كانت يي سيو مختبئة في السرير، وقد غاصت بجسدها في أعماق الفراش .
على الرغم من أن جرس الباب رن و هاتفها المحمول رن عدة أيام، إلا أنها لم تتحرك و اختبأت .
كانت تعلم أنه بسبب أنماط حياتهما المتشابهة، كان من المحتم أن تلتقي بدوجين أينما ذهبت، لذلك، كان عدم الخروج من المنزل هو أفضل حل، لكن هذا لم يعني أنها لم تكن تفكر في دوجين.
[هل معدتك بخير الآن؟]
[ أنا ذاهب إلى العمل، اتصلي بي إذا احتجتِ أي شيء.]
[ لا تفوتي وجبات الطعام و تناوليها حتى عندما لا أكون موجودًا ]
كان دوجين يرسل ليي سيو رسائل نصية بأخباره حتى عندما لم يتلقى منها أي رد .
في أي ساعة ذهب إلى العمل، وماذا تناول على الغداء، وحتى حالته البدنية المتعبة قليلاً .
كانت هذه أشياء لم تكن تثير فضولها في الماضي، ولكنها الآن أصبحت أشياء تريد معرفتها . يبدو أن يي سيو فتحت الرسائل النصية التي أرسلها دوجين عشرات المرات .
هل يمكن أن يكون العيش كما كانوا في السابق أمرًا صعبًا للغاية ؟
لقد علمت للتو …. كم هو صعب التخلص من دفء شخص ما، وأنني لم أكن بخير كما اعتقدت .
فقط بعد أن وضعت مسافة بيني وبين دوجين، أدركت إلى أي مدى كنت أعتمد عليه دون أن أعرف .
أين سأجد شخصًا آخر يفهمني هكذا !
عضت يي سيو الوسادة بأسنانها بقوة و عبرت عن إحباطها بجسدها كله، ثم قفزت من السرير فجأة وهمست لنفسها بصوت ذي مغزى.
"هل يجب أن أنتقل؟"
هل سيكون الأمر أفضل إذا ابتعدت قليلاً كما لو لم أكن موجودة ؟
" لا، إذا فعلت ذلك، فلن أراه مجددًا حقًا."
سرعان ما شعرت يي سيو بالكآبة و دفنت وجهها في السرير مرة أخرى .
رن الهاتف المحمول الذي تركته جانبًا مرة أخرى بينما كانت غافلة .
" سيد دوجين ؟ "
ربما كانت يي سيو تعتقد في قرارة نفسها أنه من الجيد أن دوجين لم يستسلم بشأنها.
بالنظر إلى أنها كانت تأمل في أن يكون هو المتصل حتى قبل التحقق من الرقم، لكن عندما ظهر رقم والدها بدلاً من اسم هان دوجين، أصبح قلبها باردًا .
" آه …. موعد اللقاء قد حان."
أرسل الرئيس تشاي رسالة نصية الليلة الماضية يبلغها فيها بمكان و وقت الغداء .
كانت يي سيو تعلم أن جو وون سيظهر في مكان الموعد . و علاوة على ذلك، سمعت من جينسو أن هذا اللقاء هو موعد اللقاء الأعمى الذي لم يتم إتمامه في السابق .
بما أن النائب مين سيكون حاضراً أيضاً، فعليها أن تذهب حفاظاً على مكانة والدها، لكن يي سيو لم تكن لديها الرغبة في الالتزام بمثل هذه الأمور .
على الأقل لو لم يكن جو وون موجوداً، لربما حافظت على وجه والدها .
يبدو أن صبر الرئيس تشاي قد نفد، حيث أن الهاتف كان يرن باستمرار .
في ذلك الوقت، رن جرس الاتصال الداخلي، فخرجت يي سيو إلى غرفة المعيشة وهي تبدو منزعجة .
يبدو أن هناك زائرًا قادمًا، حيث أن الاتصال كان من حارس الأمن المقيم في الردهة … من المؤكد أن مساعدي الرئيس تشاي قد أتوا لاصطحابها .
بعد أكثر من ساعة من المكالمات الهاتفية التي كانت توبخ يي سيو، عم الهدوء أخيرًا .
سرعان ما استعدت للخروج كما لو كانت تهرب، و وقفت أمام حديقة واسعة .
