" لــ …. ! "
كايوين الذي قفز بخفة من مكانه، أدخل السيف بعمق في جبين الأسد الغاضب .
مقاطعًا كلمة " لا " التي خرجت من فم التاجر و أختفت في المنتصف .
أخترق السيف الفك السفلي للأسد الأسود و غرز بعمق في جبهته، ولم يتبقى منه سوى المقبض .
أنهار الأسد الهائل و سقط كما لو كان يحتضر .
بمجرد أن هبط كايوين على الأرض، سأل يلينا .
" هل أنت بخير ؟ "
" …. أنا بخير "
بعد أن أجابت بالكاد، نظرت يلينا إلى التاجر .
صدقًا لقد كانت بخير، لقد تفاجئت، لكن هذا كل شيء .
في الواقع، كان التاجر هو الشخص الذي لم يبدو بأفضل مظهر هنا .
كان منتصف بنطال التاجر مبتلاً .
" …… "
نظرت يلينا بعيدًا .
التحديق فيه لفترة طويلة سيكون سيئًا لكليهما .
الوحش الذي أصطدم فجأة بشارع المهرجان هو أسد هرب من السيرك .
هرع العشرات من الأشخاص في وقت متأخر للقبض على الأسد، لكن الوضع كان قد أنتهى بالفعل .
ولم يتضح من الذي أبلغ عن ذلك لكن إدارة شرطة المنطقة أحتشدت حولهم أيضًا .
لن تتمكن فرقة السيرك من تفادي العقوبة على هذا الحادث .
لحسن الحظ، لم يكن هناك إصابات، ولكن كان ذلك بفضل كايوين فقط، لولاه لكان ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة سيلقوا حتفهم و يصابوا .
' كان سيموت التاجر بلا شك '
يبدو أنه تخلى عن إجراء المزيد من الأعمال اليوم .
بعد أن أنتهى الوضع، تحركت يلينا من مكانها و قالت " الأسد أكبر مما كنت أعتقد "
حصلت يلينا على تجربة جديدة اليوم .
لم تحضر السيرك قط، لذلك كانت هذه أول مرة ترى فيها أسدًا حقيقيًا .
كان الأسد أكبر بكثير مما تخيلته .
يبدو أنه إذا فتح فمه بالكامل، فإنه يمكن أن يلتهم شخصًا واحدًا على الأقل وهو على قيد الحياة .
لهذا السبب زعم الناس أن الوحوش البرية كانت بحجم المنزل .
مرة أخرى، تعلمت يلينا شيئًا جديدًا .
بدلاً من أن يوافق على كلمات يلينا أو يرد عليها، كان كايوين يحدق فيها بهدوء .
يلينا التي رأت القلق في نظراته، توقفت عن المشي و تحدثت .
" كايوين، لقد أخبرتك منذ فترة، أنا بخير "
" …… "
" لا يبدو أنك تصدقني، هل تعتقد أنني أكذب ؟ "
" الأمر ليس كذلك …… "
" أنا أعلم، لقد كان موقفًا صعبًا لأكون فيه "
كانت يلينا على علم بذلك .
إذا كانت شخصًا ضعيفًا، فربما سيكون قد أغمى عليها منذ فترة على الفور .
لقد كان وضعًا خطيرًا و مرعبًا .
لقد فهمت يلينا ذلك بعقلها، لكنها كانت بالتأكيد بخير، لدرجة أنها تساءلت عن سبب شعورها بأنها على مايرام .
" لكنني لا أتظاهر بالقوة بأنني بخير، أنا حقًا بخير، في الحقيقة، أنا بخير حقًا "
" …… "
" لقد كنت أفكر في ذلك، و أعتقد أنه بسببك "
" …. تقصديني أنا ؟ "
" نعم، لقد كان لدي إيمان بأنك ستفعل شيئًا "
تذكرت يلينا الوضع منذ لحظات .
فوجئت بالوضع المفاجئ لكنها لم تكن خائفة ولا قلقة .
كان ذلك لأن كايوين كان هناك .
