الفصل 83 و 84 : ‏ I’ll Be The Warrior’s Mother


" لقد أنتهيت، سيدتي "

" أوه، أنت جميلة جدًا "

أثارت الخادمات المحيطات بيلينا ضجة .

مرت الأيام التي قبل المهرجان بسرعة .

قبل أن تعرف، أتى اليوم الأول من المهرجان، بمعنى آخر اليوم الأول الذي أنتظرته يلينا بفارغ الصبر .

" رائعة "

" تبدين مثل الجنية "

" أعتقد أن آلهة الجمال ستكون غيورة "

أمتدحت الخادمات يلينا بلا كلل بعد أن أنتهت من إرتداء ملابسها .

" …… ؟ "

كان صحيحًا أن يلينا بذلت جهدًا خاصًا في إرتداء الملابس اليوم، و لكن كانوا الخادمات متحمسات بشكل غريب .

يلينا التي لم تكن تعلم كيف أستقرت صورتها بين الخدم قبل أيام قليلة، أمالت رأسها و نظرت إلى نفسها في المرآة .

شعر ناعم فضي مضفر على الجانب .

فستان أصفر يكشف كتفيها قليلاً .

عقد مصنوع من المجوهرات الزرقاء الجميلة التي غطت الفراغ في العنق و عظمة الترقوة .

' …. هل بذلتُ الكثير من الجهد ؟ '

شعرت يلينا بالقليل من الوعي الذاتي و عبثت بشعرها المضفر بأناقة .

ليس فقط الشعر و الملابس و لكن أيضًا المكياج كان أكثر قليلاً من المعتاد، ولكن بغض النظر عن مدى روعة ملابسها، فلن يعني ذلك الكثير .

لأن المهرجان الذي ستذهب إليه كان مهرجانًا تنكريًا .

" سيدتي، تفضلي "

أخيرًا رفعت آبي القناع الأبيض إلى يلينا .

" شكرًا لك "

بينما كانت ترتدي القناع، تقابلت عينيها فجأة مع آبي من خلال المرآة .

" آبي، كيف أبدو الآن ؟ "

فتحت آبي فمها كما لو كانت تنتظر .

" بمجرد أن تلتئم أجنحتك، أعتقد أن رسالة العودة إلى النعيم ستصل أمامك على الفور "

" …… ! "

تلونت وجوه الخادمات من حولها على الفور بالإعجاب و الإهتمام .

كان بإمكانها فقط أن تقول  " أنت تبدين مثل الملاك "  لم تصدق يلينا أنها حولت هذه الكلمات الأربع إلى تعبير مطول و معقول .

' هذا غريب '

تبادلت الخادمات النظرات مع بعضهن بتوتر .

عندها طرق شخص ما على الباب .

في هذه اللحظة، كان هناك شخص واحد فقط سيأتي إلى غرفة يلينا .

رفعت يلينا نفسها، وهي ممسكة بالقناع بيد واحدة .

" إفتحي الباب "

بمجرد أن فتحت الخادمة الباب، كان يقف كايوين الذي أنتهى من إرتداء الملابس، هناك .

أقتربت يلينا بسرعة من شريكها .

" أنت هنا ؟ "

ربما كان ذلك لأن كايوين لم يتوقع منها أن ترحب به، لذلك تردد قبل أن يتحدث .

" هل تأخرت … "

" لا، لقد أنتهيت للتو من الإستعداد "

كان كايوين يرتدي ملابس رسمية للهواء الطلق .

و الأزرار التي تم إغلاقها بدقة حتى نهاية رقبته .

نظرت يلينا إلى أكمام زوجها .

كان الزر الذي أهدتها له يستعرض وجوده بفخر .

" هل نذهب ؟ "

بإبتسامة عريضة، سارت يلينا مع كايوين .

سيذهبان إلى غرفة الإستقبال .

كان هذا لأن سيدريون الذي كان سيأخذهما إلى مكان المهرجان اليوم، كان ينتظر هناك .

" أوه، بالمناسبة "

توقفت يلينا عن السير في الردهة و نظرت حولها بحذر .

لم يكن هناك أحد في الجوار .

تراجعت يلينا خطوة إلى الخلف من كايوين، معتقدة أنه الوقت المناسب .