وضعت قبعة على رأسها بإحكام، و تابعت خطواتها حيث قادتها أحذية الجري التي ربطها لها دوجين .
كانت أحذية الجري هذه تنحل أربطتها بسهولة، ولكن يبدو أنه بفضل ربطه، لم تنحل حتى مع خطواتها القوية .
" ليت هناك شيء واحد لا يجيده."
أبعدت يي سيو جسدها عن مسار المشي و جلست القرفصاء، ولمست رباط حذاء الجري بأصابعها برفق .
يا له من شخص غريب ….
" بما أن تمثيلي يبدو أفضل، سأفعل ما تريدينه يا يي سيو، سأحبك بشغف "
حتى عندما أعلن الحرب ببرود كما لو كان يقول "فقط شاهدي و انتظري"
"هل تظنين أنني أجبرتك على حفظ رقمي حتى تتحملين كل شيء بمفردكِ؟"
حتى عندما كنت أبكي كالحمقاء، كان قلقًا و مهتمًا .
لم يكن بالإمكان معرفة ما يدور في ذهنه على الإطلاق . ولا حتى ما هو مظهره الحقيقي .
ومع ذلك …. تمنيت أن تكون الكلمات و النظرات و القبلة صادقة .
تجولت يي سيو في الحديقة لفترة طويلة، وعندما بدأت الشمس تغرب تدريجيًا، مشت ببطء إلى الشقة .
— دينغ دونغ .
عندما فتحت الهاتف المحمول الذي كان يرن بهدوء في جيبها، بدأ قلبها يخفق مثل الطبول، محدثًا صوتًا مدويًا .
[ سمعت أنكِ مريضة، هل هذا صحيح ؟ ألا يمكنكِ إخباري أين تتألمين ؟ ]
"أنا مريضة؟"
نظرت يي سيو إلى رسالة دوجين القلقة و أمالت رأسها في حيرة .
شعرت يي سيو أن قلق دوجين لا داعي له، فترددت فيما إذا كان يجب عليها الرد أم لا .
بعد فترة وجيزة، ظهر رقم دوجين مرة أخرى .
رفعت رأسها فجأة وهي تمسك بالهاتف المحمول بعناية في يدها .
شاهدت دوجين وهو يخرج من صيدلية ليست بعيدة .
' هل يعقل أنه اشترى دواء لأنه قلق بشأني ؟ '
لم يكن هناك وقت للتفكير أكثر، وسرعان ما عبرت الطريق القصير المؤدي إلى مدخل موقف الزوار .
" سيد دوجين "
" يي سيو "
عندما سمعت صوت شخص ينادي اسمها، شعرت بقشعريرة في عمودها الفقري .
لقد كان صوت جو وون هو الذي كرهته كثيرًا لدرجة أنني لم أرغب في التعرف عليه فورًا، لكنني لم أستطع أن أنساه أبدًا .
[ يي سيو، قيل أنكِ مريضة ]
" أنا أراك، سيد دوجين."
شعرت يي سيو بالخوف من صوت خطوات الشخص الذي كان يناديها وهو يقترب .
استمع دوجين إلى كلماتها و نظر حوله في حيرة، ثم اكتشف يي سيو و ابتسم .
شعرت يي سيو بالارتياح و ركضت نحوه بحذر حتى لا تفيض مشاعرها المتراكمة، ولكن بمجرد أن استقرت في حضنه القوي، اطلقت تنهيدة ارتياح .
" لماذا تركضين هكذا ؟ ماذا لو تأذيتِ ؟ "
" …. لأنني أردت رؤيتك بشدة يا عزيزي "
" يي سيو "
في النهاية، نادى جو وون اسمها مرة أخرى بعد أن اقترب أكثر .
أرخت يي سيو جسدها المتوتر و أدارت رأسها . ضيقت حاجبيها كما لو أنها رأت جو وون للتو، وعندما شعرت بدعم دوجين القوي لظهرها، أمسكت بذراعه بإحكام .
" …. كيف عرفت عنواني وجئت إلى هنا ؟ "
" قال الرئيس أنكِ مريضة، لذلك جئت لأطمئن عليكِ "
"ألا تعرف الاعتدال؟"
تمتم دوجين بصوت حاد مليء بالغضب .
