الفصل ٦ : شفاه على حافة السكين

 

الليلة الأولى


' تم الإمساك بي '

آرني التي تقابلت نظراتها مع كاسيان، عضت شفتيها .

حاولت الهرب بهدوء، لكنها فشلت .

فكرت آرني للحظة ماذا يجب عليها أن تفعل .

' هل أُفقده وعيه ؟ '

قررت أن تجعل هذا كحل أخير .

" ما الذي تفعلينه ؟ "

" هذا ~ ….. "

مددت آرني كلماتها و تجنبت نظراته .

الآن بعد أن علقتُ في هذا الموقف، لا يبدو أنني أستطيع الخروج منه بغض النظر عما أقوله .

' هل أكون صادقة فقط ؟ '

لكن كيف يمكنني أن أقول للعريس مباشرة  ' حاولت الهرب لأنني لم أرغب في قضاء الليلة الأولى معك ؟ '

بالطبع، يمكنها فعل ذلك إذا أرادت لكن كان لدى آرني إحساس و ضمير لذا أبتلعت كلماتها .

سألها كاسيان بنظرة أكثر جدية .

" سألتكِ ماذا تفعلين ؟ "

لمست النبرة المنخفضة طبلة أذن آرني .

" آه، لذا هذا .… "

' ما الذي علي قوله ؟ '

لم يكن لدي شيء أقوله .

حاولتُ أن أقدم عذرًا سخيفًا لكن لدهشتي، لم يخطر بذهني أي شيء .

" كنت أنظر للخارج ؟ "

" ……. "

" كنت أرغب بالحصول على بعض الهواء النقي لبعض الوقت ... "

" في هذه الساعة ؟ و على حافة النافذة ؟ "

" ……. "

تخلت آرني عن عذرها لأن هذا كان مريبًا لأي شخص .

تعمقت شكوك كاسيان و سوء فهمه، بينما كانت آرني مرتبكة .

حدقت عيون كاسيان الحادة في آرني كما لو كان يحاول النظر من خلالها .

تجنبت آرني التي كانت قدميها مخدرة بسبب وضعيتها، نظراته .

لم يعجب هذا كاسيان أبدًا .

حاولت آرني القفز من النافذة، لم يكن يحتاج إلى تخمين ذلك كان الموقف يشرح كل شيء .

كانت غرفة الدوقة الكبرى تقع في مكان مرتفع للغاية .

لن ينجو أي شخص يسقط من هنا .

تشدد تعبير كاسيان .

" مستحيل، هل كنت تحاولين الموت ؟ "

" ..... ماذا ؟ "

أتسعت عيون آرني من سؤال كاسيان المفاجئ .

لم يكن تمثيلاً، لقد تفاجئت حقًا .

لأنه لم يكن لديها أي نية للقيام بذلك .

' هل يموت الناس إذا سقطوا من هنا ؟ '

لكن لا أعتقد أنني سأموت .....

كانت آرني تنسى دائمًا أن معاييرها مختلفة جدًا عن الأشخاص العاديين .

" ليس لدي نية للموت، أنا جادة "

" حسنًا "

حاولت آرني إقناعه بأنها لم تكن تحاول الإنتحار، لكن نظر إليها كاسيان بنظرات مبهمة .

شعرت آرني بالحيرة عندما أختفت إبتسامة كاسيان، لأنها لم تكن تعرف ماذا تفعل .

لم يكن عادةً شخصًا لطيفًا للغاية، لكنه لم يكن ذلك النوع من الأشخاص الذين يجعلون الجو المحيط بهم خانق .

' أعتقد أنه غاضب قليلاً ... ؟ '

عندما نظر إليها أصبح كاسيان أكثر جدية .

لقد حصل على عروس ثمينة لكنه كاد يفقدها في أول يوم لزواجهما ….

و الأهم من ذلك، حقيقة أن آرني كانت على وشك الموت دفعت مزاج كاسيان إلى الحضيض .

ولم يكن يعرف لماذا .

" أنا جادة، إن الطقس بالخارج لطيفًا لذلك قررت أن أحصل على بعض الهواء "

" في هذا الوقت من الليل ؟ "

" يكون الطقس لطيفًا في الليل ! "

آه، هذا الرجل لا يهتم بالطقس الليلي .

عندما احتجت آرني بجدية، خف تعبير كاسيان قليلاً .

' لماذا بحق الجحيم يعتقد أنني سأنتحر فجأة ؟ '

بالرغم من أن آرني لم تهتم بحياتها كثيرًا، إلا أنها لم تكن تنوي الإنتحار .

أرادت فقط الهرب بسبب الليلة الأولى .

فكرت في قول هذه الحقيقة بصدق لمدة ثانية تقريبًا، لكن قررت آرني دفنها على الفور .

