مرت الأيام التي قبل المهرجان بسرعة .
قبل أن تعرف، أتى اليوم الأول من المهرجان، بمعنى آخر اليوم الأول الذي أنتظرته يلينا بفارغ الصبر .
" رائعة "
" تبدين مثل الجنية "
" أعتقد أن آلهة الجمال ستكون غيورة "
أمتدحت الخادمات يلينا بلا كلل بعد أن أنتهت من إرتداء ملابسها .
" …… ؟ "
كان صحيحًا أن يلينا بذلت جهدًا خاصًا في إرتداء الملابس اليوم، و لكن كانوا الخادمات متحمسات بشكل غريب .
يلينا التي لم تكن تعلم كيف أستقرت صورتها بين الخدم قبل أيام قليلة، أمالت رأسها و نظرت إلى نفسها في المرآة .
شعر ناعم فضي مضفر على الجانب .
فستان أصفر يكشف كتفيها قليلاً .
عقد مصنوع من المجوهرات الزرقاء الجميلة التي غطت الفراغ في العنق و عظمة الترقوة .
' …. هل بذلتُ الكثير من الجهد ؟ '
شعرت يلينا بالقليل من الوعي الذاتي و عبثت بشعرها المضفر بأناقة .
ليس فقط الشعر و الملابس و لكن أيضًا المكياج كان أكثر قليلاً من المعتاد، ولكن بغض النظر عن مدى روعة ملابسها، فلن يعني ذلك الكثير .
لأن المهرجان الذي ستذهب إليه كان مهرجانًا تنكريًا .
" سيدتي، تفضلي "
أخيرًا رفعت آبي القناع الأبيض إلى يلينا .
" شكرًا لك "
بينما كانت ترتدي القناع، تقابلت عينيها فجأة مع آبي من خلال المرآة .
" آبي، كيف أبدو الآن ؟ "
فتحت آبي فمها كما لو كانت تنتظر .
" بمجرد أن تلتئم أجنحتك، أعتقد أن رسالة العودة إلى النعيم ستصل أمامك على الفور "
" …… ! "
تلونت وجوه الخادمات من حولها على الفور بالإعجاب و الإهتمام .
كان بإمكانها فقط أن تقول " أنت تبدين مثل الملاك " لم تصدق يلينا أنها حولت هذه الكلمات الأربع إلى تعبير مطول و معقول .
' هذا غريب '
تبادلت الخادمات النظرات مع بعضهن بتوتر .
عندها طرق شخص ما على الباب .
في هذه اللحظة، كان هناك شخص واحد فقط سيأتي إلى غرفة يلينا .
رفعت يلينا نفسها، وهي ممسكة بالقناع بيد واحدة .
" إفتحي الباب "
بمجرد أن فتحت الخادمة الباب، كان يقف كايوين الذي أنتهى من إرتداء الملابس، هناك .
أقتربت يلينا بسرعة من شريكها .
" أنت هنا ؟ "
ربما كان ذلك لأن كايوين لم يتوقع منها أن ترحب به، لذلك تردد قبل أن يتحدث .
" هل تأخرت … "
" لا، لقد أنتهيت للتو من الإستعداد "
كان كايوين يرتدي ملابس رسمية للهواء الطلق .
و الأزرار التي تم إغلاقها بدقة حتى نهاية رقبته .
نظرت يلينا إلى أكمام زوجها .
كان الزر الذي أهدتها له يستعرض وجوده بفخر .
" هل نذهب ؟ "
بإبتسامة عريضة، سارت يلينا مع كايوين .
سيذهبان إلى غرفة الإستقبال .
كان هذا لأن سيدريون الذي كان سيأخذهما إلى مكان المهرجان اليوم، كان ينتظر هناك .
" أوه، بالمناسبة "
توقفت يلينا عن السير في الردهة و نظرت حولها بحذر .
لم يكن هناك أحد في الجوار .
تراجعت يلينا خطوة إلى الخلف من كايوين، معتقدة أنه الوقت المناسب .
" كيف أبدو ؟ "
تعلمت أيضًا أنه إذا طرحت مثل هذا السؤال، فعليها أن تستدير في مكانها .
دارت يلينا حيث كانت تقف .