عندما نظرت إليه، رأت فكه المتصلب وهو يجز على أسنانه كما لو كان يكبح غضبه .
' آه، يبدو أنني تسببت في إزعاجه …. '
" يبدو أنك كنت قلق جدًا، منذ قليل قلت أن يي سيو لا تعاني من الحمى "
سخر جو وون وهو ينظر إلى اسم الدواء المنعكس على الكيس الأبيض .
لم يستطع دوجين أن يقول لا، ولم تستطع يي سيو أن تسأل عما كان يتحدث عنه .
" الاحتياط لا يضر أبدًا "
" على أي حال، من الجيد أن أراكِ بخير يا يي سيو، لا يبدو أن سبب عدم حضوركِ هو موعد غرامي، ولكن …. "
"هل هوايتك هي وضع الناس في مواقف محرجة؟"
أطبقت يي سيو شفتيها بإحكام وخفضت رأسها .
عند رؤية يي سيو هكذا، شعر دوجين بالضيق تجاه جو وون لسبب غير مفهوم .
من هو مين جو وون على أي حال، ليجعل تشاي يي سيو تنكمش و تهرب هكذا ؟
" وضعك في موقف محرج ؟ أنا جئت فقط لأنني كنت قلقًا."
" هاه …. "
" سيد دوجين."
نظرت يي سيو إلى الحرب الكلامية بين الرجلين، ثم أدارت نصف جسدها نحو دوجين.
على الرغم من أننا اتفقنا على الاستفادة من بعضنا البعض فقط عند الحاجة، إلا أن يي سيو لم تكن ترغب في إزعاج دوجين أكثر من اللازم .
بغض النظر عن الكيفية التي حمى بها نفسه، فهي لا تريد أن يقع في ورطة بسبب أكاذيبها .
" عزيزي هل تود الدخول أولاً ؟ سأتدبر الأمر."
لكن بالنسبة لدوجين، تم فهم كلمات يي سيو بشكل مختلف عن نيتها.
هل يعني هذا أنها تقول له الآن ألا يتدخل حتى في هذه الأمور ؟
بالنسبة لدوجين، الذي كان يفكر في كلمات يي سيو التي قالتها بأن نتوقف عن هذا، بدا قلقها وكأنه يرسم خطًا بينهما .
على الرغم من أن رؤية جو وون يكتم ضحكته أحدث خدشًا في كبريائه، لكن إذا كانت هذه هي رغبة يي سيو ….
" …. سأنتظرك في الردهة، تحدثا ثم ادخلي "
تظاهر بالهدوء بصعوبة، وأبعد يد يي سيو المرتجفة عنه، و تجاوز جو وون . تبع جو وون دوجين الذي غادر المكان أولاً بعينيه وابتسم بخبث .
" الكذب يجب أن يكون متناسقًا أيضًا، أليس كذلك ؟ "
عند سماع كلمات جو وون، حدقت يي سيو به بوجه مليء بالازدراء لم يره دوجين من قبل . لدرجة أن جو وون، الذي كان واثقًا جدًا، فوجئ بهذا المظهر للمرة الأولى .
" ليس عليكِ أن تنظري إليّ بهذه النظرة المخيفة."
" لا تتصرف بفظاظة مع السيد دوجين."
" وماذا عن تصرف السيد هان دوجين بفظاظة معي ؟ "
"هذا لا يهمني."
" هذا مخيف، يبدو أنني …. فصلتكما بالقوة."
على الرغم من أنكما لستما في علاقة عميقة على أي حال .
كان الآخرون يعتقدون أن يي سيو و دوجين في علاقة حب عميقة، لكن جو وون لم يرى الأمر كذلك .
يي سيو تبدو غير مرتاحة، و دوجين يبدو ماهرًا بالتمثيل ولكنه يتجنب نظراتها .
كان جو وون يعرف كيف تبدو يي سيو وهي تبتسم بفرح عندما تكون في علاقة حب، ولهذا السبب، كان واضحًا بالنسبة له أن المشاعر التي يمتلكونها ليست حبًا.
" على أي حال، لن تحصلي على الإذن، قال الرئيس، إنه شخص لا يليق بكِ على الإطلاق."
"أنا لست طفلة لدرجة أنني أحتاج إلى إذن والدي."
"هل مستوى عينيكِ منخفض إلى هذا الحد يا يي سيو ؟ اختاري خيارًا أكثر فائدة، بدلاً من رجل سيدفعكِ إلى الهاوية."
الهاوية في حياتي، أنت الشخص الوحيد الذي يمثلها ! حتى لو اضطررت إلى أن أفقد كل شيء لصالح والدي، فلن أختار مين جو وون ذو الشخصية المزدوجة .
" ما الخطأ في مستوى عيني ؟ أنا أقابل رجلاً متفوقًا لدرجة أنه لا يليق بي على الإطلاق."
" ذلك الشخص لا يحبكِ."
" ……. "
" الرجال يعرفون ذلك بمجرد النظر للرجل الآخر "
أضاف جو وون، وكأنه يسأل عما إذا كانت ستصدقه على الرغم من كل شيء .
شعرت يي سيو وكأنها كُشِفت بسبب شيء لم تره بسبب وقوعها في الحب الأعمى .
انجذب اهتمامها بشكل مسحور نحو دوجين الذي كان ينظر إليها بقلق من الردهة، لكنها لم تكن لديها الثقة في مواجهة دوجين وجهاً لوجه، لذا اكتفت بالنظر إلى يد جو وون التي كانت تمسك بها.
ربت جو وون بلطف على ذراع يي سيو القلقة، و أمسك بيدها .
— الصورة التوضيحية : هـنـا .
" أتمنى ألا ترتدي هذا الخاتم في المرة القادمة التي نلتقي فيها "
" جو وون "
" ماذا ؟ "
" …. لا يهمني إذا كان لا يحبني "
" ماذا تقولين ؟ "
" لأنني أحبه "
سواء كان صديقًا أو حبيبًا، لم يعد الأمر مهمًا الآن . حتى لو كان القلب مليئًا بالوحدة و الرغبة في الإمساك بأي شخص و البكاء .
فقط الآن …. أريد أن يكون ذلك الشخص بجانبي .
" ما هذا الذي تقولينه ؟ يجب أن تقابلي شخصًا يمكنه أن يحبك."
"أنت تعرف جيدًا، ولهذا السبب أنت لا تصلح."
" ألم نكن على ما يرام في الماضي ؟ لو لم تكوني عنيدة بشأن الذهاب إلى أمريكا مع جينسو …. "
لا يزال جو وون لا يعرف نوع الشخص الذي هو عليه، ولا نوع الجروح التي سببها ليي سيو .
انظر إليه الآن، إنه يلومني قائلاً أنني اخترت رجلاً سيئًا . وحتى سبب انفصالنا يلقي به علي، لكنني لم أكن مخطئة ولا مرة واحدة ….
" من حسن الحظ أنك شخص ثابت، ولم تتغير ولو قليلاً "
ابتسمت يي سيو لأنها شعرت أن اختيار دوجين كان الخيار الصحيح .
عندما نظرت يي سيو إلى جو وون بوجه مبتسم، شعر جو وون بارتفاع دقات قلبه .
أزاحت يي سيو يدها اليسرى التي كان يمسك بها، بهدوء .
" حتى لو جاء اليوم الذي نرى فيه وجوه بعضنا البعض مرة أخرى بالصدفة، فلن أخلع هذا الخاتم أبدًا."
" لماذا لا تختارين الطريق السهل ! "
" السبب الذي جعلني أحب السيد دوجين هو أنه على الأقل يعرف أنه شخص سيئ، على عكسك."
" …. ماذا ؟ "
" إنه لا يعرف فقط كم هو شخص جيد."
حتى لو غلف الأمر بالتمثيل، فإن مدى لطفه في الداخل، دوجين وحده هو من لم يكن يعرف نفسه .
آمنت يي سيو بنظرات عينيه والتي لا يمكن إلا أن تكون صادقة .
لطالما اخترت الإجابة الصحيحة .
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
عندما دخلت يي سيو إلى الردهة، حدق دوجين فيها بلا تعبير أثناء مرورها.
كان جو وون لا يزال واقفًا في مكانه، سواء كان مصدومًا أو يحاول مراقبة الاثنين .
"هل انتظرت طويلاً؟"
عندما اقتربت يي سيو أمامه، واجه أخيرًا مظهرها الحقيقي بعد بضعة أيام .
حدق دوجين في يي سيو بصمت للحظة، وهو يملأ عينيه بصورتها .
اليد التي أمسك بها جو وون، وجهها المبتسم، خطواتها المتراجعة التي بدت وكأنها تريد الهروب مني . شعرت بمشاعر معقدة، لكنني شعرت أيضًا وكأنني وجدت الطريق الذي لم أتمكن من العثور عليه أخيرًا .
"هل نصعد؟"
" أجل."
عندما مد دوجين يده بحذر، ابتسمت يي سيو بإشراق و أمسكت بيده .
وبينما كانت نظرة جو وون تتبعها بإصرار، قامت يي سيو بهز اليد التي كانت تمسك بها قليلاً إلى الأمام و الخلف.
صعد الاثنان إلى المصعد، ونظرت يي سيو إلى دوجين الذي كان ينظر إلى الأمام فقط .
" عذرًا، سيد دوجين …. "
نادت اسمه بصوت خافت، لكن اليد التي كانت ممسكة بيدها انفصلت عنها ببرود .
قبل أن تتمكن من إصدار صوت، أفلت دوجين يد يي سيو و أخفى يده في جيبه . نظرت يي سيو إلى يدها التي أفلتت بشكل فارغ .
لم يسبق له أن أفلت يدي أولاً، ولا مرة ….
"هل أنت غاضب؟"
" ذهبت لتناول الطعام مع والدي والتقيت به بالصدفة، يبدو أن الرئيس اعتذر قائلاً إنكِ مريضة "
" إذن هذا ما حدث، أنا … أنا قلت أن لدي موعدًا معك لأنني لم أرد الخروج، كان يجب أن أخبرك …. "
" لقد اختلقتِ عذرًا بشكل معقول، لكنني بالغت فيه قليلاً، لا بد أنه تخيل أشياء غريبة، أنا آسف."
تحدث دوجين مستخدمًا لغة رسمية، وهو الأمر الذي لم يفعله منذ فترة . لم يكن أمام يي سيو خيار سوى إدراك أن مزاجه كان سيئًا بشكل غير عادي .
على الرغم من ذلك، فكر هذا الشخص في موقف يي سيو لدرجة أنه اعتذر أولاً عن الوقاحة التي ربما تسبب فيها، لكنه كان غاضبًا تمامًا، وعندما انفتح باب المصعد، تقدم للأمام دون أن ينظر إلى الوراء .
' حتى أنا كنت سأشعر بالضيق، لقد كان موقفًا يريد فيه مساعدتي، بينما أنا قمت بدفعه بعيدًا … '
" هل هذا كان ردكِ يا يي سيو ؟ الكلمات التي قلتيها عن العودة إلى ما كنا عليه."
" هذا …. "
" لا أعرف ما إذا كان هذا يرضيكِ اليوم أم لا."
سأل دوجين بوجه خالٍ من أي ذرة ابتسامة.
لم يكن هناك أي سوء نية، وكانت نبرته هادئة كما لو كانت لطيفة . أمسكت يي سيو بإحكام بيده التي أفلتها .
" لم أكن مريضة …. "
"يمكنني معرفة ذلك بمجرد النظر إليكِ، لكن بما أنني اشتريته بالفعل لأجلكِ، خذيه، لا تضعي له أي معنى."
قال دوجين كما لو أن الأمر لم يكن شيئًا مهمًا وفتح باب الشقة .
وقفت يي سيو دون حراك وهي تحمل الكيس الذي أعطاه لها .
على الرغم من أن قلبه كان غير مرتاح، إلا أنه إذا كانت هذه العلاقة لا يمكن أن تستمر، فقد تكون كلمات يي سيو صحيحة .
" الفتاة التي كنت أواعدها في الماضي، ستصل إلى كوريا قريبًا."
" حـ، حقًا ؟ "
" نعم، بعد أن نمنع ظهور أي حديث عن الزواج …. "
شعرت بشعور سيئ بأن كلمات لا أريد سماعها ستتبع ذلك .
" دعينا نتوقف عند هذا الحد "
ربت دوجين ببطء على ذراع يي سيو الشاردة، كما لو كان يودعها بقوله "أراكِ غدًا"، لكن الباب الذي أغلق بصوت مدوي - بوم - كان له نفس معنى إغلاق باب قلبها، كما فعلت يي سيو في الماضي .
****************************