لمس دوين رأسه كما لو كان يتألم .
لحسن الحظ، كان معظم الأرستقراطيين الموجودين في القائمة حياتهم في الحضيض بالفعل .
لذلك لن يكون غريباً لو ماتوا فجأة .
" أرجوك تخلص من القمامة مرة واحدة فقط في اليوم " أشتكى دوين .
عندما بدأ مساعد الدوق الأكبر يتذمر، حول تريستان نظرته نحو آريا التي بقيت تحدق به .
" ……. "
" ماذا ؟ " سأل الدوق الأكبر .
فتشت آريا بسرعة في حقيبتها و أخذت بطاقة و كتبت عليها .
[ أبي، شكرًا لك ]
فكر دوين ' إنها تشكره لقتل شخص ما ! '
أدرك شيئًا ما بعد مراقبتها .
' إنها مناسبة جدًا لتكون الدوقة الكبرى لڤالنتين '
شعر دوين بالرغبة في البكاء ' أعتقد أنني الشخص الوحيد الطبيعي في هذه القلعة ... '
و كذلك كان الدوق الأكبر الذي قرأ البطاقة لديه نفس أفكار مساعده .
' هل هذا شيء تشكرني لأجله ؟ ' تفاجأ الدوق الأكبر .
كان يعتقد أن هذه المرة ستنفجر بالبكاء .
لكن على عكس توقعاته، كانت الفتاة الصغيرة ممتنة له .
' ربما هي فخورة بهذا '
وضع الدوق الأكبر يده على رأسها دون وعي و ربت عليها .
أمسكت آريا بيده فجأة، كانت يده تتمتع بقوة كبيرة لدرجة أن آريا واجهت صعوبة في رفع رأسها .
' ما الذي أفعله بإمساك رأسها هكذا ؟ '
أمال الدوق الأكبر رأسه .
كانت عيون آريا مفتوحة على مصراعيها .
كان تعبيرها يقول ' ما خطبك ؟ '
" همم "
رفع يده أخيرًا عن رأسها .
ومع ذلك، ظلت أفعاله في ذلك اليوم سؤال في نفسه .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
بعد هذا الحادث، أصبحت آريا تذهب لزيارة الدوق الأكبر كل يوم .
نظرًا لأنها عادةً ما تبقى لفترة طويلة، بدأ أثاث المكتب في الزيادة واحدًا تلو الآخر .
بدءًا من أريكة الأطفال، كانت هناك أشياء لا حصر لها مثل الزهور و الكتب و الألعاب و الدمى .
' لماذا أشتريت كل هذا ؟ '
لم يستطع تريستان دوق ڤالنتين الأكبر فهم ذلك .
في البداية، لاحظ أن آريا كانت تنام بشكل غير مريح بين الذئاب .
' الذئاب لها فرو ناعم لكن عضلاتها قاسية و عظامها سميكة '
لذلك، أحضر أريكة ناعمة للأطفال تريح الجسم بالكامل لحظة الجلوس عليها .
[ أبي، شكرًا لك ]
إضافة إلى ذلك، لم ينسى أبدًا أخذ البطاقة من الطفلة التي كانت دائمًا تبتسم بشكل مشرق و تعرب عن إمتنانها كلما استطاعت .
لكن مع مرور الوقت، لاحظ أن آريا كانت تحدق بهدوء في الفراغ لفترة طويلة .
' لابد أنها تشعر بالملل '
كل ما فعلته في مكتبه هو مداعبة الذئاب و النظر من النافذة و النوم .
" أعتقد أن الآنسة تحب الزهور حقًا "
بسبب كلمات الخادمة، قام الدوق الأكبر بتزيين مكتبه بمزهريات من الزهور .
[ أبي، أنت الأفضل ! ]
كانت آريا سعيدة لأنها ظلت تحدق في الزهور طوال اليوم .
' إنها إما تنظر من النافذة أو تنظر إلى الزهور '
أعتقد الدوق الأكبر أنه لا يوجد شيء مثير للإهتمام بالتحديق في الزهور، لذلك سمح لها بالذهاب إلى المكتبة .
و المثير للدهشة أن ردة فعل آريا كان أقوى مما كان يتوقع .
[ أبي، أنت أروع شخص في العالم كله ! ]
أمسكت البطاقة بإحكام بكلتا يديها و ركضت بإبتسامة كبيرة على وجهها .
كانت آريا طفلة هادئة للغاية عندما باعها والدها كتضحية .
لكن كانت هذه هي المرة الأولى التي يراها فيها سعيدة جدًا .
بعد ذلك اليوم، غالبًا ما كانت تستعير الكتب من المكتبة و تقرأها في مكتبه .
' إنها تقرأ الكتب طوال اليوم مرة أخرى ... '
بدأ من النافذة إلى الزهور ومن الزهور إلى الكتب .
