قال الإمبراطور بجدية : " آريا، ملاكي "
" تعالي و أنقذيني "
أنقذه ؟
يريد الإمبراطور من الوحش أن ينقذه .
' كم هو سخيف '
كان الأمر مضحكًا لدرجة أنه لم يعد بإمكانها الضحك .
حدقت آريا به وهو يمد يده نحو قفصها، لكنها لم تتحرك .
" أرجوكِ غني "
" …… "
" آريا ! إذا لم تغني، فسأحرص على أنك لن تتمكني أبدًا من المشي مرة أخرى " هذا ما قاله غاضبًا، مهددًا إياها لإخضاعها .
كانت قواه تتراجع بسرعة، و كان على وشك الجنون، بعد الكثير من التهديدات و الإقناعات التي لم تؤدي إلى شيء، لجأ أخيرًا إلى التوسل .
لقد كان مجنونًا تمامًا .
" أرجوك غني لنا، حورية، أتوسل لرحمتك "
و توسلوا الراقصون " أرجوكِ يا حورية … "
قبل بضعة أشهر فقط، هؤلاء هم الأشخاص الذين لم يترددوا في جلب البؤس لها، ضحكوا عليها و تهامسوا خلف ظهرها .
الموسيقيون و القادة الذين عزفوا أغنية الحورية، حتى الفرسان الذين كانوا يحرسون الإمبراطور .
كانوا ينادونها بالوحش .
لكن هاهم الآن، يتوسلون على ركبهم، ينتظرون آريا لتفتح فمها .
" … سعال ! " لقد تقيأت .
كانت دماء .
خفق الألم في صدرها و سال الدم على جسدها كله .
نظرت إلى يديها التي كانت مغطاة بالدماء، و السائل الأحمر يتساقط من كفيها .
أمسكت صدرها، بعيون دامعة .
' آه '
" إذن، هكذا سأموت "
أبتسمت آريا .
' بعد طول إنتظار '
يمكنها أخيرًا أن تحصل على راحتها الأبدية .
فتحت شفتاها المغلقتان بإحكام و غنت أخيرًا .
" تعال إلي أيها الموت الجميل "
عندما بدأت آريا بالغناء، صمت الجمهور كله، لا أحد يستطيع أن يرفع عيناه عنها .
لقد كانت تسيء إستخدام صوتها لذا أصبح الأمر قاسيًا و مُتعِبًا مع مرور الوقت، ومع ذلك، كانوا جميعهم لايزالون مفتونين بغنائها، تدحرج صوتها فوق التلال في أمواج حزينة، صوتها كان أجش و هادئ و لكنه أيضًا قوي جدًا حيث تم إخراجه في نوبة من الألم .
" تعال و أرشدني إلى السلام "
الأغنية، التي بدأت بشكل هادئ، ألتفت حولهم مثل أشعة الشمس الدافئة .
تردد صداها بين الأبنية وحتى العوارض الخشبية، صوتها أراحهم و لامستهم كما لو كان صوت ملاك .
قال أحدهم " أوه ، يا إلهي … " لقد كانوا يذرفون الدموع بإبتسامة هادئة .
اللحن يخترق قلوبهم و يَمُسها من الداخل .
" لقد تعبت من هذا العالم …. " واصلت آريا الغناء .
كانت هذه الأغنية التي غنتها ترنيمة لرؤية النعيم من خلال الموت .
ومع ذلك، بسبب نبرة آريا المظلمة، أصبحت أغنية مختلفة تمامًا .
تحولت إلى أغنية لدعوة الشيطان .
" تعال، بالبركات "
الصوت العذب الذي لا يقاوم الذي تردد صداه سريعًا لامس قلوبهم على الفور .
كانت أغاني آريا مثل السم، ببطء تلتهم كيانها بالكامل من الداخل .
" تعال ! "
أمسك الصوت الغامض كاحليهم و سحبهم مباشرة إلى المستنقع .
في مستنقع الهاوية .
في مستنقع الموت .
في مستنقع الجحيم .
أنتشر الصوت بقوة بينما أستمرت آريا في الغناء بأعلى رئتيها .
صرخت " أنا أنتظرك ! "
توسلت للإله الذي قد تخلى عنها .
توسلت للإله و لكن أنتهى بها الأمر بالتأذي، و اللعن، و تُركت وحيدة مرة أخرى .
في النهاية، فقدت الأمل بالإله .
" تعال و أغلق عيني "
إذا لم يكن هناك إله، فإنها تصلي بصدق أن يأخذها الشيطان بدلاً من ذلك .
" شهيق ، آآآهه ! "
فجأة، أطلق الإمبراطور صرخة مخنوقة حيث شعر بألم شديد، لم يستطع التنفس، كان الأمر كما لو أن شخصًا ما كان يخنق رقبته، و يسلب منه الحياة .
بعد ثانية، فقد قوته في قدميه و سقط على الأرض بقوة، أثر السقوط على جميع أنحاء جسده، مما جعل الألم أسوأ بعشر مرات .
" تعال، و أنعم علي بالراحة " غنت آريا و تركت النغمة الأخيرة للأغنية تخرج ببطء من شفتيها .
أنتهت الأغنية، أنتهى الطقوس أخيرًا .
" شهيق، سعال … ! " أختنق الإمبراطور وهو يلهث بحثًا عن الهواء .
كانت يداه ترتجفان و كان جسده كله مبلل بالعرق البارد .
في حيرة، وقف الإمبراطور الذي سقط ببطء على قدميه .
" ما الذي يحدث بحق الأرض ؟! "
عندما نظر الإمبراطور حوله، أدرك أن معظم الجمهور قد أغمي عليهم، أتضح أنه لم يكن وحده من يتحمل هذا الألم الذي لا يطاق .
قام بعض الفرسان الذين أستعادوا وعيهم بسحب سيوفهم، و أقدامهم كانت ترتعد .
فزع الإمبراطور، إذا كان في يده سيف، لكان قد أنهى حياته بلا مبالاة لأنه لا يستطيع تحمل الألم .
" هذ .. هذه … "
الرعب يزحف عليه مثل البرد الجليدي، مخدرًا دماغه .
" كيف تجرؤ هذه العاهرة … "
ولكن عندما عاد إلى رشده، سرعان ما تحول ذلك الخوف إلى غضب .
" كيف تجرؤين على قتلي ! "
كان لآريا القليل من الحقوق أو لم يكن لديها أي حقوق لأنها كانت الحورية الوحيدة المتبقية على الأرض .
صرخ الإمبراطور " لقد أنقذتك من شفير الموت، و هكذا تردين لطفي ؟ "
تعيش الحوريات لغرض الغناء، لا يُسمح لهم بفعل أي شيء آخر .
" اليوم، بالتأكيد سأحطم إرادتك بالعيش، سأعاقبك على عصياني "
أخذ سيف أحد الفرسان و أندفع نحوها .
فجأة، أُلقي ظل أسود عليه .
بعد أن عاشت داخل القفص طوال حياتها، أكتسبت الحرية أخيرًا .
أغمضت عينيها .
' موت جميل و راحة مباركة '
ثم أنفتح الباب فجأة .
قال رجل بشعر أسود " يا لها من أغنية حزينة "
أقترب أكثر مع تلك العيون الغائرة التي كانت تحدق بعمق في عينيها، و عندما رفعت آريا رأسها، ألتقت أعينهم .
' الدوق الأكبر ڤالنتين … '
الرجل الذي باع روحه للشيطان .
الرجل الذي لم يكن من المفترض أن يكون هنا جاء بالفعل .
لطخت آثار أقدامه الحمراء الأرضية الرخامية البيضاء وهو يقترب منها .
' لقد أتى حقًا '
لم تصدق آريا ذلك .
أخرج الدوق سيفه الغارق بالدماء .
و رقص الدم على سيفه بمرح وهو يرسم نصف دائرة على الأرض .
" إن كنتِ تطلبين الخلاص من الشيطان، فقد حان الوقت الآن "
خلف الباب المفتوح على مصراعيه، كان القصر الإمبراطوري الملطخ بالدماء هادئًا مثل المقبرة .
تمامًا كما كان في البداية .
" مرحبًا بك "
* * * * * * * * * * *
قتل الشيطان الإمبراطور.
و قال بلا مبالاة : " لقد أتت الراحة "
ثم أخرج المفتاح من ذراعي الإمبراطور و فتح قفص آريا .
صرير ــــ
فتح القفص ببطء .
يقف الشيطان تحت الثريا بتألق، كانت عيناه التي بدت مثل الرماد المحترق تتلألأ تحت الأضواء، و تصنع نجومًا صغيرة .
في هذه الليلة المظلمة، كانت عيناه كالقمر، تبعثر الأشعة الوليدة، و تنير روحها .
' كم هو مذهل … '
لأول مرة في حياة آريا، كانت مفتونة بعيون شخص .
" القفص مفتوح، حلقي إلى أي مكان ترغبين في الذهاب إليه "
كانت ذكرى لن تنساها أبدًا حتى بعد وفاتها .
نظرت آريا إلى كاحليها المقيدين بالأصفاد بوجه خالي من التعابير .
ثم رفعت رأسها .
' الدوق الأكبر ڤالنتين … '
خائن قتل الإمبراطور .
ومع ذلك، فقد كان منقذها .
كان قفصها مفتوحًا على مصراعيه .
كما قال الدوق الأكبر، إذا كان لديها أجنحة، ستطير بعيدًا بكل سرور .
ولكن .
قالت آريا وهي تضحك و تمسح دموعها المُرة " لا أستطيع أن أحلق إلى أي مكان "
كانت وفاتها وشيكة .
' ضع حدًا لحياتي … '
عندما كانت آريا على وشك أن تفتح فمها لتتخذ وصيتها الأخيرة، شعرت فجأة بألم حاد في أحبالها الصوتية .
أنحنى الدوق بينما تساقطت قطرات من الدماء على حجرها و ركبتيها، مع درجات من التعذيب، خفت حدة السعال ببطء مؤلم جدًا .
نظرت إلى اللون الأحمر الشديد الذي لطخ جسدها بالكامل قبل أن تصبح عيناها فارغة .
" أنتِ طائر بجناح مكسور … "
لامست نظرة الدوق الأكبر الواهنة لفترة وجيزة ساقها المكسورة .
" حورية، لقد سمعت أن الإستماع إلى أغانيك يدفع الناس إلى الجنون "
أنهارت آريا .
و ضعف جسدها ببطء .
حمل الدوق الكبير جسدها المحتضر بين ذراعيه و قال " ثم أعتقد أن أغنيتك لن تؤثر علي، لأنني كنت دائمًا مجنونًا "
" …… "
" إذا كان هناك حد للجنون، فعليكِ إثبات ذلك بنفسك "
أبتسم الشيطان و حمل جسدها .
مع عدم وجود قوة في جسدها الضعيف، أغلقت آريا عينيها أخيرًا بين ذراعي الشيطان .
* * * * * * * * * * *
وذا كان الفصل الأول شرايكم بالبداية ؟ الإمبراطور الحقير طلع هو الي كسر رجلها وحبسها لا ويهددها بعد انو لازم تغني 😃😃 امسك اعصابك .... و آريا مرة تحزن ودي احميها منهم كيف لما بطلنا جا يحررها قامت تبكي ماتقدر تمشي وتعرف انو خلص ذي نهايتها 😢😢😢 المهم اذا في اي شيء مو واضح اكتبوه وبوضح لكم كل شيء .
.
