إذا أشتقت لك، سأتحمل بهذا .
" سأخبرك لاحقاً "
قطبت آرني حاجبيها وهي تتذكر كاسيان الذي غادر دون أن يخبرها عن سبب قدومه .
' …. أعتقدت أن هناك خطب ما '
أدارت آرني رأسها عندما سمعت صوت بجانبها .
كان كريڤ يأخذ محاضرة لإيڤا تسمى ' كيف تكون خادمة حقيقية '
هزت آرني رأسها بينما كانت تنظر بشفقة إلى كريڤ الذي كان يدرس بجد و عيناه تلمعان .
عندما ألتقت أعينهم، أبتسم كريڤ و لوح بيديه .
رفعت آرني إصبعها و أشارت إلى كريڤ الذي كان كالجرو .
" هل دعوتني يا قائدة ؟! "
نظرت بجدية إلى كريڤ الذي يرتدي زي الخادمة .
لقد مر بالفعل يومين منذ أن كان كريڤ يتجول هنا و بشكل غريب لم يشك أحد به .
' هل هذا غريب في عيني أنا فقط ؟ '
إن العالم ينبذني …..
على أي حال، بالكاد عادت آرني إلى رشدها و قالت .
" كريڤ "
" نعم قائدة "
" إشرح لي ما حدث "
كان كلامها مختصر لكن كريڤ فهمها حتى لو لم تقل ما الذي يشرحه .
هز كريڤ كتفيه و قال " انقلبوا فرسان التنين الذهبي تمامًا رأساً على عقب بعد أن غادرت القائدة فجأة قائلة أنها ستتزوج "
" أعلم ذلك، لكن عندما كنت هناك كان كل شيء على ما يرام، أليس كذلك ؟ "
" كانوا جميعهم يشكون في ذلك حتى غادرتي يا قائدة "
هز كريڤ رأسه مسترجعًا ذكرياته في ذلك اليوم عندما كان كل شيء في حالة فوضى .
قطبت آرني حاجبيها .
هؤلاء الرفاق ….
" بصراحة، أعضاء التنين الذهبي لديهم شخصية واحدة، أليس كذلك ؟ "
" ألا يمكنكم تحمل ذلك فقط "
" لقد أنضممنا جميعًا بسبب القائدة لكنك غادرتي فجأة ! ذهب سبب إنضمامنا فكيف يمكننا أن نظل صامتين ؟ بالطبع عندما أستيقظت كتبت خطاب إستقالتي أولاً و غادرت على الفور "
" ……. "
أمسكت آرني بجبينها عندما قال كريڤ ذلك بفخر .
' و أنا التي ظننت أنه شخص طبيعي ….. '
تفاجأت آرني من الشخص الذي أعتقدت أنه العضو الطبيعي الوحيد من بين فرسان التنين الذهبي لكنه كان مجنونًا فقط .
خطرت في بالها فكرة واحدة فقط في هذه اللحظة .
' كان يجب أن أخبرك أنه زواج لمدة ثلاثة أشهر '
دائماً ما يأتي الندم متأخراً .
كان القطار قد غادر بالفعل .
" إذًا ماذا عن الإضراب ؟ سمعت أنهم فقدوا الإتصال ببعضهم بالفعل "
" لا أعلم "
" ……. "
" لا أعرف أي شيء حقًا لأنني كتبت إستقالتي أولاً و اشتريت تذكرة سفر إلى الإمبراطورية الشمالية و غادرت "
أبتسم كريڤ بإشراق .
أرادت آرني كالعادة توجيه قبضتها لوجهه المبتسم بسعادة لكنها قاومت ذلك .
قبل كل شيء، لا يمكنها ضرب الناس لمدة ثلاثة أشهر .
بعد سماع كلمات كريڤ و إصدار حكم شامل، أتخذت آرني قرارًا .
' لن أتصل بـسيكلون الرابع أبدًا '
في الوقت الحالي، أعتقدت أنها لا يجب أن تتصل به أبدًا مهما حدث .
" آه ! عندما عدت بعد تقديم إستقالتي صادفت إرجين، أعتقد أنه استقال أيضًا صحيح ؟ "
" لا تقل ذلك بشكل بريء …. "
أمسكت آرني برأسها المضطرب و تنهدت .
كريڤ الذي لم يرد كان يضحك فقط بسعادة لأنه ألتقى بآرني .
' بعد كل شيء، سأنهي الأمر بهدوء و أرسله بعيدًا عندما يعود عمي سارنو إلى المنزل '
و عندما أتخذت قرارها .
فجأة شعرت بنظرات ثاقبة تحدق بها، ثم استدارت إلى الجانب ….
" إنغ ! "
إيريكا التي استطاعت أن ترى من خلال الشق في الباب، عضت المنديل .
بغض النظر عن نظراتها الكئيبة، الطريقة التي نظرت بها إلى كريڤ الذي كان واقف بجانب آرني لم تكن مزحة .
تعرقت آرني لاشعوريًا بسبب نظراتها الثاقبة و قالت .
" منذ متى وهي تفعل هذا ؟ "
" أوه، لقد كانت هكذا منذ أن جاء السير كريڤ بالأمس، ألم تعلمي ذلك ؟ "
" لم أكن أعلم …. "
أبتسمت المربية إيڤا التي أحبت إيريكا .
كانت إيريكا لا تزال تطاردها قائلة أنها ستمنحها ولائها .
' عندما قال الرجل ذو العضلات الكبيرة أنه سيكون مخلصًا أعتقدت أنه سيفعل ذلك لكن الفتاة التي يبدو أنها ستنهار إذا لمستها تريد أن تقسم بالولاء …. '
نهض كريڤ الذي لاحظ عيون آرني المضطربة .
' ربما يجب علي التدخل '
ثم قال " يبدو أن الخادمة تزعجك "
" ماذا ستفعل …. ؟ "
عندما توجه كريڤ نحو الباب، راقبت آرني ما سيفعله بعيون قلقة .
كريڤ الذي فتح الباب و واجه إيريكا قال .
" سموها قد تلقت ولائي بالفعل "
" ……. ! "
" لسوء الحظ، إذا كنتِ تريدين أن تقسمي بولائك لسموها، فلا يمكنك ذلك في هذه الحياة اقسمي بولائك في حياتك القادمة "
" إهئ ! "
هربت إيريكا وهي تذرف الدموع مثل بطلة رواية مأساوية .
ألا بأس بهذا ؟
عندما كانت آرني تتساءل ما إذا كان يجب أن تقبل بقسم ولائها، عاد كريڤ بإبتسامة واسعة و عيون متلألئة .
" ما رأيك ؟ لقد قمت بعمل جيد، أليس كذلك ؟! "
فكرت آرني وهي تنظر إلى كريڤ المتحمس كما لو كان يطلب منها الثناء .
" أوه ~ سموك لنذهب معاً "
" اغرب عن وجهي "
" سموك ~! أنت تعلمين جيدًا أنك كل ما لدي "
لقد مر أسبوع منذ إنتهاء حفل الزفاف .
غادروا جميع الضيوف و توقعت آرني أنها ستعيش حياة طبيعية كدوقة كبرى لكنها كانت لا تزال تتجول بالأرجاء حتى اليوم .
' لماذا أشعر أنني مطاردة دائمًا و أنا لست مذنبة ؟ '
لكن كان هناك شيئًا غريبًا …. عندما ظهر كريڤ، أصبحت خادمات القلعة غريبات .
كما هو متوقع، أعتقد أنه تم الإمساك بكريڤ المتنكر لكن لا يمكنني التحقق من ذلك، لذلك أنا فقط أراقب .
على عكس الخادمات الأخريات اللاتي كان من الممكن تجنبهن، كان من المستحيل التخلص من كريڤ الذي كان يعرف آرني جيدًا منذ البداية .
" لا يجب لشخص بمكانة سموك أن يكون بمفرده ! "
" أريد أن أكون وحدي، لذا ابتعد "
" لا أريد ! "
ومع ذلك، لم يكن بقاء كريڤ بجانبها غير مريح .
كريڤ الذي تبع آرني لفترة طويلة أعتنى بها مثل خادمة محترفة .
" تفضلي هنا "
بمجرد أن فكرت بأنها تريد شرب الماء، أخذت الماء من كريڤ الذي قدم لها زجاجة ماء لم تكن تعرف من أين أحضرها و شربته .
" هيهي، تشعرين بحال أفضل لأنني هنا، أليس كذلك ؟ "
" ……. "
لا أعرف ما إذا كان ينبغي أن أقول أنني أفضل ….
أبتسم كريڤ بشكل واسع و قال بثقة .
" ستذهبين إلى العاصمة قريبًا، لذا ستحتاجين لخادمة مثلي "
تجولت نظرة آرني في الهواء للحظة .
الكلمات التي ابتلعها كاسيان قائلاً أنه سيخبرني بها لاحقًا .
كان يعني أنني يجب أن أذهب إلى العاصمة قريبًا .
' العاصمة …. '
كنت أعلم أنني لن أبقى محبوسة في قلعة تيرنوجين طوال الوقت لكن أن أذهب إلى العاصمة فجأة، كان هذا مربك بعض الشيء .