بالنسبة إلى تريستان، كانت آريا لا تزال بحاجة إلى المزيد، لذلك اشترى لها متجر الألعاب الأكثر شعبية في العاصمة .
بصدق، حتى تريستان أعتقد أن أفعاله كانت مبالغًا بها قليلاً .
' لا أعتقد أنه أعجبها كثيرًا '
هل كان هذا بلا فائدة ؟
بدلاً من العمل، حدق الدوق الأكبر في الدب العملاق الذي كان يمتلك حضورًا كبيرًا .
ولكن عندما رأى آريا تمشي و تميل أمام الدبدوب، توقف عن التفكير .
لم يعد بإمكانه التفكير بعقلانية، لذلك انتهى به الأمر بشراء متجر ألعاب كامل ولم يفكر بأنه قرار سيء .
ولكن ..…
قال تريستان " يبدو أن هناك شيء مفقود "
رد دوين " هاه ؟ ماذا بعد ؟ "
لا أعلم ما إذا كان هذا مكتبًا أم ملعبًا للأطفال .
كان لدى دوين الكثير ليقوله .
لكن تريستان كان جادًا .
وضع سيجارة في فمه و تحدث " فقط أشعل هذا "
ثم توقف للحظة و نظر إلى آريا .
" إنتظر، لا، لا تهتم "
فجأة، ألتقت نظراته بنظرات آريا ثم أتسعت عينيها التي كانت نصف مغلقة من النوم .
بحثت في الأنحاء و جاءت بزجاجة مليئة بحبيبات صغيرة ملونة .
[ سأعطيك هذا ]
وبينما كانت تنظر إليه، لمعت عيناها الياقوتية الوردية .
هل هي هدية ؟
" ما هذا ؟ "
[ إنها حلوى النجوم ]
" حلويات ؟ "
تناوب النظر بين الزجاجة و آريا، كان تعبيرها يشبه قطة تطلب الثناء بعد أن أمسكت بفأر .
" تريدين مني تناولها ؟ "
أومأت آريا برأسها .
ألقى الدوق الأكبر السيجارة التي كان يمسكها على مكتبه و أخذ قطعة حلوى و وضعها في فمه .
طعمها فقط مثل السكر .
' ما النكهة التي تريد أن تأكلها ؟ '
ثم حدق في الزجاجة و تذكر أن آريا كانت تحملها دائمًا بين ذراعيها كلما أتت إلى المكتب .
يبدو أنها قد منحتني أغلى و أثمن شيء تملكه .
' همم، الحلوى …. '
الأطفال يحبون الحلويات .
أدرك تريستان أخيرًا ماهو الشيء المفقود .
أبتسم الدوق ثم أخذ الزجاجة مع البطاقة و خرج مباشرةً من الغرفة .
كان يفكر بأن يأمر الطاهي بطهي أنواع مختلفة من الحلوى كل يوم .
كان كل شيء يسير على ما يرام .
حتى .….
" أعطى الأمير نفس الأوامر، لكن الحقيقة هي أن الآنسة الصغيرة لا تستطيع تناول أي شيء آخر غير الحساء " أخبره الطاهي بوجه مضطرب .
" لا تأكل حتى الحلويات، بإستثناء المشروبات و أنواع قليلة جدًا من الحلوى .... "
تصلبت تعابير تريستان بصدمة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
" إذاً ؟ " تحدث دوق ڤالنتين الأكبر وهو يضع سيجارة في فمه .
" تحدث، سأستمع إليك "
" حسنًا، جلالتك، من الواضح أن الآنسة تعاني من سوء التغذية على الرغم من أنه ليس هناك مشكلة في صحتها، ومع ذلك، يبدو أن جسدها يرفض الطعام .… "
" أدخل في صلب الموضوع "
الطبيب الذي تم إستدعائه تعرق عرق بارد، قد يضطر إلى كتابة خطاب إستقالة قريبًا .…
ثم أكمل حديثه بسرعة " لديها إضطراب في الأكل سببه صدمة نفسية "
" الصدمة النفسية ؟ "
كان الطبيب كوير مسؤولاً عن رعاية آريا، ومع ذلك، فقد شعر بالإستياء قليلاً كان هناك أكثر من عشرة أطباء هنا في القصر لكن لم يتخصص أي منهم في العلاج الذي يركز على الصدمات النفسية .
كانوا ڤالنتين أشخاص بدم بارد، إذا وجدوا شيئًا أو شخصًا لم يعجبهم و ألحق بهم الأذى، فسوف يقومون بالقضاء عليه، سواء كانوا فرسانًا أو مدنيين عاديين فلن يترددوا في محوهم من ذكريات الجميع .
' لكن هذا لن يساعد الآنسة على الشفاء من مرضها النفسي، لقد كانت تعاني من صدمة نفسية منذ الطفولة ولا يمكن علاج الألم إلا من قلبها '
لم يكن لديه الثقة في علاج آريا .
لأنه لم يكن طبيبًا نفسيًا .