" كيف أبدو ؟ "

تعلمت أيضًا أنه إذا طرحت مثل هذا السؤال، فعليها أن تستدير في مكانها .

دارت يلينا حيث كانت تقف .

تحرك الفستان، الذي يتدرج إلى الأصفر الداكن في نهايته، مثل الزهرة في الإزهار الكامل .

رد كايوين بدون تردد  " أنت جميلة "

" …… "

وقفت يلينا ساكنة و حدقت في زوجها .

كانت مجاملة، لقد كانت مجاملة، لكن ….

" أنت لا تشعر بالإحراج اليوم ؟ "

" ماذا ؟ "

" من قبل، عندما طلبت منك مجاملتي، كنت تبدو مضطربًا "

متى كان ذلك ؟

تذكرت يلينا ما حدث في مكتب كايوين .

في ذلك الوقت، طلبت منه مجاملتها فجأة، لأنها أرادت مضايقته .

بسبب طلبها، كان زوجها مرتبكًا للغاية، جعلها تبدو و كأنها أصعب مهمة في العالم .

" آه، هذا …… "

أجاب كايوين على الفور كما لو أنه تذكر ذلك اليوم .

" في ذلك الوقت، كانت المرة الأولى لي "

" … أول مرة ؟ "

" كانت المرة الأولى التي أمدح فيها مظهر شخص ما، لهذا السبب كنت هكذا "

رمشت يلينا بتفاجؤ.

' حقًا ؟ '

في ذلك اليوم، فكرت بهذه الفكرة العابرة .

تساءلت عما إذا كان هذا الشخص لم يثني على مظهر شخص آخر من قبل .

كان لديها هذه الفكرة النصف مزحة، لكنه كان صحيحًا .

' بدلاً من رجل، إنه حجر على شكل رجل …. '

حدقت في زوجها بإهتمام و أستفسرت  " إذن أنت لم تنظر أبدًا إلى شخص ما و شعرت أنها تبدو جذابة أو جميلة ؟ أو هل شعرت بهذه الطريقة لكن لم تتح لك الفرصة للتعبير عنها بالكلمات ؟ "

" أنت الأولى "

" حقًا ؟ "

يلينا التي كانت تفكر في إجابة كايوين، توقفت للحظة .

كانت يلينا أول شخص يخبرها كايوين أنها جميلة .

كانت تلك الحقيقة ……

******************

الفصل : ٨٤

" إحم، كايوين "

" نعم، يلينا ؟ "

" هل سبق لك أن قلت لي شيء لم تكن تعنيه ؟ بما في ذلك هذه اللحظة ؟ "

فجأة كان لدى كايوين تعبير يشير إلى أنه لا يعرف سبب طرح يلينا لمثل هذا السؤال، لكنه أجاب بهدوء .

" كلا، لم أفعل "

" …. من الماضي إلى الحاضر ؟ ولا حتى مرة ؟ "

" نعم "

بقيت يلينا صامتة للحظة .

بعد فترة وجيزة، قادت كايوين و تحركت بسرعة .

" … دعنا نسرع ! مالك البرج الأسود ينتظرنا "

لاحظ كيف بدت يلينا مندفعة إلى الأمام، لهذا لم يستطع كايوين أن يسألها عن لقب مالك البرج الأسود .

" إنه لمن دواعي سروري أن أراك مرة أخرى، دوقة، أدعى سيدريون "

وقف سيدريون في غرفة الإستقبال و أستقبل يلينا .

نظرًا لأنه قد قدم نفسه بالفعل في المرة الأخيرة، فقد كان هذا في الواقع نداءً صامتًا لها لمناداته باسمه .

تجاهلت يلينا رغبته المستمرة و سألت  " هل يمكننا المغادرة الآن ؟ "

" .… نعم، هذا ممكن "

" إذًا …. "

في ذلك الحين .

فُتح الباب بعد الطرق، و دخل رجل إلى غرفة الإستقبال ليجد كايوين .

" المعذرة دوق، هناك شيء أريد مناقشته معك بشكل عاجل ….. "

لقد كان علي، المسؤول عن مسؤولية دعم الأعمال تحت أوامر كايوين .

من النظرة التي على وجهه بدت مسألة ملحة حقًا .