تحرك الفستان، الذي يتدرج إلى الأصفر الداكن في نهايته، مثل الزهرة في الإزهار الكامل .
رد كايوين بدون تردد " أنت جميلة "
" …… "
وقفت يلينا ساكنة و حدقت في زوجها .
كانت مجاملة، لقد كانت مجاملة، لكن ….
" أنت لا تشعر بالإحراج اليوم ؟ "
" ماذا ؟ "
" من قبل، عندما طلبت منك مجاملتي، كنت تبدو مضطربًا "
متى كان ذلك ؟
تذكرت يلينا ما حدث في مكتب كايوين .
في ذلك الوقت، طلبت منه مجاملتها فجأة، لأنها أرادت مضايقته .
بسبب طلبها، كان زوجها مرتبكًا للغاية، جعلها تبدو و كأنها أصعب مهمة في العالم .
" آه، هذا …… "
أجاب كايوين على الفور كما لو أنه تذكر ذلك اليوم .
" في ذلك الوقت، كانت المرة الأولى لي "
" … أول مرة ؟ "
" كانت المرة الأولى التي أمدح فيها مظهر شخص ما، لهذا السبب كنت هكذا "
رمشت يلينا بتفاجؤ.
' حقًا ؟ '
في ذلك اليوم، فكرت بهذه الفكرة العابرة .
تساءلت عما إذا كان هذا الشخص لم يثني على مظهر شخص آخر من قبل .
كان لديها هذه الفكرة النصف مزحة، لكنه كان صحيحًا .
' بدلاً من رجل، إنه حجر على شكل رجل …. '
حدقت في زوجها بإهتمام و أستفسرت " إذن أنت لم تنظر أبدًا إلى شخص ما و شعرت أنها تبدو جذابة أو جميلة ؟ أو هل شعرت بهذه الطريقة لكن لم تتح لك الفرصة للتعبير عنها بالكلمات ؟ "
" أنت الأولى "
" حقًا ؟ "
يلينا التي كانت تفكر في إجابة كايوين، توقفت للحظة .
كانت يلينا أول شخص يخبرها كايوين أنها جميلة .
الفصل : ٨٤
" إحم، كايوين "
" نعم، يلينا ؟ "
" هل سبق لك أن قلت لي شيء لم تكن تعنيه ؟ بما في ذلك هذه اللحظة ؟ "
فجأة كان لدى كايوين تعبير يشير إلى أنه لا يعرف سبب طرح يلينا لمثل هذا السؤال، لكنه أجاب بهدوء .
" كلا، لم أفعل "
" …. من الماضي إلى الحاضر ؟ ولا حتى مرة ؟ "
" نعم "
بقيت يلينا صامتة للحظة .
بعد فترة وجيزة، قادت كايوين و تحركت بسرعة .
" … دعنا نسرع ! مالك البرج الأسود ينتظرنا "
لاحظ كيف بدت يلينا مندفعة إلى الأمام، لهذا لم يستطع كايوين أن يسألها عن لقب مالك البرج الأسود .
" إنه لمن دواعي سروري أن أراك مرة أخرى، دوقة، أدعى سيدريون "
وقف سيدريون في غرفة الإستقبال و أستقبل يلينا .
نظرًا لأنه قد قدم نفسه بالفعل في المرة الأخيرة، فقد كان هذا في الواقع نداءً صامتًا لها لمناداته باسمه .
تجاهلت يلينا رغبته المستمرة و سألت " هل يمكننا المغادرة الآن ؟ "
" .… نعم، هذا ممكن "
" إذًا …. "
في ذلك الحين .
فُتح الباب بعد الطرق، و دخل رجل إلى غرفة الإستقبال ليجد كايوين .
" المعذرة دوق، هناك شيء أريد مناقشته معك بشكل عاجل ….. "
لقد كان علي، المسؤول عن مسؤولية دعم الأعمال تحت أوامر كايوين .
من النظرة التي على وجهه بدت مسألة ملحة حقًا .
نظر كايوين إلى يلينا " أنا آسف يا زوجتي، سأعود حالاً "
" لا بأس كايوين، سأنتظرك، لذا خذ وقتك "
تركت يلينا كايوين على مهل، لم تكن مندفعة .