أعتقدت أنه سيكون من الأفضل تركه يسيء فهمها بأنها حاولت الإنتحار بدلاً من قول الحقيقة .

أقترب كاسيان من آرني التي كانت تقف على عتبة النافذة، غير قادرة على القفز و غير قادرة على النزول، ومد يده إليها .

ترددت قليلاً لكنها بعد ذلك أمسكت بيده .

طلب منها كاسيان لا إراديًا، بعد أن وضع القليل من القوة على اليد التي تمسكها و سحبها من حافة النافذة .

" إعتني بجسدك "

أومأت آرني برأسها .

كانت كلمات لم يستطع كاسيان تحديدها، إذا كان قلق عليها حقًا أو إذا كان هناك شيء آخر يدور في ذهنه .

لم أقصد قول ذلك، لكن عندما أكون مع آرني أفقد وتيرتي شيئًا فشيئًا بشكل غريب .

هل من المقبول تجاهل هذا الصدع الخفي ؟

من جهة أخرى، كانت آرني منغمسة بالفعل في أفكار أخرى، لذلك لم تهتم حتى بنظرات كاسيان .

كان لدى آرني مصدر قلق واحد فقط .

' أوه، ماذا عن الليلة الأولى ؟ '

بهذا المعدل، سيذهب كاسيان إلى العالم الآخر .

لم تكن آرني واثقة من أنها لن تقتل أي شخص إذا لمسها .

' هل سأصبح الزوجة التي قتلت زوجها في الليلة الأولى ؟! '

عندما كانت آرني متوترة جدًا .

فجأة، تنهد كاسيان بعمق .

' لقد كانت تبدو على مايرام، لكنني لم أكن أعلم أنها شعرت بالضغط الشديد لدرجة أنها حاولت الإنتحار ..... '

قالت إيڤا مربية آرني، أن جسد آرني ضعيفًا لكن روحها لم تكن أفضل حالاً .

حمل كاسيان آرني و وضعها برفق على السرير ثم غطاها بالبطانية حتى رقبتها .

" ……. ؟! "

ماهو هذا الوضع ؟

في اللحظة التي رمشت فيها آرني لأنها لم تستطع فهم الموقف .

ربت كاسيان على كتف آرني و قال .

" لابد أنك مررت بوقت عصيب، نامي الآن و ارتاحي جيدًا "

" ……. ؟ "

ماذا ؟ كانت هذه هي الليلة الأولى بالإسم و الواقع، هل لا بأس بذلك حقًا ؟

الأمر سار بشكل جيد، لكن هذا يبدو نوعًا ما ….

أبتسم كاسيان، الذي قرأ نظرات آرني ثم أحنى رأسه .

في اللحظة التي أختلطت فيها الأنفاس، أغلقت آرني عينيها بإحكام دون أن تدرك ذلك .

ومع ذلك، لم يحدث ما كانت تتوقعه و بدلاً من ذلك سمعت صوت ضحكة كاسيان عن قرب .

" لا تفكري في أي شيء، و نامي جيدًا "

الدفء الذي كان من المفترض أن يلمس شفتيها لامس جبينها قليلاً ثم أختفى .

أبتسم كاسيان بسعادة وهو يشاهد تعابير آرني المتجهمة لأنها شعرت بأنه يعبث معها .

و كأنه كان ينوي فعل ذلك منذ البداية، قام و أطفأ الأنوار ثم غادر الغرفة .

" هل خرج حقًا ؟ "

حدقت آرني في الباب المغلق ثم فركت جبهتها بتجهم .

" لقد عاملني كطفلة، هذا جعلني أشعر بالإهانة "

في الحقيقة، تمت معاملتها على أنها قطة لكن آرني لم تكن تعلم بذلك .

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بالنسبة للأرستقراطيين، كان الزواج نوعًا من الوسائل .

فهم يتاجرون بأنفسهم من أجل هدف واحد فقط وهو إزدهار الأسرة .

لهذا السبب أعتقد الكثير من الناس أن زواج الدوق الأكبر تيرنوجين كان مجرد زواج للعائلة و الغرض .

حتى شاهدهم الجميع في حفل الزفاف .

" هل رأيت الطريقة التي نظر بها الدوق الأكبر إلى الدوقة الكبرى ... ؟ "

" و كأن العسل يقطر من عينيه ! "

" تقول الشائعات أنه وقع في الحب من النظرة الأولى، حسنًا إنه أمر مفهوم "

" إنه رجل وسيم و امرأة جميلة يتعايشان بشكل جيد للغاية، ليس من السهل رؤية زوجين مثلهما ! "

بالإضافة إلى ذلك، عندما لم تحضر الدوقة الكبرى المأدبة التي أقيمت في اليوم الأول من حفل الزفاف و قام كاسيان و الخادمات بالإهتمام بآرني بشكل أكبر، تضخمت الشائعات أكثر بسبب أوهام الآخرين .