نظر كايوين إلى يلينا  " أنا آسف يا زوجتي، سأعود حالاً "

" لا بأس كايوين، سأنتظرك، لذا خذ وقتك "

تركت يلينا كايوين على مهل، لم تكن مندفعة .

سيستمر المهرجان حتى وقت متأخر من الليل، و كان سيدريون ساحرًا كفؤ، لذلك سيكون قادرًا على نقل الإثنين إلى المهرجان بسرعة .

في هذا الموقف المريح، لاحظت يلينا أن سيدريون يبدي تعبيرًا من زاوية عينها .

" ماذا ؟ "

" …. أنت تنادين كايوين باسمه الأول "

تغيرت تعابير يلينا من كلماته .

" مالك البرج الأسود، هل تناديه باسمه الأول أيضًا ؟ "

" أخبرتك من قبل، أليس كذلك ؟ نحن أصدقاء مقربون "

" أوه نعم، لقد سمعت ذلك من زوجي أيضًا "

يبدو أنهم كانوا مقربين بما يكفي لينادوا بأسماء بعضهم البعض .

نظرت يلينا إلى سيدريون بنظرة حذرة إلى حد ما .

بينما كان سيدريون في حيرة من تلك النظرة، أستفسرت يلينا فجأة .

" الآن بعد أن فكرت في الأمر، سمعت أنك كنت كاهنًا قبل أن تصبح ساحرًا ؟ "

" آه نعم "

" هل هذا هو سبب لبسك لهذا ؟ "

كان رداء سيدريون أبيض بالكامل .

آخر مرة كان يرتدي رداءً أبيض اللون، ولم يتغير شيء هذه المرة .

كما لو كان سؤالاً غير متوقع، توقف سيدريون لبعض الوقت قبل الإجابة .

" …. الأمر ليس كذلك، لكن هل سمعت من كايوين أنني كنت كاهنًا ؟ "

" نعم "

" هل سمعت عن قصة أخرى ؟ "

" قصة أخرى ؟ أي قصة ؟ "

سمعت يلينا أن سيدريون كان كاهنًا في البداية، و بعد لقائه بكايوين، أستقال ككاهن و أصبح المالك الحالي للبرج الأسود .

في ذلك الوقت، تعرفوا على بعضهم البعض و أصبحوا أصدقاء مقربين .

بعد فترة وجيزة، هز سيدريون رأسه .

" لاشيء، و السبب في إصراري على إرتداء هذا الجلباب الأبيض هو لأنه يناسبني "

" همم ؟ "

" ألا تعتقدين ذلك ؟ "  سأل سيدريون بثقة .

في الواقع، بدا الزي الأبيض جيدًا إلى حد ما على سيدريون، الذي كان لديه شعر أشقر و عيون ذهبية و بشرة شاحبة .

" حسنًا …. أنت تبدو أشبه بمالك البرج الأبيض و ليس مالك البرج الأسود "

" … من المريح أن البرج ليس أبيضًا "

أجاب سيدريون بصدق .

كان البرج الأسود محرجًا بالفعل، لكن كان من الصعب قبول البرج الأبيض .

فكر سيدريون أنه إذا لون ساحرًا الجدران الخارجية للبرج الأسود باللون الأبيض، فسوف يقتله .

فتح باب غرفة الإستقبال .

" كايوين "

قال أنه سيعود قريبًا، وقد فعل ذلك حقًا .

عندما رحبت به يلينا بحرارة، سأل سيدريون " إذًا هل نذهب ؟ "

* * * * * * * * *

أرتدت يلينا قناعًا بجانب كايوين .

نظرت في الشارع حيث كان المهرجان في ذروته .

نظرًا لأنه كان مهرجانًا للأقنعة، كان كل شخص يتجول في الشوارع يرتدي قناعًا مختلفًا .

نتيجة لذلك، لم تكن يلينا و كايوين ملحوظين للغاية .

سارت يلينا في الشارع قليلاً ثم سعلت فجأة .

" …… ؟ "

" الشوارع مزدحمة للغاية "

في الواقع، كان هناك الكثير من الناس في الشوارع .

ولم تكن تعرف ما إذا كان يكفي وصفها بأنها مزدحمة للغاية .

واصلت يلينا التحدث بثبات .

" إذا واصلنا التجول بهذه الطريقة، فقد ننفصل عن بعضنا البعض "

****************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان