هل هكذا يبدو وجه من تم ضربه عشر مرات على مؤخرة رأسه على التوالي ؟
لقد كان يبدو مصدومًا أكثر مما كانت تعتقد، شعرت وكأن عليها أن تفرد كف يدها و تلوح بها أمام وجه زوجها .
قبل أن تتمكن يلينا من وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ، تحدث كايوين .
" زوجتي الآن …. "
" …… "
" …. هل ما أعتقده صحيح ؟ "
" نعم، هذا صحيح "
أجابت يلينا بحذر بعض الشيء .
لقد توقعت أن يتفاجأ، لكنني لم أتوقع أن يكون متفاجئًا لهذه الدرجة .
نظرت يلينا إلى وجه كايوين … كان في ذلك الحين … سقطت الدموع من عينيه الزرقاء .
" يا إلهي ! "
كانت يلينا مندهشة للغاية لدرجة أنها قفزت من مقعدها .
لقد نسيت تمامًا النصيحة التي تقول عن الطريقة التي يجب أن تتصرف بها المرأة الحامل .
كانت المرة الأولى التي أرى فيها زوجي يبكي .
أصبحت يلينا، التي كانت واقفة أمام كايوين، مضطربة .
" لماذا تبكي ؟ "
" … أبكي ؟ هل أنا أبكي الآن ؟ "
"أنت لا تعرف حتى أنك تبكي؟"
كيف لا يعرف بينما تتساقط دموعه بغزارة هكذا ؟
رفع كايوين يده ولمس خده بظهر يده، ثم أظهر وجهًا أنه لم يكن يدرك ذلك حقًا .
" …. أنا أبكي "
رمشت يلينا فقط، زوجها الآن لم يكن مثل طبيعته في كثير من النواحي، بما في ذلك حقيقة أنه كان يبكي .
شعرت وكأن هناك برغيًا واحدًا مفقودًا، أو على الأقل اثنين أكثر من المعتاد .
" هل أنت بخير ؟ "
وبفضل هذا، لم يكن بوسع يلينا إلا أن تطرح هذا السؤال .
بدلاً من الإجابة على السؤال المليء بالقلق، نزل كايوين من الكرسي، ثم ركع على الأرض، و وصل إلى مستوى بطن يلينا، واحتضنها .
وضع كايوين خده على بطن يلينا، بحذر شديد .
" سأصبح أبًا "
" …… "
" سأصبح زوجًا و أب "
" …. نعم "
" أنا سعيد "
" …… "
" أنا سعيد …. حقًا "
فكر كايوين وهو يدفن وجهه في العناق الناعم والدافئ الذي جلب له السعادة .
منذ متى بدأت ؟
كانت كل لحظة منذ ظهور زوجته أمامه مفعمة بالحيوية، لكنه ما زال غير قادر على معرفة الفرق بوضوح .
منذ متى … أصبح متأكدًا من أن الطفل الذي سيولد بينه وبين زوجته سيكون سعيدًا ؟
متى بدأتُ بإدراج الطفل في خططي للمستقبل ؟
متى تخطيت قراراتي التي وضعتها في الماضي ؟
…. لم أستطع معرفة ذلك .
ما كان متأكدًا منه هو أنه كان سعيدًا الآن … أكثر من أي شخص آخر .
وضعت يلينا يدها في شعر كايوين، ثم أغلق عينيه عندما شعر بيدها وهي تربت على رأسه ببطء .
لم يترك كايوين جسد يلينا الذي كان يعانقه، أغمض عينيه في الدفء البهيج الذي كان بمثابة خلاصه منذ فترة لا يستطيع أن يتذكرها .
سقطت الدموع المتبقية التي تشكلت على رموشي الطويلة على الأرض .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
بعد أن أصبح خبر حمل يلينا معروفًا، كانت الدوقية في مزاج احتفالي .
كان دوكر سعيدًا لأنه لم يعد مضطرًا إلى مراقبة فمه والقلق .
" كايوين "
فتحت يلينا فمها وهي تنظر إلى كايوين الذي كان يضغط خده على أسفل بطنها .
بعد معرفة أمر حملها، غالبًا ما كان كايوين يتسلل خارج المكتب ويلتصق بـيلينا حتى أثناء العمل .
يلتصق على بطنها، على وجه الدقة .
" هل تشعر بشيء ؟ "
" …. لا شيء حتى الآن "
كانت تعلم ذلك، فقد قال دوكر أنه لم يتبقى سوى شهرين آخرين على الأقل قبل أن يبدأ الطفل في التحرك .
اندهشت يلينا من كايوين الذي أظهر اهتمامًا بمعدتها من وقت لآخر .
معدتي لم تكبر، ولم يتغير شيء من الخارج في الوقت الحالي .
كما لو أنه قرأ سؤال يلينا، تحدث كايوين دون أن يرفع وجهه عن بطنها .
" إن هذا جيد، عندما أفعل ذلك "
" …. همم "
بالرغم من أن الأمر لم يكن مألوفًا، إلا أن يلينا لم تكره موقف كايوين .
لا، لقد كان شعورًا جيدًا بالفعل .
عندما اكتشفت أنني سأرزق بطفل، كنت قلقة من أن كايوين قد لا يكون سعيدًا جدًا.
كنت قلقة بشأن ما سأفعله إذا تظاهر بالسعادة من أجلي .
عندما أفكر في الأمر الآن، أدرك كم كانت مخاوفي عديمة الفائدة .
خففت يلينا شفتيها عندما نظرت إلى كايوين، الذي بدا أنه لا ينوي إزالة خده من بطنها .
" كلما تفعل هذا، أتذكر بكاءك "
" …. هل هذا صحيح ؟ "
" هل بكيت بهذه الطريقة من قبل ؟ عندما كنت صغيرًا ؟ "
" كلا، لم أفعل "
في الواقع، لم يبكي كايوين كثيرًا حتى عندما كان صغيرًا .
في المرة الأولى التي أساءت فيها والدتي إليّ، شعرت بالصدمة و الخوف الشديد لدرجة أنني بكيت، لكن هذا كل ما حدث .
على وجه الخصوص، لم أبكي أبدًا لأي سبب سوى الألم ….
" هذه المرة الأولى بالنسبة لي، أبكي من السعادة "
لعبت يلينا بصمت بشعر كايوين .
ظلت كلمات زوجي الصادقة تمس قلبي، وكان قلبي ينبض بسرعة .
تنهدت يلينا، التي كانت تعبث بشعره الأسود الناعم دون سبب، في داخلها .
' أريد الانقضاض عليه '
بصراحة، أشعر وكأنني أريد أن ألقي بزوجي على السرير وأتسلق فوقه الآن، لكنني لم أستطع، وذلك لأن من الاحتياطات التي أخبرها بها دوكر في المراحل الأولى من الحمل هو الامتناع عن النوم معًا .
و أشياء مثل التخلي عن القهوة، و تجنب الوقوف لفترات طويلة، و الابتعاد عن شاي الزهورات لأنه مضر لصحتي .
أومأت يلينا برأسها بهدوء مشيرة إلى جميع الاحتياطات الأخرى، لكنها لم تستطع فعل ذلك عندما سمعت ذلك .
الامتناع عن الذهاب إلى السرير معًا !
' حسنًا، ليس باليد حيلة، كل هذا من أجل طفلنا …. '
لقد كانت تشعر بالتعذيب، خاصة عندما يتصرف زوجها بحب أمامها كما يفعل الآن .
اختارت يلينا المحادثة كوسيلة لنسيان رغباتها التي لم يتم حلها .
كان هناك أيضًا موضوع تبادر إلى ذهني للتو .
" كايوين، لدي سؤال "
" نعم "
" ألم تكن لديك أي فكرة حقًا عن حملي حتى أخبرتك بذلك ؟ "
أعتقد أنه لم يعرف ذلك، وهذا هو السبب وراء شعوره بالضياع الشديد وحتى البكاء .
ومع ذلك، الآن بعد أن فكرت في الأمر، كان هناك شيء محير .
' لابد أنني كنت مختلفة قليلاً عن المعتاد لبضعة أيام في ذلك الوقت، ولكن أعتقد أنه لم يشعر بأي شيء غريب …. '
أدركت يلينا ذلك بعد فوات الأوان، منذ أن اكتشفت أنها حامل من خلال دوكر حتى وصول الفرقة إلى قلعة الدوق، كانت تتصرف بشكل غير طبيعي تمامًا .
في ذلك الوقت، اعتقدت أنني تصرفت بشكل مثالي، لكن بالنظر إلى الوراء، لم أكن كذلك .
كان من المفاجئ أن كايوين لم يكتشف أنها تخفي شيئًا ما.
" كنت أشعر أنكِ مختلفة إلى حد ما عن المعتاد، لكن …. "
" لكن ؟ "
" خادمتك الخاصة غادرت القلعة منذ فترة قريبة، لذلك افترضت أن هذا هو السبب "
" آه "
أومأت يلينا برأسها قليلاً .
الآن بعد أن فكرت في الأمر، وصلت رسالة من ميري هذا الصباح، وكانت الرسالة الرئيسية هي أنهم وصلوا بسلام إلى مقر إقامة دينان في العاصمة .
رفضت ميري عرض سيدريون لاستخدام بوابة التنقل المثبتة و بدلاً من ذلك استقلت عربة دينان مباشرةً .
يبدو أن النية كانت تخصيص بعض الوقت للتعرف على شريكها و صاحب العمل الذي ستبقى معه لفترة طويلة قادمة .
يبدو أن النية قد نجحت، إذ بدت ميري وكأنها أصبحت صديقة مقربة لـدينان .
أستطيع أن أقول ذلك من خلال النظر إلى الرسالة، في الرسالة، أشارت ميري بسهولة إلى دينان باسمه .
من المفترض أن حقيقة أنه كان صديقًا لأنديدن قد لعبت دورًا في صداقة ميري تجاه دينان .
كانت ميري تثق بـأنديدن و تحبه كثيرًا، لأنها رأته منذ أن كان طفلاً أثناء رعايتها لـيلينا .
شعرت بالراحة عندما علمت بذلك .
' أتساءل عن مدى قربهم في غضون أيام قليلة '
بدت ميري في مزاج جيد، و تحدثت عن أشياء مختلفة عن دينان في رسالتها .
وبفضل هذا، تعلمت يلينا أشياء لم تكن مهتمة بها بشكل خاص .
على سبيل المثال، يحاول دينان توفير المال لشراء قصر و إقليم، و السبب هو أنه لا يريد أن يرث شيئًا من والده الذي يحتقره .
أيضًا ….
[ وهذا مجرد تخمين، ولكن أعتقد أن هذا الشخص عانى مؤخرًا من ألم في القلب، بينما كنت أنظر من النافذة من العربة، سمعته يتمتم بتعبير وحيد إلى حد ما .
" هل كان الأمر سيختلف لو التقيت بها أولاً ؟ "
لقد قال ذلك .
بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، يبدو أنه يتحدث عن فتاة يحبها .
حتى لو كان لدى الشخص مظهر جيد و ثروة، فإن الحب لا يزال صعبًا ]
****************************