بدت يلينا سعيدة بحقيقة أنها كانت تمسك بيد كايوين .
أبتسمت بشكل واسع و قالت " أتعلم …. كايوين ؟ "
" نعم ؟ "
" هذا مجرد إفتراض، ولكن …. كيف ستشعر إذا كان العالم على وشك الإنهيار ؟ "
بالنسبة لموضوع طرح فجأة، كان هذا الموضوع ثقيلاً جدًا .
أجاب كايوين بصراحة " …… لا أعلم "
كان صادقًا تمامًا، لم يكن متأكدًا من رد الفعل الذي سيظهره إذا كان العالم ينهار .
في تلك اللحظة، قالت يلينا " أعتقد أنني سأكون حزينة "
" ……. "
" إذا أنهار العالم، ألا يعني هذا أنك ستموت أيضًا يا زوجي "
عندما قالت هذه الكلمات، بدت حقًا و كأنها تشعر بالحزن .
" الآن …. مجرد تخيل ذلك يجعلني حزينة، أنا أكره فكرة أنك ستموت يا زوجي، أنا أكره ذلك حقًا …… "
كانت يلينا على وشك البكاء .
في اللحظة التي أدرك فيها كايوين أنها على وشك البكاء، بشكل غريزي بدأ في محاولة تهدئتها، لكنها طرحت فجأة موضوعًا جديدًا بالكامل .
" زوجي … هل تعلم ؟ أنك شخص لطيف للغاية "
" ……. "
" أيضًا، أنت الشخص الذي أحتاجه قبل كل شيء "
" ……. "
كان صوت يلينا ينخفض ببطء، ولكن نظراً لأن كايوين جعل كل تركيزه عليها، فقد أستمع إلى كلماتها بوضوح أكثر من أي وقت مضى .
" و ماذا عنك يا زوجي ؟ أي نوع من الأشخاص أنا …. بالنسبة لك ؟ "
رد كايوين على الفور " …. أنت شخص أنا ممتن له إلى الأبد "
عندما خسرت تدريجيًا القتال ضد نعاسها، بالكاد يلينا تمتمت بسؤالها التالي .
" لكن هل تريدني ؟ "
" ……. "
" هل أنا …. شخص تحتاجه يا زوجي ؟ "
هذه المرة، أستغرق الأمر وقتًا أطول للرد ……
بقيت شفاه كايوين مغلقة ومع مرور الوقت أغلقت يلينا عينيها ببطء و بدأ يصدر منها شخير لطيف .
" ……. "
تلاشت القوة من قبضة يلينا التي كانت تمسك بيد كايوين .
و تذبذبت العيون الزرقاء التي كانت تحدق في النائمة يلينا مثل التموجات بعد إلقاء حجر في بحيرة .
ثم، بصوت خفيف لدرجة أنه كان بالكاد مسموعًا، همس بهذه الكلمات وهو ينظر إلى أيديهم المتشابكة " …. لست متأكدًا، ليس بعد "
مرت فترة طويلة قبل أن يترك كايوين يد يلينا أخيرًا .
* * * * * * * * * *
في اليوم التالي، أستيقظت يلينا وهي تشعر بالحيوية مثل شخص نام طوال الليل، بالحكم على حالتها الجسدية فقط، فيبدو أنها تناولت حبة منومة بدلاً من كونها مثيرة للشهوة الجنسية .
على الرغم من أنه لا تزال هناك بعض المخاوف، لكن يبدو أنه لم تكن هناك أي أعراض لاحقة .
حاولت يلينا مد أطرافها النحيلة واحدًا تلو الآخر .
بدا كل شيء على مايرام، لكن ……
' فقط متى نمت ؟ '
الغريب أن ذكرياتها عن الليلة السابقة أختفت فجأة في اللحظة التي أستيقظت فيها .
نظرًا لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يزعجها، فقد سألت كايوين لكنه أخبرها أنها ببساطة نامت بعد سؤاله عن الترياق، أنتهت ذكريات يلينا أيضًا في تلك اللحظة .
' يبدو أنني نمت دون أن أدرك ذلك بسبب مفعول المنشط '
على الرغم من أنه كان محرجًا إلا أن يلينا تقبلت ذلك ببساطة و تجاوزت الأمر .
بعد كل شيء، إذا قال كايوين الشاهد الوحيد على أحداث الليلة الماضية، أن هذا ماحدث فلماذا ستكون مرتابة .
قد يكون محظوظًا أو ربما لا، لأن يلينا لم تلاحظ حتى أن إحدى الستائر كانت مفقودة الآن .
على أي حال، ربما بسبب أنها أرتاحت جيدًا الليلة الماضية، شعر جسدها بالحيوية، لهذا السبب بمجرد أن نهضت بدأت في إخراج هذه الطاقة بركل مؤخرة البارون .
" أقدم لك خالص اعتذاري "
ضرب البارون أنهايم جبهته بالأرض عندما أنحنى دون أي تردد .
" حدث هذا الخطأ بسبب خادمة تم تعيينها حديثًا ولم يتم تدريبها بالكامل بعد …… "
وفقًا للتفسير الذي قدمه البارون متأخرًا بعد أن أنحنى و وضع جبهته على الأرض لأول مرة، كان ذلك بسبب خطأ الخادمة بأنها قدمت النبيذ مع المنشط الجنسي ليلينا .
حدث كل هذا لأن الخادمة التي كانت لا تزال تفتقر إلى الخبرة، أخطأت بالنبيذ الذي كان سيقدم لهم مع النبيذ الذي كان من المقرر إحضاره إلى غرفة البارون .
" إ - إعتذاراتي "
بمعنى آخر، النبيذ الذي شربته يلينا كان من المفترض أن يشربه البارون .
أنحنت الخادمة أيضًا بجانب البارون و طلبت المغفرة .
لا يبدو أنهم يكذبون .
" ……. "
كانت يلينا لا تزال مستاءة للغاية، ومع ذلك نظرًا لأن كل هذا حدث بسبب خطأ و تلقيا اعتذارًا، قرر الزوجان ترك الأمور تمر بدلاً من إجبار البارون على تحمل المسؤولية .
بمجرد إنتهائهم من تسوية هذه القضية، قام الشخص الذي كانوا ينتظرونه جميعًا بالطرق على باب البارون .
* * * * * * * * * *
" شرف لي مقابلتك، أنا ويل "
كان الشاعر امرأة و كما أخبرهم البارون كانت صغيرة جدًا، حتى إذا حاولنا تكبيرها قليلاً، يمكن أن تكون في منتصف العشرينيات من عمرها فقط .
لبضع لحظات، حدقت يلينا في الشاعرة التي كان صوتها الواضح مناسبًا تمامًا لمهنتها ثم تحدثت يلينا .
" وفقًا للبارون، أنتِ من كتب هذه المسرحية "
وضعت يلينا نص المسرحية أمام الشاعرة مع جعل غلافه الأمامي لأعلى لتستطيع رؤية العنوان بوضوح .
بمجرد أن رأت النص، أومأت الشاعرة برأسها .
" نعم هذا صحيح، أنا من كتبت هذا "
" يبدو أنه يمكنني الدخول مباشرة إلى صلب الموضوع …. "
بغض النظر عن يلينا و الشاعرة، لم يكن هناك حاليًا أي شخص آخر في الغرفة معهم .
سألتها يلينا مباشرةً " هل رأيتِ المستقبل ؟ "
******************
الفصل : ٩٦
أتسعت عيون الشاعرة و قالت .
" …. هل يمكن أن يكون، أنك رأيتِ المستقبل أيضًا، سيادتكِ ؟ "
كانت كلماتها تأكيدًا تامًا بأنها رأت المستقبل أيضًا .
" هاه "
أخرجت يلينا تنهيدة كانت مليئة بالمشاعر المعقدة و التي لا توصف .
' لذلك يبدو أنها ليست المرأة العجوز '
إذا كان الشخص الذي أمامها هي المرأة العجوز، فلن يكون لديها سبب لمواصلة التظاهر بعدم معرفتها ليلينا .
بقيت يلينا صامتة لبضع لحظات، لم تكن متأكدة ما إذا كانت ستصف مزاجها الحالي بأنها مرتاحة أو منزعجة، أم أنه مجرد إرتياح لتخمينها بشكل صحيح أن الشخص الذي كتب المسرحية هو شخص رأى المستقبل أيضًا .
كان من الصعب تحديد المشاعر التي كانت تخالجها بالضبط .
بعد أن سمحت لهذا بالإستمرار لبعض الوقت، كسرت يلينا الصمت أخيرًا .
" كيف أستطعتي رؤية المستقبل ؟ هل قابلتِ المرأة العجوز أيضًا ؟ "
" امرأة عجوز ؟ كلا، هذا …. منذ فترة طويلة، كنت أحلم بأحلام تنبؤية "
" أحلام ؟ "
" نعم، لكنها تأتي فقط على شكل ومضات قصيرة "
بدأت الشاعرة في تفصيل الأحلام التنبؤية التي راودتها .
أنه في يوم من الأيام، ستغزو الشياطين العالم، على الرغم من أن دول العالم ستقاوم هذه الشياطين إلا أنه لم يستطع أحد هزيمتهم .
' إذن فهو قبل أن ينتهي العالم '
كان المستقبل الذي شهدته يلينا متقدمًا قليلاً بالفترة الزمنية عن ذلك الذي رأته الشاعرة .
" …. إذًا هذا كل مافي الأمر "
" حسنًا، من هي تلك المرأة العجوز التي سيادتكِ تحدثتِ عنها … ؟ "
ردت يلينا جميلها و قدمت للشاعرة وصفًا موجزًا لكيفية رؤيتها للمستقبل .
ثم تنهدت الشاعرة بذهول، بدت كما لو أنها لا تستطيع تخيل وجود شخص مثلها .
" امرأة عجوز تتمتع بهذا النوع من القوة، يجب أن تكون هذه مفاجأة كبيرة "
" لو لم أختبر ذلك بنفسي، لما كنت سأصدق ذلك بغض النظر عمن يخبرني و لكن الآن بعد أن ألتقيت بك، لقد أقتنعت بذلك "
لقد كانت يلينا مقتنعة بأن قدرات المرأة العجوز كانت حقيقية، على الرغم من أنه لم يكن لديها الكثير من الشك، نظرًا لأن التجربة التي خاضتها كانت شديدة الوضوح لدرجة أنها لن تستطيع الشك بأن ذلك كله كان نوعًا من الإحتيال أو الخداع .
فجأة شعرت يلينا بالقشعريرة عندما تذكرت ما حدث في المستقبل .
في تلك اللحظة، قالت الشاعرة " أنا أيضًا …. أشعر بنفس الشعور، السبب في أنني كتبت هذه المسرحية هو أنني كنت أبحث عن شخص مثل سيادتكِ "
" شخص مثلي ؟ "
" شخص يعرف المستقبل أيضًا، مثلي تمامًا "
ألتقت نظرات يلينا بنظرات الشاعرة .
" بفضلك، أصبحت أؤمن بنفسي، أعتقد أنني سأكون قادرة على وضع الخطط التي وضعتها للمستقبل موضع تنفيذ "
لم تهتم يلينا بسؤالها عن تلك الخطط بالضبط، لأنه عند مواجهة دمار العالم الوشيك، سيتعين على الجميع إتخاذ إستعداداتهم الخاصة لذلك .
ومع ذلك، قررت يلينا إضافة شيء واحد فقط " …. لا تتعجلي في إتخاذ القرارات، لأنه حتى لو تحقق المستقبل الذي رأيناه، سوف تتحسن الأمور "
سوف تتأكد من ذلك، أبتلعت يلينا هذه الكلمات التي لم تستطع قولها برشفة من الشاي .
أبتسمت الشاعرة و أومأت برأسها، يبدو أنها أخذت هذه الكلمات على أنها نوع من المواساة الذي قد يقدمه المرء لمواجهة موقف فظيع .
" حسنًا، من فضلك لا تشغلي بالك بهذا "
" لكن هناك شيء يثير فضولي "
اخفضت يلينا فنجان الشاي الخاص بها بعد أن شربت رشفة و بدأت في العبث بالمقبض .
" من بين المقربين منك …. هل أخبرت أي شخص عن المستقبل الذي تنبئتي به ؟ "
" أجل، هناك شخص واحد فقط "
" أحد أفراد أسرتك ؟ "
" لا، و لكن على الرغم من أنه ليس شخصًا من أقربائي …. لكنه شخص قريب بما يكفي لأشعر و كأنه عائلتي "
" و صدقك ؟ عن المستقبل الذي تنبئتي به ؟ "
" إنه شخص بسيط التفكير، لكن نقطته الجيدة هي أنه سيصدق كل ما أقوله له "
بالرغم من أن الأمر بدا و كأنها كانت تسخر منه، إلا أن يلينا شعرت بعاطفتها العميقة و الثقة التي تحملها ويل لهذا الشخص .
" ……. "
بدأت يلينا دون إدراك بالتحديق في الشاعرة بحسد و قبل أن تلاحظ ذلك أخفضت نظراتها إلى فنجان الشاي و حدقت في وجهها الذي أنعكس على سطح الشاي .
في الواقع، حتى وقت قريب كانت يلينا تتخيل أنها تخبر كايوين بكل ما تعرفه حاليًا، لم يكن ذلك بسبب رغبتها في تغيير أي شيء بينهما، كان الأمر فقط أن الضغط من كونها الشخص الوحيد الذي يعرف عن المستقبل جعلها تشعر أحيانًا بضيق في التنفس و جعلها تتمنى أن يكون هناك شخص تكون قادرة على التنفيس من كل إحباطاتها له .
و مع ذلك، ستظل تخيلات يلينا مجرد تخيلات .
لم يكن الأمر أنها تخلت عن إخباره لأنها كانت قلقة من أن كايوين قد لا يصدقها .
كان ذلك بسبب خوفها من أن الإعتراف بالحقيقة سيكشف أيضًا أنه كان لديها مخططاتها الخاصة على كايوين منذ البداية ولم تقترب منه بنوايا صافية .
إذا أعترفت بالحقيقة لمجرد أنها أرادت تخفيف الضغط على نفسها، فسيؤدي ذلك إلى عرقلة جهودها الحالية بكسب زوجها .
حاولت أن تخبر نفسها أن هذا كل مافي الأمر .
' …. أو ربما السبب هو أنني لا أريد أن أرى خيبة الأمل في نظرات زوجي '
كانت تحتاج أن تجعل زوجها يقع في حبها حتى تتمكن من إنجاب طفله .
' بعد أن أنجح بفعل ذلك، ربما في ذلك الوقت سيكون أسهل إذا أخبرته بالحقيقة كاملة ؟ '
كانت غير متأكدة .
و بينما كانت تمرر إصبعها حول حافة فنجان الشاي، فكرت يلينا في تعابير زوجها الذي سيشعر بخيبة الأمل منها .
كان بإمكانها فقط تخيل زوجها وهو ينظر إليها بنظرات تقول ' لذا في النهاية أنت لا تختلفين عن الآخرين '
مجرد التفكير في الأمر جعلها تشعر و كأن قلبها يتمزق إلى أشلاء .
رفعت يلينا يدها دون إدراك إلى صدرها، قبل أن تتجمد في مكانها .
************