرني بشك معقول حول ما إذا كان يعلم بالفعل أنها لم تكن سيدة عادية منذ البداية .
ربما كان قد أكتشف بالفعل أنها سيد السيف .
لأن الموهوبين يتعرفون على بعضهم البعض .
عندما نظرت إليه بتوتر دون أن تنبس ببنت شفة، أمال كاسيان رأسه .
لم يستطع معرفة سبب شعورها بالقلق الشديد .
' إنها تبدو كقطة خائفة '
فجأة تذكر أن تعابيرها الآن نفس تعابيرها عندما أمسك بها بالأمس وهي تحاول الإنتحار، ثم أصبحت تعابير كاسيان أكثر جدية و ترك يد آرني بعناية .
كان يعلم أن آرني غير مرتاحة بلمسته، لكن كاسيان تظاهر بعدم المعرفة و ترك آرني .
" ماذا كنتِ تفعلين ؟ "
" أممم ... لا شيء "
تحركت آرني التي تذكرت متأخراً أن هناك رأسًا أحمر بين الشجيرات و غطت الشجيرات بجسدها .
إذا كان كاسيان يعلم حقًا أنها سيد السيف، فسيكون هذا بلا فائدة لكن جسدها تحرك بمفرده .
أبتسم كاسيان بخفة عندما أبتعدت آرني بشكل محرج .
" ……. "
" ……. "
غطت آرني الشجيرات بجسدها، عندما حاول كاسيان أن ينظر خلفها .
" هاها "
ثم تظاهر كاسيان بأنه لا يعرف أنها كانت تخفي شيئًا ما .
لقد لاحظ بالفعل أن شخصًا ما كان مختبئًا خلف الشجيرات، لكن هذا لا يهم الآن .
" بالمناسبة، ما الذي أتى بك إلى هنا ... ؟ "
طرحت آرني السؤال بيأس، معتقدة أنها ستحول إنتباهه بطريقة أو بأخرى .
عند سؤال آرني، تحولت نظرة كاسيان إلى جبل الهدايا .
" هل أحببت الهدايا ؟ "
" هدايا ... ؟ أوه، هذه "
" هذه ؟ "
" هاها، نعم لقد أحببتها "
ضيق كاسيان عينيه من موقف آرني، كانت غير مهتمة تمامًا .
لم أكن أعتقد منذ البداية أنها ستكون ممتنة بشيء مثل الهدايا، لكنها غير مهتمة للغاية .
كان ذلك عندما كانت آرني و كاسيان ينظران إلى بعضهما البعض بأفكار مختلفة .
- [ أوه، صهري هنا ! ]
صوت عالٍ من الكرة السحرية رحب بكاسيان .
تحولت عيونهم إلى الكرة السحرية .
و بلحظة، تصلب تعبير آرني .
- [ يا إلهي، صهري ! أخيرًا أستطعت رؤية وجه صهري هكذا ،هل يمكنك الإقتراب من الكرة السحرية لأراك بشكل أفضل ؟ يا إلهي، إنظروا إلى وجهه المشرق، آرني أنت محظوظة لأن هذا الرجل الوسيم هو زوجك ]
أجبرت آرني نفسها على الإبتسام و بالكاد ابتلعت الكلمات التي ستجعلها تفارق الحياة .
قام كاسيان بتحية الدوقة " تحياتي لدوقة بريلهيت، كان ينبغي أن ألتقي بك و أحييك شخصيًا، أنا أعتذر على تحيتك بهذه الطريقة "
- [ يا إلهي ~ يا لها من تحية رسمية بيننا، نادني حماتك بشكل مريح، ألسنا عائلة واحدة الآن ؟ ]
" حماتي على حق، إن آرني جميلة مثل حماتي "
- [ أووه ~ يا إلهي، إنظروا إلى ما يقوله، هذا صحيح بناتي جميلات مثلي تمامًا و صهري ليس وسيمًا فقط ~ ! ]
نظرًا لعدم قدرتها على تحمل الإحراج من تعليقات والدتها المخزية، تجنبت آرني الموقف بشدة من خلال تغطية وجهها بيديها .
' رجاء …. رجاء …. '
سواء كانت آرني محرجة أم لا، لقد أستمتع كاسيان في هذا الموقف .
" أردتك أن تحضري حفل الزفاف شخصيًا، لكنني آسف لأنني لم أستطع إقامة الحفل في الإمبراطورية الغربية "
- [ حسنًا، أشياء من هذا القبيل تحدث أيضًا و إنه خطأي أيضًا لأنني ضعيفة، سأكون كاذبة إذا قلت أنني لست حزينة، لكن ما الهدف من هذه الحقيقة ؟ صهري مشغول للغاية لذلك علي أن أتفهم، هوهو، تساءلت ماذا سيحدث عندما لم تحضر الإجتماع، لكني أعتقد أننا مرتبطون ببعضنا البعض، أليس كذلك ؟ هوهوهو ]
" أنا آسف بشأن ذلك، لأن شيئًا عاجلاً حدث فجأة "
تحولت نظرة كاسيان إلى آرني .
آرني التي تقابلت نظراتها معه، تجنبت لا شعوريًا نظرته .
لقد تذكرت الموعد الأسود الذي نسيته .
- [ حسنًا، لايوجد شيء يمكنني فعله إذا حدث شيء عاجل، ليس الأمر أنني حزينة أو لا أحب ذلك، إنه مؤسف فقط أنني لم أرى وجه صهري الوسيم شخصيًا ]
" أمي، من فضلك "
عندما كانت آرني ستموت بسبب شعورها بالحرج، ضحك كاسيان بشكل لا إرادي .
كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها آرني هكذا .
بدت آرني التي لا تبالي بأي شيء، شخص مختلف تمامًا أمام الدوقة .
أبتسم كاسيان بلطف عندما أدرك غريزيًا أنه سيتعين عليه التقرب الدوقة لكي يتقرب من آرني .
" سأخصص وقتًا لاحقًا لزيارة الإمبراطورية الغربية مع آرني "
- [ستأتي إلى هذا المكان البعيد ~ ؟ بعد كل شيء، مهما فكرت ليس لدي سوى صهري، لكننا بخير لاتشغل بالك بنا، ما يهمنا هو أن تعيشا معًا بسعادة، صحيح آرني ؟ ]
" ...... هم ؟ أوه "
- [ تسك، إنظروا إليها إنها لا تجيب حتى، صهري إن طفلتي من هذا النوع ]
" هاها "
- [ آرني، هل أنت حقًا تبلين بلاءً حسنًا ؟ ]
" ……. "
كانت نبرة صوتها مختلفة في هذا السؤال .
نظرت آرني إلى مكان آخر، عندما سألت الدوقة عما إذا كانت تبلي بشكل جيد من خلال التظاهر بأنها سيدة عادية .
ضاقت عيون الدوقة .
- [ صهري، إنظر إلى هذا طفلتي خجولة جدًا ~ لولا صهري لما تزوجت أبدًا، يجب أن تعتني بها جيدًا، حسنًا ؟ ]
" نعم، سأعتني بها جيدًا "
- [ يا إلهي ~ كما هو متوقع، صهري هو الأفضل ]
بدأت الدوقة التي كانت تضحك فجأة ثرثرة أخرى .
- [ آه صحيح، لقد نسيت شكرك، أنت لا تعرف مدى دهشتي أنا و زوجي بهذه الهدية الضخمة من صهري، لم أكن أعلم أنك ستهتم بنا بهذه الطريقة، السيدات اللواتي أعرفهن بعد أن رأوا ذلك شعرن بالغيرة، لقد رفعت أنفي حقًا، شكرًا لك يا صهري، كل هذا بفضل صهري ]
" سأرسل لك أيضًا في المرة القادمة "
- [ أوه ~ لم أقصد أن أطلب منك ذلك، لكنني سآخذها بما أنك قلت أنك سترسلها، شكرًا لك يا صهري ]
أرجوك … أرجوك أن تتوقفي .
أرادت آرني أن تتحرر من جحيم الثرثرة التي لن تنتهي أبدًا .
كل هذا كان بسبب تطور الحضارة و الكرة السحرية .
' يجب أن أتخلص من الكرة السحرية '
في النهاية، تحركت آرني التي لم تستطع تحمل ذلك .
- [ لذلك، صهري ...... ]
— بـات .
أختفى ضوء الكرة السحرية .
و حل الصمت للحظة .
" ……. "
" ……. "
لم يكن لدى آرني الشجاعة للنظر إلى كاسيان .
" آسفة "
" ماذا تقصدين ؟ "
" فقط بشأن كل شيء ... "
" لا بأس، لقد أستمتعت، والدتك مشرقة "
مشرقة ….. ؟
هل تسمي تلك العبارات السخيفة بكلمة مشرقة ؟
" بالمناسبة، ما سبب وجودك هنا حقًا ؟ ألم يحن وقت ذهابك إلى العمل ؟ "
عند سؤال آرني التي تعرف عن غير قصد روتين كاسيان اليومي، وسع كاسيان عينيه للحظة ثم أبتسم .
كانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بشعور جيد لأن أحدهم عرف عني شيئًا .
لم يكن شعورًا سيئًا، كلا … كان جيدًا .
تعمقت إبتسامة كاسيان وهو يفكر بمعرفتها بذلك .
" هل تشعرين بتحسن الآن ؟ "
" تحسن ..... ؟ "
لما لا أكون بخير ؟
كما لو كان يجيب على سؤال آرني، أضاف كاسيان .
" بشأن البارحة "
" البارحة …. "
' ماذا حدث بالأمس ؟ '
للحظة، أظلمت عيون كاسيان .
النظرة في عينيه ذكرت آرني بذكرى الأمس التي نسيتها تمامًا .
' آه، حادثة النافذة ؟ '
عندما وقفت على حافة النافذة لتجنب الليلة الأولى، وفهم ذلك بشكل خاطئ بأنها أرادت الإنتحار .
فكرت آرني للحظة .
كيف أحل سوء الفهم هذا ؟
" هل كان الزواج مني صعب عليك لهذه الدرجة ؟ "
كلا، الأمر ليس كذلك …...
" أنا آسف لأنني لم أدرك أنك كنت تعاني لدرجة أن تقرري مغادرة هذا العالم "
الأمر حقًا ليس كذلك .....
" هل يمكنك إخباري لماذا كنت تحاولين فعل ذلك ؟ سأساعدك "
" كلا، أنا بخير "
كانت آرني صادقة، كانت حقًا بخير .
" نعم، من المستحيل أن تخبريني بهذا "
لكن سوء فهم كاسيان كان كبيرًا جدًا .
" كلا، أنا جادة، أنا حقًا بخير "
" حسنًا "
" أنا حقًا على مايرام ! "
" حسنًا، ليس عليك المحاولة بجد "
لايهم كم أخبرته آرني بانها على مايرام، لم يصل ذلك إلى كاسيان .
' إنه يقودني للجنون '
لم يكن الأمر كذلك حقًا، لذلك شعرت آرني أنها على وشك الموت .
هل أخبره بالحقيقة فقط ؟
لكني أكره قول ذلك أكثر من الموت، هذا الأمر محرجًا أكثر من ثرثرة والدتي .
" لا بأس تستطيعين إخباري بذلك في وقت لاحق، لذا لا تترددي، حسنًا سأذهب الآن "
— آه .
شعرت بتأنيب الضمير عندما أبتسم لها كاسيان بلطف .
أعتقدت أنه سيتعمق سوء الفهم إذا تركت الأمور هكذا .
في النهاية، أتخذت آرني التي كانت في حالة صراع، قرارًا .
" إنتظر ! "
آرني التي أمسكت بحافة كم كاسيان، أغمضت عينيها بإحكام و قالت .
" في الحقيقة …… "
بالكاد قالت كلمة .
" ..... الليلة الأولى "
" الليلة الأولى ؟ "
" كنت خائفة من الليلة الأولى "
على وجه الدقة، كانت تخشى أن تكون الليلة الأولى هي الليلة التي ستقتل فيها زوجها، لكن آرني لم تكن تنوي توضيح ذلك .
" كنت خائفة من الليلة الأولى، لذلك حاولت الهرب لبعض الوقت ... "
بعد سماع عذر آرني، لم يعرف كاسيان كيف يرد على الإجابة الغير متوقعة .
لم يكن يعرف حتى ما سمعه الآن .
ماذا قالت …. كانت خائفة من الليلة الأولى ؟
كان هذا سخيفًا و مضحكًا .
' فقط بسبب ذلك ..... ؟ '
كان الأمر غير متوقع على الإطلاق، لقد كان شيئًا لم أتوقعه حقًا .
قصة عروس تهرب من النافذة خوفًا من الليلة الأولى .
أثناء ذلك، تحول وجهها إلى اللون الأحمر و كانت آرني الخجولة، لطيفة بشكل جنوني .
عندما أنفجر كاسيان بالضحك فجأة، آرني التي كانت تغلق عينيها و تحني رأسها بإحراج، رفعت رأسها ببطء .
لم تستطع فهم سبب ضحكته، لذلك نظرت إليه بهدوء و كاسيان الذي كان يضحك بصوت منخفض لفترة من الوقت، أمسك بكتف آرني بلطف .
و همس بصوت أحلى من العسل .
" لن أضع عليك إصبعًا واحدًا، إذا كنت لا تريدين ذلك "
" ... ماذا ؟ حقًا ؟ "
" أجل "
هل سيفعل هذا حقًا ؟
رمشت آرني بدهشة و إرتباك .
حتى هذا كان لطيفًا بالنسة له ثم تحدث كاسيان بهدوء و بهمس .
" و بالطبع سيكون هذا سر بيننا "
" ……. "
إقتراح مثل همس الشيطان .
لمعت عيون كاسيان الزرقاء الشبيهة بالشتاء بشكل ماكر .
نظرت إلى عيني كاسيان ببراءة، أعتقدت آرني فجأة أنه لديه خطة مختلفة .…
لكن ما الذي تعرفه .
" حسنًا "
****************************