ربما كان هذا هو السبب .
" أفترض أن هذا الإيمان كان أكبر و أعمق مما كنت أعتقد، خاصة إذا فكرت في مدى شعوري بالأمان "
" …… "
" لذا لا تقلق، بدلاً من ذلك، ما يهمني الآن هو …… "
عادت يلينا إلى رشدها متأخرة و أغلقت فمها .
كايوين لم يكن يرتدي رداءه الخارجي حاليًا .
لقد تناثر دم الأسد عليها، فخلعه و ألقاه بعيدًا .
بمعنى آخر، الآن هو يرتدي قميصًا واحدًا و مناسبًا تمامًا .
بفضل هذا، يبدو أن نظرة يلينا قد وجدت مكانًا لتضيع فيه، كانت نظراتها تتنقل من صدره إلى الفراغ .
' لا أستطيع حتى أن أخبرك أن عضلات صدرك هي كل ما يهمني الآن '
كادت أن تصبح صادقة للغاية، لقد كان هذا خطيرًا .
فقدت يلينا السيطرة، كانت تحاول تهدئة قلبها .
" إحم ! حسنًا، على أي حال، خلاصة الحديث هي أنني حقًا بخير، هذه هي الحقيقة، لذا صدقني، حسنًا ؟ "
" … حسنًا "
ردًا على رد كايوين، أبتسمت يلينا بشكل مشرق .
حاولت تلقائيًا إمساك يد كايوين لكنها لاحظت أن يديها كانتا تمسكان بالطعام .
' صحيح، لأمسك يده، لابد لي من إعادة واحدة إلى زوجي '
كانت يلينا على وشك إعادة سيخ الفاكهة إلى كايوين ولكن ……
" هل تتجاهلني الآن ؟ "
الفصل : ٨٨
أدارت يلينا رأسها لاشعوريًا إلى الصوت المرتفع و الضجيج .
" الأمر ليس كذلك …… "
" مستحيل ! سمعتك بوضوح بأذني ! "
لقد كانت سيدة ترتدي قناعًا و ترفع صوتها على رسام شاب .
كان السبب وراء إفتراضها أن المرأة التي كانت تبدو أكبر سنًا قليلاً، هي نبيلة، بسيطًا .
إلى جانب الموقف الذي بدا و كأنها تنظر إلى الرسام الشاب على أنه أقل شأنًا، كان فستانها فريدًا من نوعه .
تم تزيين الفستان بالمجوهرات باهظة الثمن التي لا يمكن للشخص العادي أن يحلم بها في جميع أنحاء الفستان .
' ماذا لو أسقطت واحدة في الشارع ؟ '
كانت يلينا قلقة عن غير قصد وهي تنظر إلى فستان شخص آخر .
في هذه الأثناء، أحنى الرسام رأسه حتى لامس الأرض .
" أنا حقًا لم أفعل، إنه سوء فهم، كيف أجرؤ على تجاهلك يا سيدتي ؟ لكن وصل بعض العملاء أولاً، لذا يرجى الإنتظار قليلاً …… "
" مازلت لا تفهم الوضع ؟ إذا كنت لا تتجاهلني، فماذا كان هذا بحق الجحيم ؟ كيف تجرؤ أن تقف أمامي و تتحدث بهذا الأمر ؟ "
حديثهما أوضح الموقف بوضوح .
لقد فهمت يلينا ما كان يجري بمجرد أن سمعت محادثتهم .
يرسم رسام شاب في شارع المهرجان صورًا لعملائه مقابل المال .
أنزعجت السيدة عندما قيل لها أنها ستنتظر دورها ليقوم الرسام برسمها .
لقد فهمت يلينا الوضع تمامًا .
ومع ذلك، لا يزال هناك شيء يصعب فهمه .
' لماذا تريد أن تحصل على صورة مرسومة إذا كنت ترتدي قناعًا ؟ '
لقد كان لغزًا .
" يا إلهي، كم هي غير متحضرة …. "
" إنها تثير ضجة كبيرة حول معاقبة رسام وقح "
في تلك اللحظة، أصبح محيطهم تدريجيًا صاخبًا .
و توافد حشد من المتفرجين لمشاهدة تطور الوضع .
كان هناك بعض الناس الذين كانوا يرتدون فستانًا مماثلاً ليلينا أو للسيدة .
كانوا المتفرجين يتهامسون " من أي عائلة هي ؟ هل يتبادر إلى ذهنك أي شخص ؟ "
" شعر بني محمر … سأضطر لمعرفة ذلك "
" لن أتوافق مع ذلك الشخص العامي "
يبدو أن لا أحد يريد إيقاف النبيلة، ولكن كان هناك الكثير من الإهتمام حول تخمين هويتها، ضيقت يلينا عينيها وهي تستمع إلى محادثتهما .
أدركت يلينا أن هذا المهرجان كان كبيرًا و مشهورًا .
' لم أكن أعلم أنه سيكون هناك الكثير من النبلاء ….. '
كان من المستحيل معرفة من تكون منذ أن الجميع يرتدون القناع، لكن يلينا لم تشعر بالراحة .
لو تعرفت واحدة منهم على زوجها، فإن موعدهما الأول في أفضل الحالات سيبقى ذكرى غير سعيدة .
' لا يمكنني ترك ذلك يحدث '
نظرت يلينا بسرعة حولها .
لقد أرادت ببساطة إستدعاء حراس الأمن و المغادرة بسرعة .
" ماذا ؟ لـ لا، كيف أصبح هذا تجاهل …. "
" هذا الرجل حقًا قد فقد عقله، ألا يكفي التوسل و أنت على الأرض ؟ كيف تجرؤ على التحدث معي ؟ "
ثم رفعت السيدة يدها إلى الرسام .
في تلك اللحظة .
ألتفت يد بلطف حول معصم السيدة .
" إهدئي "
" …. أنت "
" أنا أحب كيف تبدين عندما تغضبين، لكنني سأشعر بالغيرة إذا وضعتي كل طاقتك في الرسام بدلاً من النظر إلي "
" غيور …. "
أحمرت بخجل السيدة التي كانت عيونها مغطاة بقناع الفراشة .
في الناحية الأخرى، الرجل الذي كان يكشف فمه و ذقنه فقط و غطى بقية وجهه، عانق السيدة من الجانب و داعب كتفها بلطف لتهدئتها .
" هناك العديد من الرسامون الذين يمكنهم رسم صور شخصية، أنا متأكد من أن هناك رسامًا في مكان ما في المهرجان يمكنه رسم جمالك بشكل صحيح، بدلاً من إضاعة الوقت هنا، ماذا لو نبحث عن رسام آخر ؟ "
" حسنًا، إذا قلت ذلك …. "
" اختيار جيد، آنستي من الآن فصاعدًا، إسمحي لي أن أكون الشخص الوحيد الذي يرى وجهك الغاضب "
سرعان ما خف مزاج السيدة و كأنها لم تكن غاضبة أبدًا، من نظرة الرجل اللطيفة و صوته الناعم .
عند رؤية هذا، تمتم حشد المتفرجين .
" من هذا الرجل ؟ "
" حسنًا، من صوته يبدو يافعًا جدًا …. "
" إنه رجل جيد، إنه مضيعة لشخص غير متحضر "
كانت يلينا في حيرة شديدة لدرجة أنها كادت أن تنظر للخلف إلى مجموعة النبلاء الذين كانوا يتهامسون للتو .
' رجل جيد ؟ '
تحولت نظرة يلينا الغاضبة إلى الرجل الذي كان لا يزال يعانق السيدة من الجانب .
كان هناك سبب معين لعدم موافقة يلينا على هذا .
كان الرجل مقربًا من السيدة منذ البداية .
هذا يعني أنه لم يظهر فجأة بعد سماعه الضجيج من مكان ما .
بعبارة أخرى، كان بإمكانه إيقافها قبل أن يتجمع المشاهدين كما هو الحال الآن، لكنه لم يفعل .
****************