' سوف يتعين علي القيام ببعض الأنشطة التي يجب على الدوقة الكبرى القيام بها …. '
هل سأكون قادرة على فعلها بشكل جيد ؟
" فقط ثقي بي "
" ……. "
" لماذا ؟ ألا أقوم بعمل جيد كخادمة ؟ "
أمال كريڤ رأسه من رد فعل آرني البارد .
يبدو الفارس فخور جدًا بإستقالته و إيجاد كفاءته كخادمة .
لم تستطع آرني إخفاء شفقتها .
في ذلك الوقت، مرت خادمات القلعة .
أبتسم كريڤ و آرني بشكل تلقائي من النظرات المشبوهة لسبب وجودهما معًا في زاوية كهذه .
" لا يوجد شيء، اذهبوا "
و عندما كانت تبعد الخادمات بهذه الطريقة عدة مرات .
فجأة، أتت إليها الخادمة مارتي و في الوقت نفسه شعرت آرني بأنها في مأزق .
لماذا جاءت مارتي فجأة إلى هنا ؟
" سموك، هل لي أن أتحدث معك للحظة ؟ "
هل أتى هذا الوقت أخيراً ؟
كما هو متوقع، كان الأمر مريبًا بتنكره كخادمة .
كان من المستحيل ألا يلاحظوا ذلك .
قررت آرني أنها ستكون صادقة بما أنه تم الإمساك به بهذه الطريقة .
و قالت " في الواقع، ما حدث هو …. "
" أنتِ لئيمة سموك ! "
صرخت دوريس الخادمة التي أتت مع مارتي و بكت، كانت مارتي تحاول إيقافها لكن آرني لم تفهم الموقف .
لماذا أنا لئيمة فجأة ؟
ثم انتحبت إيريكا و صرخت .
" كنا مع الدوقة الكبرى أولاً ! "
" لقد كنت أقوم بعمل رائع حقًا ! "
" لكنك فجأة أصبحت أكثر ودية مع تلك الخادمة ! "
" نحن نشعر بالإستياء ! "
" ……. ؟ "
نقلت آرني نظراتها إلى كريڤ الذي هز رأسه بتعبير محتار أيضًا .
فجأة، أشارت دوريس إلى كريڤ و قالت .
" سموك، هل تفضلين هذه الخادمة لأنها من الإمبراطورية الغربية ؟! "
" سنذهب للدراسة في الإمبراطورية الغربية أيضًا ! "
" نحن نعرف أيضًا كيف يتم تفضيلنا من قِبل سموك ! "
" هذا صحيح ! اعطنا فرصة أيضًا ! "
وضعت مارتي حدًا لصراخ الخادمات و قالت .
" حسنًا سموك، سيكون من الأفضل عدم تفضيل خادمة واحدة فقط …. "
بدا تعبير مارتي يائسًا أكثر من أي شخص آخر .
إذًا، هذا كل شيء ….
' هل كان ذلك بسبب أننا بدونا مقربان جدًا لدرجة أنهم كانوا يشعرون بالغيرة …. '
سأصاب بالجنون .
آرني التي كانت متوترة لأنها أعتقدت أنهم أكتشفوا هوية كريڤ، تفاجأت من هذه الحقيقة .
قبل كل شيء، تخلت آرني عن التفكير في النقطة التي يرون فيها كريڤ خادمة حقيقية .
" كلا، أنـ … أنا أحبكم جميعًا "
جعلت إجابة آرني وجوه السيدات مشرقة .
" حقًا ؟ هل تعنين ذلك حقًا سموك ؟! "
" نحن أيضًا نحب سموك ! "
فجأة أنتشر الحب في قلعة تيرنوجين .
كانت هناك عملية واحدة يجب على الأرستقراطيين المتزوجين أن يمروا بها دون قيد أو شرط .
وهي الحصول على مباركة الإمبراطور .
كانت وسيلة لإشراف إتحاد عائلتين بشكل قانوني باسم الإمبراطور ومنع أي نزاعات محتملة و كانت وسيلة لترسيخ حق الميراث في ممتلكات الأرستقراطيين، لكنها لم تكن مهمة في هذه الأيام و هذا العصر .
" سنلقي التحية فقط "
أبتسم كاسيان بإشراق وهو يوضح سبب إضطرارهم للذهاب إلى العاصمة .
أومأت آرني برأسها راضية عن حقيقة أن زوجها كان وسيمًا بما يكفي لتعيش عليه .
مع تطور النقل، لم يعد الطريق طويلاً إلى العاصمة لكنه لم يخلو من عناء الذهاب إلى العاصمة على أي حال .
في الواقع، قامت جميع الخادمات بحزم أمتعة آرني قائلين أنها بمجرد ذهابها إلى العاصمة لن تتمكن من العودة إلى تيرنوجين لمدة نصف عام .