سيستمر المهرجان حتى وقت متأخر من الليل، و كان سيدريون ساحرًا كفؤ، لذلك سيكون قادرًا على نقل الإثنين إلى المهرجان بسرعة .
في هذا الموقف المريح، لاحظت يلينا أن سيدريون يبدي تعبيرًا من زاوية عينها .
" ماذا ؟ "
" …. أنت تنادين كايوين باسمه الأول "
تغيرت تعابير يلينا من كلماته .
" مالك البرج الأسود، هل تناديه باسمه الأول أيضًا ؟ "
" أخبرتك من قبل، أليس كذلك ؟ نحن أصدقاء مقربون "
" أوه نعم، لقد سمعت ذلك من زوجي أيضًا "
يبدو أنهم كانوا مقربين بما يكفي لينادوا بأسماء بعضهم البعض .
نظرت يلينا إلى سيدريون بنظرة حذرة إلى حد ما .
بينما كان سيدريون في حيرة من تلك النظرة، أستفسرت يلينا فجأة .
" الآن بعد أن فكرت في الأمر، سمعت أنك كنت كاهنًا قبل أن تصبح ساحرًا ؟ "
" آه نعم "
" هل هذا هو سبب لبسك لهذا ؟ "
كان رداء سيدريون أبيض بالكامل .
آخر مرة كان يرتدي رداءً أبيض اللون، ولم يتغير شيء هذه المرة .
كما لو كان سؤالاً غير متوقع، توقف سيدريون لبعض الوقت قبل الإجابة .
" …. الأمر ليس كذلك، لكن هل سمعت من كايوين أنني كنت كاهنًا ؟ "
" نعم "
" هل سمعت عن قصة أخرى ؟ "
" قصة أخرى ؟ أي قصة ؟ "
سمعت يلينا أن سيدريون كان كاهنًا في البداية، و بعد لقائه بكايوين، أستقال ككاهن و أصبح المالك الحالي للبرج الأسود .
في ذلك الوقت، تعرفوا على بعضهم البعض و أصبحوا أصدقاء مقربين .
بعد فترة وجيزة، هز سيدريون رأسه .
" لاشيء، و السبب في إصراري على إرتداء هذا الجلباب الأبيض هو لأنه يناسبني "
" همم ؟ "
" ألا تعتقدين ذلك ؟ " سأل سيدريون بثقة .
في الواقع، بدا الزي الأبيض جيدًا إلى حد ما على سيدريون، الذي كان لديه شعر أشقر و عيون ذهبية و بشرة شاحبة .
" حسنًا …. أنت تبدو أشبه بمالك البرج الأبيض و ليس مالك البرج الأسود "
" … من المريح أن البرج ليس أبيضًا "
أجاب سيدريون بصدق .
كان البرج الأسود محرجًا بالفعل، لكن كان من الصعب قبول البرج الأبيض .
فكر سيدريون أنه إذا لون ساحرًا الجدران الخارجية للبرج الأسود باللون الأبيض، فسوف يقتله .
فتح باب غرفة الإستقبال .
" كايوين "
قال أنه سيعود قريبًا، وقد فعل ذلك حقًا .
عندما رحبت به يلينا بحرارة، سأل سيدريون " إذًا هل نذهب ؟ "
* * * * * * * * *
أرتدت يلينا قناعًا بجانب كايوين .
نظرت في الشارع حيث كان المهرجان في ذروته .
نظرًا لأنه كان مهرجانًا للأقنعة، كان كل شخص يتجول في الشوارع يرتدي قناعًا مختلفًا .
نتيجة لذلك، لم تكن يلينا و كايوين ملحوظين للغاية .
سارت يلينا في الشارع قليلاً ثم سعلت فجأة .
" …… ؟ "
" الشوارع مزدحمة للغاية "
في الواقع، كان هناك الكثير من الناس في الشوارع .
ولم تكن تعرف ما إذا كان يكفي وصفها بأنها مزدحمة للغاية .
واصلت يلينا التحدث بثبات .
" إذا واصلنا التجول بهذه الطريقة، فقد ننفصل عن بعضنا البعض "
****************