لم تستمع لتحذيراته على الإطلاق .
" لذا فهي لا تهتم حتى لو ماتت "
أرتجف المهندس المعماري الذي كان يقف بجانبه من نبرته .
و أبتسم فينسنت كما لو كان يجد الأمر مضحكًا .
توجه لويد على الفور إلى القصر الرئيسي، كان يفكر في زيارة الدوق الأكبر لأنه بدا و كأنه قد أصيب بالجنون .
سأل فينسنت " ماذا ستفعل ؟ "
" إذا أصبح مجنونًا حقًا، فعلي أن أجعله يرتاح إلى الأبد بصفتي إبنًا له "
تبع فينسنت لويد بإبتسامة كبيرة .
" دعنا نذهب معاً يا أخي "
" إبتعد "
أبتسم فينسنت بالرغم من كلماته الباردة و تظاهر بأنه لم يسمع شيئًا .
ثم وصلوا إلى مدخل القصر الرئيسي الذي كان مغلقًا بـ ' قفص ' أو بمعنى أدق ' قفص الجاكوار '
لن يتمكن المرء من دخول القصر إلا من خلال القفص، كان بمثابة تفتيش أمني لضمان سلامة القصر من المتسللين .
فتح لويد باب قفص الجاكوار دون تردد .
بعد ذلك، كان هناك مرج أخضر .
و كان هناك نهرًا متدفقًا و زهور جميلة و الحيوانات العاشبة التي تم الإحتفاظ بها كغذاء للجاكوار .
" ما زلت لا أستطيع التعود على هذا حتى بعد أن مررت من هنا عدة مرات " قطب فينسنت حاجبيه وهو ينظر إلى حذائه الملطخ بالأوساخ .
" لا أعرف لماذا يجب علي الدخول و الخروج من القصر عبر هذا الطريق الغير فعال "
طق بلسانه بإنزعاج و رفع رأسه، أكتشف فينسنت أن لويد لم يكن يستمع إليه على الإطلاق .
في الواقع، كان يحدق في شيء آخر .…
' همم ؟ '
شعر فينسنت بالحيرة و وجه نظره إلى حيث كان ينظر .
ثم رأى مشهدًا نادرًا لم يسبق له مثيل في حياته كلها .
" ما هذا بحق الجحيم .… "
تجمعت الأرانب و الغزلان و القبرات و السناجب معًا ومع الجاكوار أيضا !
توضيح : القبرات هي طائر من رتبة العصفوريات .
كانت الجاكوار مستلقية على العشب و تصدر ضجيجًا، بالرغم من أنه كانت هناك فريسة أمامها مباشرةً .
وفي المنتصف كانت هناك طفلة نائمة تتكئ على ظهر الجاكوار بتعبير مسالم للغاية .
' يا الهي '
كان منظراً رائعًا .
تدفقت أشعة شمس الصباح من السقف الزجاجي، سقطت أشعة ضوئية على رأسها و انعكس الغبار المتطاير في الهواء على ضوء الشمس و تألقت بضوء ذهبي .
' إنها ليست حتى جنية الغابة، ما هذا ؟ '
لا يبدو ذلك حقيقياً .
شعرتُ أنني كنت أقرأ رسمًا توضيحيًا في كتاب حكايات خرافية .
' فوضى النظام البيئي '
الحورية .
عرق غير معروف تمامًا للناس .
أعتقدتُ أن ابنة الحورية كانت صَدفة فارغة لن نكسب منها شيئًا لأن الكونت كورتيز باعها ببرود .
' هل هي مهارة فطرية ؟ ولكن حتى لو كانت حورية ، أن تتمكن من فعل هذا …. '
كانت قدرتها تشبه إلى حد كبير جنية الغابة التي لم تكن موجودة إلا في الأساطير .
' سلالة موجود فقط في الأساطير ... '
نظرًا لأن قدرتهم كانت قوية بما يكفي لتدمير النظام البيئي بأكمله و بصفته باحثًا فقد أثار هذا فضوله حتمًا .
حدق فينسنت بإهتمام فيها لم يحاول حتى إخفاء إهتمامه .
' لقد قامت بترويض الوحش الذي لم يطيع أبدًا أي شخص بإستثناء سيده و حتى روضت الدوق الأكبر الشيطان سيء السمعة ... '
يبدو أن ترويض الحيوانات هو قدرتها .
هل كان من السهل ترويض سلالة ڤالنتين لأن طبيعتهم كانت أقرب إلى الوحش من البشر ؟
' إنه بالتأكيد أمر معقول '
أعتقد فينسنت أنها كانت فرضية معقولة جدًا .
لكن لو قال أفكاره بصوت عالٍ، لكان شقيقه قد قتله .
' الجاكوار، الدوق الأكبر، ثم .... '
تحولت نظرة فينسنت فجأة إلى لويد .
' كيف ستسير الأمور ؟ '
كان لا يزال يحدق في الفتاة النائمة دون أن يتحرك .
لسوء الحظ، لم يستطع فينسنت رؤية وجهه لأنه كان يقف خلفه .
تساءل فجأة عن نوع التعابير الذي كان يصنعها شقيقه الذي لم يكن لديه أي مشاعر تجاه أي شيء .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان الغداء في ذلك اليوم شرائح سمك الرنجة المقلية بالزبدة .
' وااو …. '
حدقت آريا في الطعام بإعجاب .
رُتبت الرنجة المقلية على الأطباق مع شرائح الليمون على الجانب و مزينة بالبقدونس المفروم، تم تقديم الطبق مع وعاء من صلصة ريمولاد لإبراز النكهة .
' كما هو متوقع من طباخ قلعة ڤالنتين، طبخه فني للغاية '
أكلت سمك الرنجة بالشوكة .
تم الجمع بين لحم السمك و الصلصة الحامضة بشكل رائع .
كان طعم اللحم مُرضيًا للغاية .
[ هذا لذيذ ]
" ماهو طعمها ؟ " سأل الطباخ بيكر بإبتسامة .
فكرت آريا قليلاً ثم أجابت [ طعمها مثل البحر ]
لم تكن هناك من قبل .
لكن أخبرتها والدتها صوفيا ذات مرة عن أطلانطس .
منذ زمن بعيد، كانت هناك مملكة صغيرة تسمى مملكة أطلانطس، كانت مدينة ساحلية ولكن لسوء الحظ أختفت المملكة بطريقة ما و أصبح وجودها مجرد أسطورة .
" أجل ! هذا صحيح " قال الطباخ بيكر بفخر .
كما سأل آريا عما إذا كان من المقبول له أن يأخذ البطاقة المكتوب عليها [ طعمها مثل البحر ]
' لماذا يطلب الكثير من الناس بطاقاتي هذه الأيام ؟ '
كانت آريا محتارة، لكنها أعطته البطاقة لأنها لم تكن بطاقة ضرورية للغاية .
ثم وضع بيكر البطاقة في جيبه بعناية، كما لو كان يحمل كنزًا ما .
قالت دانا وهي تمسح شفتي آريا بمنديل " لقد قمت بعمل رائع "
أصبحت الآنسة الصغيرة أخيرًا تأكل أطعمة أخرى بجانب الحساء، لذلك شعر الطباخ كما لو أن عبئًا عمره مئة عام قد تم رفعه عن كتفيه .
' آه ! '
ألقت آريا نظرة خاطفة على بطنها .
' لقد اكتسبت وزنًا ! '
كانت آريا في السابق نحيلة لدرجة أن ضلوعها كانت بارزة .
لكن الآن كان جسدها مليئًا بالدهون !
بفضل كمية الوجبات المتزايدة كل يوم، أصبحت أطول و أكتسبت وزنًا أكثر .
' جواربي لم تعد تسقط بعد الآن ! '
مدت آريا ساقيها إلى الأمام، مهما تحركت لم تسقط جواربها على الإطلاق، كانت ملتصقة بكاحلها !
و أصبح خديها ممتلئان أيضًا .
' لكن هذا لا يزال غير كافٍ ... '
على الرغم من أنها استعادت بعض الصحة، إلا أنها لم تكن قادرة بعد على غناء أغنية الشفاء أو الدمار .
أغاني الشفاء هي أغاني يمكن أن تعالج أي مرض، طالما أنها لا تعيد الموتى إلى الحياة .
و أغنية الدمار كانت أغنية يمكن أن تدمر تمامًا جسد أو عقل الشخص الآخر .
كانت نفس الأغنية التي غنتها آريا للإمبراطور قبل وفاتها .
' حسنًا، تمكنت في السابق من غناء هاتين الأغنيتين بعد أن بلغت 14 عامًا '
أربع سنوات ….
ولكن بعد أربع سنوات من الآن سيكون بالفعل بعد حادثة ڤالنتين، كان على آريا أن تجد طريقة لغناء تلك الأغنية قبل فوات الأوان .
[ أريد أن آكل أكثر ]
" آنستي الصغيرة ... ! "
شعرت دانا بسعادة غامرة لدرجة أن الدموع بدأت تنهمر من عينيها .
جلب الطباخ بيكر القائمة التالية على الفور .
كان ديك رومي مغطى بصلصة جريفي بنية .
ألتقطت آريا شوكة و سكينًا و قطعت الزوايا بمهارة .
" هل سبق لك أن تعلمتِ آداب المائدة ؟ "
في تلك اللحظة، أوقف سؤال دانا يد آريا .
" لطالما أعتقدت أن هذا غير عادي، مثل هذه الحركات الدقيقة …. "
أدركت آريا بعد فوات الأوان .
على عكس تناول الحساء، تظهر آداب المائدة عند تناول الأطباق أخرى .
بعد أن أصبحت ' حورية ' تعلمت آريا من والدها كل أخلاق النبلاء .
كانت تتدرب من النهار إلى الليل، لدرجة أن جسدها أصبح يتحرك بهذه الطريقة بشكل عفوي .
" ……. "
تم القبض عليها على حين غرة .
أسقطت آريا الشوكة و السكين كما لو أن يديها قد فقدت قوتها فجأة ثم أنزلت رأسها و حملت بطاقة أخرى .
[ ليس لدي طاقة لأنني جائعة ]
ليس لديها قوة لرفع أدوات المائدة لكن لديها القوة للكتابة .
كان الأمر سخيفًا ولا يصدق .
ومع ذلك، كانت ردود أفعال الخادمات كبيرة بشكل غير متوقع .
" أوه، أنا سأقطعها ! "
" لا، أنا سأفعل ذلك ! "
" توقفي عن ذلك ! يمكنني تقطيع اللحم أفضل منك ! "
" لدي ترخيص في تقطيع اللحم ! "
ثم، بينما كانوا يرفعون يدهم قال الطباخ بيكر الذي وقف بثبات بين خادمات المطبخ " أنا الأفضل في إستخدام السكاكين "
لا أحد كان قادرًا على دحض كلامه .
تراجعوا خادمات المطبخ بهدوء .
ولكن بينما كان الطباخ يحدق في آريا بترقب، كانت آريا تحدق في دانا بدلاً من ذلك .
سألت دانا " أوه، هل أقطعها لك ؟ "
أومأت آريا .
ابتسمت دانا بشكل مشرق و على الفور قطعت الديك الرومي لآريا .
" هنا، قولي آه ~ "
— آآه
تلقت دانا نظرات الحسد من الجميع .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
كانت دانا تُلبس آريا ملابسها .
ألبستها فستان أصفر فاتح مشرق و كانت الزهور الصغيرة مطرزة بدقة على الدانتيل ذي الطبقات .
" أجل، كما توقعت، ألوان الباستيل تناسبك جيدًا " أبتسمت دانا بسعادة لأن ملابس آريا الجديدة تناسبها تمامًا .
نظرت آريا في المرآة .
تم تزيين شريط الخصر المخملي بشكل قطة لطيفة .
' يبدو مثل لويد '
كانت عيونه سوداء نفس لون عيون لويد .
و عندما كانت آريا تعبث به .
دانا التي نظرت من النافذة للحظة تحدثت على عجل " عاد الأمير بالأمس ... هل تريدين أن أرشدك إليه ؟ "
لكن آريا هزت رأسها بسرعة .
' أنا متأكدة أنه بخير، لكن إذا رآني فسوف يطردني و يسألني لماذا لم أغادر بعد '
كان من الأفضل عدم إستفزازه قدر الإمكان، على الأقل حتى تشفى الدوقة الكبرى .
بعد ذلك، ركضت آريا إلى المكتبة .
كان هناك العديد من المكتبات في القصر و جميع جدرانها كانت عازلة للصوت، لذلك كان المكان مثاليًا لآريا للتدرب على الغناء .
' لهذا الدوق الأكبر يعتقد أنني دودة كتب '
تظاهرت آريا بتصفح كتب المكتبة و ألتقطت أي شيء تقريبًا و توجهت إلى المكتب .
كان من الممكن أن يكون هذا هو الحال إذا لم يتحدث معها أحدهم في منتصف الطريق .
" مرحبًا، أختي في القانون "
' أختي في القانون ؟ '
****************************