" يا إلهي، على سموها أن تسلك تلك الطريق الوعرة بجسدها الضعيف هذا …. "
" و جلالة الإمبراطور يريد منها الذهاب من هذا الطريق ! "
" هذا صحيح ! "
شعرت آرني بالإنزعاج عندما سمعت الخادمات اللاتي لا يمانعن سماع حكم الإعدام إذا سمع أي شخص آخر ذلك .
أيتها الخادمات المجانين، إهدئن .
أنا لا أعتقد ذلك !
" لن أستطيع رؤيتك لفترة من الوقت "
قال كاسيان وهو يقبل ظهر يدها .
لم يكن لديها أي فكرة ولكن عندما قال كاسيان ذلك شعرت آرني بالإحباط فجأة .
" ماذا لو أشتقت لزوجتي فجأة ؟ "
" ……. "
جاء رد الفعل من خلف آرني المتصلبة .
سعلت آرني بإحراج، تاركة وراءها صراخ الخادمات المزعجة .
لم أكن أعرف كيف أتصرف عندما يصبح كاسيان هكذا فجأة .
لسوء الحظ، كان لدى كاسيان بعض الأشياء التي لم يحلها بعد، لذا سيغادر في غضون أيام قليلة .
ستغادر آرني أولاً بسبب الدوق سارنو .
كان هناك شخص ما من العائلة الإمبراطورية للإمبراطورية الغربية غير صبور، أثار الدوق سارنو ضجة لأنه أراد لقاء إمبراطور الإمبراطورية الشمالية بسرعة و العودة إلى الإمبراطورية الغربية لذلك ستغادر آرني و الدوق سارنو إلى العاصمة أولاً .
" سأغادر أولاً "
همس كاسيان بلطف " سأتبعك على الفور "
أومأت آرني برأسها بهدوء و كان خديها متوردان قليلاً .
في لحظة أصبحت نظرات كاسيان خبيثة بعض الشيء .
حنى كاسيان رأسه ببطء .
لامست الشفاه الدافئة و الناعمة للغاية شفاه آرني ثم أبتعدت .
كانت قبلة سريعة .
تحول وجه آرني إلى اللون الأحمر في لحظة من القبلة التي لم تكن تعلم ما إذا كان بإمكانها تسميتها قبلة .
تعمقت إبتسامة كاسيان وهو ينظر إليها .
" إذا أشتقت لك، سأتحمل بهذا "
مرة أخرى، جاء رد الفعل من الخلف .
" كياا ! "
" سمو الدوق الأكبر، هذا رائع ! "
" أنتما تبدوان رائعان ! "
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
كان من الرائع النظر إلى الموكب المليء بالهدايا مع الدوق سارنو و آرني و خادماتها .
عندما فشل كريڤ ولم يتم إختياره كخادمة في رحلة عربة مع عدد قليل من الخادمات من قلعة تيرنوجين، أنضم إليهم هذه المرة متظاهرًا بأنه فارس حارس .
على أي حال، كان رجلاً لم يستسلم أبدًا .
" السير كريڤ مذهل حقًا، أليس كذلك ؟ "
" لقد أصبح نائبًا لفرسان التنين الذهبي بسبب هذا النوع من المثابرة "
" هوهو، لابد أن هذا أعجبك "
قالت المربية إيڤا هذا الهراء و أعدت الشاي .
تساءلت آرني عن الشاي الذي كانت تعده في رحلة العربة، لكنها تركتها و شأنها .
بالتفكير في الأمر، كانت هذه هي المرة الأولى التي أسافر فيها بعربة تجرها الخيول .
' أعتدت على ركوب حصاني '
كانت تركب الحصان ثم تخيم ثم تركب الحصان مرة أخرى ….
كان ركوب الخيل أسرع بكثير و لكن بالعربة كان بإمكاني رؤية المناظر الطبيعية المحيطة التي لم أرها من قبل .
هذا ليس سيئًا أيضًا .
بينما كانت تنظر إلى المناظر المحيطة بهدوء لمست شفاهها دون أن تدرك ذلك .
عندما لمست شفاهها تذكرت القبلة السريعة .
أشعر بالإحباط قليلاً ….
' لا، ماذا فكرت للتو ؟ '
لقد فكرت بالهراء للحظة .
هزت آرني رأسها بسرعة .
الهدوء الغير مألوف جعلني أفكر في أشياء غريبة .
بذلت آرني قصارى جهدها لإستعادة رباطة جأشها .
عادةً ما أتعرض للهجوم عندما أكون مهملة هكذا .
' لكن هذه ليست الإمبراطورية الغربية، لذا لن يحدث ذلك '
و عندما فكرت في ذلك .
— قعقعة .
فجأة توقفت العربة .
و …..
" إنه هجوم ! "
حتى التنانين ستأتي عندما أقول ذلك ….
****************************