لأن جروح الجسد و جروح النفس مجالان مختلفان تمامًا .
" لم يتم ترسيخ مفهوم ' العلاج النفسي ' بعد في الأوساط الأكاديمية ... لكنني سمعت عن بحث فعال، وهو أنه من خلال المحادثة يمكنهم التحسن نفسيًا، لكن …. "
لسوء الحظ، لم تكن آريا مستعدة للتحدث، بدت مترددة حتى في الحديث عن نفسها .
" الأشخاص الذين لا يستطيعون إبتلاع الطعام، مثل الآنسة عادةً ما يبتلعون شيئًا آخر "
" ماهو ؟ "
" إنها المشاعر مثل الحزن و الغضب و الإنزعاج ... و يمكن أن يكون أكثر من هذا بكثير "
قام الدوق الأكبر بإزالة رماد سيجارته على المكتب بتعبير متشكك .
لقد كان حقاً غير حساس .
كان الدوق الأكبر وحشًا لا مثيل له في جميع النواحي، لكنه كان في أدنى مستوى عندما يتعلق الأمر بالمشاعر .
" لقد قمعت الكثير من المشاعر و أبتلعته، لذلك لم يعد هناك مكان لدخول الطعام .... "
" قلها ببساطة أكثر "
" ... هذا يعني أنها لا تستطيع الضحك أو البكاء عندما تريد ذلك "
" ……. "
أوضح الطبيب كوير بأبسط طريقة ممكنة " إذا لم تتقيأ كل الكلمات المتراكمة في داخلها، فلن تتحسن "
" هل أنت متأكد من هذا ؟ "
" من الناحية النظرية، من المحتمل أن يكون هذا صحيحًا …. "
" بالرغم من أنك تعرف ذلك، إلا أنك لم تجد لها علاجًا بعد ؟ "
" … عذرًا ؟ "
اتسعت حدقة عين الطبيب بصدمة .
ثم أرتفعت شفاه الدوق الأكبر ببطء و فرك سيجارته في معطف الطبيب .
— بشش !
تحول وجه الطبيب إلى اللون الأزرق عند صوت حرق القماش .
لم يشعر بالألم لكنه شعر بالإغماء من الضغط النفسي .
انحنى الدوق الأكبر ببطء على الأريكة و قال " إعتنوا به "
" جـلا جلالتك ! مـ من فضلك ! إرحمني ! "
ثم تحركوا الصقور السوداء الذين كانوا ينتظرون خلف الدوق الأكبر و قبضوا على الطبيب، أطلق الطبيب صرخة يائسة بينما كان يتم جره خارج الغرفة .
أثناء مشاهدة المشهد الفظيع، همس دوين في أذن تريستان .
" جلالتك "
" ماذا ؟ "
" كان هو الطبيب الوحيد الذي أكتشف أن سبب إضطرابات الأكل لديها في الواقع سببًا نفسيًا "
" لذا ؟ "
" لا يزال مجال علم النفس غير مألوف، هل تعتقد حقًا أن قتل الطبيب سيفيدنا ؟ ربما سيكون من الصعب عليها تلقي العلاج مستقبلًا "
" ……. "
كان تريستان صامتًا .
أشعل سيجارة أخرى و نفخ ضبابًا من الدخان ثم قال "... أعيدوه "
وهكذا، سحبوا الصقور السوداء الطبيب بهدوء .
قال دوين " ربما يكون الطبيب كوير قد فشل في علاج قلبها لكن ربما جلالتك تستطيع ذلك ؟ "
جلالته ؟
عند هذه الكلمات نظر كل من في الغرفة إلى دوين بنظرات متفاجئة، حتى أن الشخص المعني سأل عما إذا كان لا يزال عاقلًا .
" أنـا ؟ "
" نعم، ألم تفتح الآنسة قلبها لجلالتك قليلاً ؟ حتى أنها أعطتك زجاجة حلوى النجوم التي أحبتها كثيرًا "
" همم "
" الآنسة الصغيرة تعتقد أنه ليس لديها مكان لتلجأ إليه لذا يمكنك بالتأكيد مساعدتها، ما رأي جلالتك ؟ "
' عندما سمعت كلماته، بدا لي أنه معقول '
تذكر الدوق الأكبر البطاقات التي تلقاها من آريا .
لم تقل الطفلة فقط أن والدها كان الأفضل، بل قالت أيضًا أنه أروع شخص في العالم .
' قالت أنها سعيدة بمجرد بقائها بجانبي '
كان من الواضح أنها بحاجة إلى شخص تعتمد عليه .
" لقد حان الوقت تقريبًا لتأتي الطفلة الصغيرة "
نهض وغادر على مهل، كما لو أنه أنهى عمله .
كوير الذي كان قد نجا للتو من الموت، ربت على صدره بدافع الإرتياح وهو ينظر إلى ظهر الدوق الأكبر .
**************************