" هل صحيح أن الدوق الأكبر تيرنوجين قد وقع في الحب من النظرة الأولى ثم تزوجها ؟ "

" هل صحيح أن الدوق الأكبر قد طرد جميع الرجال الذين نظروا إلى الدوقة الكبرى بخبث ؟ "

" ما مقدار الحب الذي لديه، ليحاول إخفاءها و عدم إظهارها للناس ! "

تعمق سوء فهم الناس .

" يا إلهي، لابد أنهما سعيدان للغاية "

كانوا الجميع يحلمون بأشياء وردية، لكن الأطراف المعنية لم يكونوا كذلك .

لحسن الحظ، عادت آرني القطة إلى تسلق الشجرة الكبيرة في اليوم التالي .

حدق كاسيان بإهتمام في أكبر شجرة في قلعة تيرنوجين .

لم يلاحظ أحد ذلك، ولكن كان هناك جو غريب بينهما .

و كلاهما فقط من يعرف ذلك .

' ماذا يفعلان بحق الجحيم ؟ '

شعر مساعد كاسيان آلان، بالإرتباك عندما رأى كاسيان مشتتًا بشيء آخر لفترة طويلة .

أقسم آلان أنها المرة الأولى التي يرى فيها كاسيان مهووسًا بشيء ما .

' مستحيل، هل حقًا يحـ …… ـبها ؟ '

أرتجف آلان من الفكرة السخيفة .

كاسيان واقع في الحب ؟ حتى الكلب المار إذا سمع ذلك سيضحك .

' اليوم الذي سيحب فيه صاحب السمو شخصًا ما، ستشرق الشمس من الجهة الأخرى '

" آلان "

" نعم ؟ آه نعم، صاحب السمو "

رد آلان الذي كان مرتبكًا للغاية بسرعة .

بمجرد أن بدا يتعرق عرقًا باردًا خوفًا من أن كاسيان قد أكتشف ما يفكر فيه، فتح كاسيان فمه .

" لدي سؤال لك "

" إسأل من فضلك "

" ماذا يعني أن تحاول العروس الإنتحار في ليلة زفافها ؟ "

" ……. ؟ "

لقد تفاجأ .

أن يطرح هذا السؤال فجأة، وفي مثل هذا الوقت …

عندما أبتسم كاسيان بهدوء، رد آلان بسرعة .

" لا أعلم، لكن ألا يعني هذا أنها تكره الزواج حتى الموت ؟ "

" ……. "

كان كاسيان صامتاً .

شعر آلان أن الهالة المحيطة بكاسيان أصبحت أكثر حدة .

" ألا يوجد سبب غير ذلك "

أمال آلان رأسه عند تمتمة كاسيان المنخفضة .

" من الذي حاول الإنتحار بحق الجحيم ؟ "

" من يعلم "

قطب آلان حاجبيه من الإجابة المبهمة .

' هذا غريب، هو ليس من النوع الذي يهتم بهذا النوع من القيل و القال .... '

من الواضح أن كاسيان قد تغير .

و عرف آلان من أين بدأ هذا التغيير .

فجأة، عاد إلى رشده و قام بواجبه .

" أوه، بالمناسبة يا صاحب السمو، طلب مني الأمير الثاني أن أوصل لك هذا "

" هل غادر ماكينزي مباشرة بعد حضوره حفل الزفاف بالأمس ؟ "

" أجل، هذا صحيح "

كان الأمير الثاني ماكينزي هو الممثل الإمبراطوري الوحيد الذي حضر حفل الزفاف .

ضاع كاسيان في التفكير بعد أن رأى الرسالة التي تركها الأمير الثاني ثم فتح آلان فمه بحذر و قال لكاسيان الذي لمس الرسالة بأطراف أصابعه .

" صاحب السمو، متى تخطط لزيارة جلالة الإمبراطور ؟ "

قال كاسيان وهو يلقي الدعوة التي تركها الأمير ماكينزي .

" قريبًا "

تم ختم الدعوة بختم إمبراطور الإمبراطورية الشمالية .

.

.

.

.

في الحديقة الجميلة لقلعة تيرنوجين، شربت آرني الشاي الذي أعدته المربية إيڤا بنفسها و نظرت إلى الكرة السحرية .

أبتسمت الدوقة بريلهيت التي كانت تعابير وجهها سعيدة في الكرة السحرية و قالت .

-[ هل أعجبك ذلك ؟ ]

لقد كان سؤالًا بلا سياق، لكن آرني كادت أن تبصق الشاي الذي كانت تشربه .

في الحقيقة، لم يكن هناك شيء أعجبني أو لا لأنه لم يحدث شيء .

عندما كانت آرني صامتة لأنها لم تعرف ماذا تقول، أبتهجت الدوقة التي أعتقدت أنها كانت محرجة من صمتها .

- [هوهو، لقد حظيت بوقت جيد ]

.… آرني فقط تركت والدتها تسيء فهمها .

- [ لقد عشت حياة طويلة حقًا، ابنتي تزوجت و قضت ليلتها الأولى هكذا ! ]

" كح كح ! كح ! "

" آنسة آرني، هل أنت بخير ؟! "

" بخيـ ... كح كح "

- [يا إلهي، ابنتي هل انت بخير ؟ ]

أتخذت آرني قرارًا بعد التفكير بعمق .

' أعتقد أنني سأضطر إلى تحطيم تلك الكرة السحرية عندما لا ينظر إلي أحد '

أعتقدت أنني سأحصل على تدخل أقل إذا ابتعد جسدي، لكن هذا لم يحدث .

كان من الجيد أن أكون على إتصال مع والدتي بإستخدام الكرة السحرية، لكنني بدأت أشعر أنني مراقبة .

قالت الدوقة بريلهيت بمرح غير مدركة لنوايا آرني المظلمة بتحطيم الكرة السحرية بقبضتها و التظاهر بأنه كان حادثًا .

- [ أوه صحيح، آرني، يقولون أن أتباعك يحدثون الفوضى هنا، جميع فرسان التنين الذهبي قاموا بإضراب مطالبين بعودتك، طلب مني جلالة الإمبراطور إخبارك بهذا حتى تتحدثي معهم فأنت الوحيدة التي تستطيع إيقافهم ]

" إضراب ؟ "

- [ أجل، لقد فقدنا الإتصال ببعضهم بالفعل، حاول جلالته الإتصال بك عدة مرات لطلب المساعدة في هذا الموقف، لكنك لم تردي على أي إتصال ؟ ]

" ……. "

- [ أمسك بي جلالته و اشتكى كثيرًا بأنك قد تخليت عنه لدرجة أنني شعرت بالحزن الشديد عليه ]

" كان عليه أن يطلب من عمي إخباري "

هزت الدوقة رأسها عندما قالت آرني أن يتصل بالدوق سارنو الذي جاء معها إلى الإمبراطورية الشمالية لحضور حفل الزفاف .

- [ لقد قلت أنك لم تقابلي الدوق ]

" لأنني مشغولة "

' هل كان هناك إضراب حقًا ؟ '

تذكرت آرني أتباعها الذين كانوا ضد زواجها .

عندما تم الإعلان عن خبر الزواج، كان ردود أفعال أتباعها على النحو التالي .

" ماذا ؟ آرني ستتزوج ؟ "

" بففت "

" ألا تحلمين ؟ "

" هاها، من الذي سيأخذ الآنسة آرني ! "

" كي كي، ما رأيك بي كزوج ؟ "

كان الجميع مشغولين بالضحك و السخرية من خبر زواج آرني و كأنه أمر مستحيل .

عند النظر إليهم، أبتلعت آرني بهدوء كلماتها عن الطلاق بعد ثلاثة أشهر .

شدت آرني قبضتيها عندما تذكرت هذا .

" لن أسامحهم أبدًا "


— رابط الصورة : هنا

بينما كانت تطحن أسنانها بغضب، ركضت خادمة نحوها .

كانت خادمة تدعى إيريكا .

" سمو الدوقة الكبرى، صاحب السمو أحضر لك هدية ! "

" …… هدية ؟ "

ما نوع الهدية التي أحضرها لي فجأة ؟

أعتقدت آرني أنه سيرسل القليل من الصناديق بشكل متواضع، ولكن بشكل غير متوقع تراكمت عدة صناديق معبأة أمام آرني .

أصبحت الأم في الكرة السحرية متحمسة .

- [ يا إلهي، ما الذي يحدث ! ما كل هذه الرومانسية ! كياا، أين يمكنني أن أجد صهرًا مثله ؟ لابد أنه يحبك حقًا ! ]

لم أستطع فهم ما كانت تتحدث عنه والدتي بعد أن أجبرتني على الزواج، لكن آرني تجاهلتها تمامًا .

إنها مهارة مفيدة تعلمتها أثناء عيشي كإبنة لأمي .

سئمت آرني عندما شكلت صناديق الهدايا جبلًا .

' هل يفعل هذا لأنه أساء فهمي حقًا و ظن أنني كنت أحاول الإنتحار ؟ '

عندما بدأت تشعر بالذنب قليلاً …. فجأة شعرت بحضور مختلف .

' هذا …. ؟ '

بثانية واحدة، أصبحت عيون آرني حادة .

عندما أدارت آرني رأسها، ألتقت عينيها تمامًا بعيون رجل يختبئ بين شجيرات الحديقة المشذبة .

****************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان