' ماذا … ؟ '
جاء الصوت من النافذة .
استيقظت من نومها العميق و مشت بنعاس نحو نافذة غرفة نومها .
فتحت عينيها و فركتها بخفة .
" كوو ! "
' هاه ؟ '
فتحت آريا النافذة .
كانت الحمامة البيضاء من قبل .
دارت الحمامة حولها قبل أن تهبط ببطء على كتفها .
" مرحبًا، ها نحن نلتقي مرة أخرى "
رفعت آريا سبابتها لتربت على رأس الحمامة، أغمضت الحمامة عينيها و أمالت رأسها لتتناسب مع لمستها .
" سواء كان إنسانًا أو كلبًا أو طيرًا، يستجيب الجميع بنفس الطريقة عندما يتم التربيت على رؤوسهم "
ابتسمت آريا بخفة .
" لابد أنني أبدو كالحمقاء و أنا أتحدث إلى حمامة "
نقرت الحمامة على إصابعها بخفة و كأنها تقول ' هل تتجاهلينني الآن؟ '
" كوو ! "
" هـ هاه ؟ "
رفرفت الحمامة بجناحيها و أشارت إلى ساقها .
كانت هناك رسالة مربوطة حول ساقها .
قامت آريا بفتح الرسالة و قراءة محتوياتها .
[ كان من المؤسف أنني كنت على وشك الموت،
لأن الربيع الذي جلبتيه لي كان رائعًا جدًا لدرجة أنني بدأت أتساءل عن مدى دفء الصيف .
و كيف يمكن أن يكون الخريف مزدهرًا .
و كيف يجب أن تكون جنة الشتاء بيضاء .
لقد فكرت في هذا لفترة من الوقت .
لذا بطريقة ما، سأتمسك بحياتي طالما أنه مسموح لي بهذا .
- إلى جنية الربيع - ]
و المثير للدهشة أنها كانت رسالة من الدوقة الكبرى .
قرأت آريا الرسالة مرارًا و تكرارًا .
' الحمامة طارت بالضبط إلى نافذة غرفة نومي '
في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أغلقت النافذة فورًا وجلست القرفصاء، كان قلبها ينبض بقوة .
هل كُشفت ؟
' لا، ربما عادت الحمامة إلي لأنني كنت من أرسلها إلى هناك في المقام الأول '
فتحت آريا الرسالة مرة أخرى و قرأتها .
أطلقت عليها الدوقة الكبرى لقب ' جنية الربيع ' هل يمكن أن يعني هذا أنها لن تطلب من آريا الكشف عن هويتها الحقيقية ؟
' هذا شعور غريب '
لقد أرادت فقط أن تفعل شيئًا لمنع مذبحة ڤالنتين .
' لم أقابل الدوقة الكبرى شخصياً '
ومع ذلك، لم تتوقع أبدًا أن تتلقى رسالة منها .
' قالت أنها ستتمسك بحياتها '
لم يكن طلبًا لإنقاذ حياتها، بل رسالة شكر لآريا .
بسبب الأمل الذي أظهرته لها آريا، أصبحت ترغب في التمسك بحياتها بطموح جريء و تتغلب على ذلك بطريقة ما .
على الرغم من أن آريا تعلم بأنها ستموت قريبًا لكنها أرادت إنقاذها مهما حدث .
ركضت مباشرةً إلى الحديقة و ألتقطت زهرة فريزيا .
توضيح : معاني الفريزيا كثيرة ومنها، زهرة الفريزيا في لغة الزهور تعني بداية جديدة .
ربطت آريا الرسالة في ساق الحمامة و وضعت الزهرة في منقارها و أرسلتها إلى السماء .
[ سأريكِ عجائب كل الفصول،
سواء كان الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء،
سأريك جميع المواسم حتى يحل الربيع مرة أخرى ]
* * * * * * * * * * * * * * * * * * *
أحتاجت آريا إلى العثور على مكان يمكنها التدرب فيه على الغناء سراً .
لقد فكرت في الأمر بمجرد أن انخفضت الحمى لديها .
بعد أن أزهرت عشرات من أزهار الكرز بأغنية ' أغنية الحياة ' شعرت أن جسدها البالغ من العمر 10 سنوات وصل إلى نهايته .
بقيت قواها كما هي لكن جسدها الحالي لا يستطيع التحمل لأنها لم تتدرب على الإطلاق .
' يمكن أن أموت إذا حاولت أن أغني أغنية الشفاء أو الهلاك ... '
و لكن لكي تشفي زوجة الدوق الأكبر، كان عليها أن تفعل ذلك .
أخرجت بطاقة .
[ لم أعد مريضة ]
قالت دانا وهي تلمس جبين آريا و عنقها " لا أعتقد ذلك، مازلتي تعانين من حمى خفيفة "
نهضت آريا من مقعدها متظاهرة أنها لا تسمعها .
" عليك أن ترتاحي لليلة واحدة أخرى ... حسنًا ؟ آنستي الصغيرة، هل تستمعين لي ؟ "
حاولت الهرب، لكن تم القبض عليها على الفور، هزت آريا ذراعها عدة مرات قبل أن تستسلم و تنظر إلى دانا بعيون جرو كبيرة .
" كلا، عليك أن ترتاحي "
" ……. "
" توقفي، لا تنظري لي بعيون الجرو هذه، إنها غير مجدية "
" ……. "
" قلت لا ! "
" ……. "
" هااه …. "
تنهدت دانا و رفعت يديها أخيرًا كعلامة على الإستسلام .
" إلى أين تريدين الذهاب ؟ "
[ الحديقة ]
آريا ممنوعة حاليًا من مشاهدة الزهور .
" حسنًا، سأسمح لك هذه المرة فقط ... "
وافقت دانا على مضض بعد أن أصرت آريا بإستمرار أنها لا تعاني من حساسية من حبوب اللقاح .
" ومع ذلك، يجب أن تعودي قبل غروب الشمس "
[ حسنًا ]
" إذا ضعتِ، إطلبي المساعدة من أي شخص حولك "
[ حسنًا ]
" لا تترددي لأن الجميع على إستعداد لمساعدتك "
[ حسنًا ]
استغرقت المحادثة وقتًا أطول مما كانت تعتقد .
كان عليها أن ترفع بطاقة [ حسنًا ] عدة مرات قبل أن تسمح لها دانا بالرحيل .
بعد فترة، ذهبت آريا أخيرًا إلى الحديقة .
نظرت حولها وهي تتظاهر بالنظر إلى الأزهار في الحديقة .
' المكان المثالي حيث يمكنني الغناء بحرية '
خطوات خطوات !
فجأة سمعت صوت خطوات تتجه نحوها بسرعة كبيرة .
عادت آريا بسرعة إلى الخلف لتركض لكن كان الأوان قد فات .
مثل الوحش البري الذي يفترس على فريسته، أقترب منها المخلوق مباشرةً .
" نباح ! "
" آآآه ! " صرخت آريا و ترنحت إلى الخلف و سقطت .
كاد قلبها يخرج من صدرها .
" ……. "
حدقت في الجاكوار الذي يلهث و يهز ذيله بحماس .
كان من حسن الحظ أنها كانت وحيدة، ماذا لو كان هناك شخص آخر ؟
" أنت شقي للغاية " لقد وبخته بضرب أنفه برفق .
لم يكن هذا مؤلمًا أبدًا، لكن الجاكوار تظاهر بأنه تألم ثم أنزل ذيله و أذنيه .
' من المؤكد أنه يعلم كيف يجعلني أشعر بالسوء '
كانت تفكر في توبيخه أكثر قليلاً، لكنه كان لطيفًا للغاية، لذلك لم تستطع إلا الإبتسام بخفة .
بعد أن نهضت آريا و نفضت الأوساخ عنها و تأكدت من عدم وجود أحد في الجوار، همست للجاكوار .
" كيف وصلت إلى هنا ؟ "
" ووف "
" هل ركضت لأنك اشتقت لي ؟ "
" ووف ووف "
يبدو أنها كانت على حق .
درست آريا ردة فعل الذئب، يبدو أنه كان قادرًا على فهم ما تقوله .
' هل نحن حقًا نتحدث الآن ؟ '
" يدك "
عندما مدت راحة يدها، رفع الذئب يده و وضعه فوق يدها بلطف .
" إنبطح "
ثم أنزل الذئب نفسه على الأرض .
أُعجبت آريا بحقيقة أنه يمكنها حقًا التواصل مع الحيوانات .
هذا فاق توقعاتها .
' لهذا السبب كان والدي خائفًا جدًا من إقتراب الحيوانات مني '
ضحكت بمرارة وهي تتذكر الكونت كورتيز الذي كان يأمرهم بقتل أي حيوان يقترب منها .
" هل تعرف مكانًا لا يزوره الناس عادةً ؟ ربما مكان سري "
" ووف "
" هل هو مكان قائدك ؟ "
" ووف ووف ! "
' المكان الذي يقيم فيه قائد القطيع ... '
تخيلت آريا القائد الذي كان مسؤولاً عن قيادة قطيع الذئاب، لا يبدوا أن الغناء في ذلك المكان سيئًا للغاية .
صعدت آريا على ظهر الذئب ولفت ذراعيها بإحكام حول رقبته .
" من فضلك خذني الى هناك "
ثم ركض الذئب على الفور نحو وجهته .
بعد لحظات ….
وجدت آريا نفسها تقف أمام دوق ڤالنتين الأكبر .
زعيم الذئاب .
" ……. "
" ……. "
كانت آريا و الدوق الأكبر يحدقان في بعضهما البعض دون أن ينبس ببنت شفة .
من ناحية أخرى، كان الذئب الذي نفذ أمرها بإخلاص يلهث و يلوح بذيله بحماس كما لو كان يطلب الثناء .
" مـ ماذا ... " حتى أن دوين المساعد الشخصي للدوق الأكبر، قام بسحب سيفه معتقدًا أنه هجوم من العدو ثم أعاده إلى غمده .
نظرت آريا حولها بتعابير محتارة بينما كانت تعانق عنق الذئب بإحكام .
' هل هذا مكتب الدوق الأكبر ؟ '
كانت بالفعل متشككة طوال الطريق، أستمر المكان في التغير بسرعة مع ركض الذئب، ولاحظت إقترابهم من القصر الرئيسي .
لم يكن من المفترض أن يحدث هذا …
" هاه ؟ "
وضع تريستان السيجارة بين أصابعه و نظر إليها بإهتمام وهي تركب الذئب ثم قال و هو يرفع آريا " لم أكن أتوقع أنك ستركبين ذئبي مثل الحصان "
تمسكت آريا بحقيبتها القديمة و كأنها حبل نجاتها .
تعمقت إبتسامة الدوق الأكبر عندما رأى تعابير القلق على وجهها .
" من فضلك، هل يمكنك أن تعاملي ذئبي المخلص بلطف ؟ "
فكرت آريا ' ماذا عن معاملتي بلطف أولاً ... ' كان جسدها يتأرجح في الهواء مثل الدمية .
يبدو أن دوق ڤالنتين الأكبر لا يعرف معنى كلمة ' لطف '
" إذًا، ماذا تفعلين هنا ؟ " سأل وهو يزفر ببطء نفخة من الدخان .
كانت طريقته في الكلام صارمة للغاية و رسمية .
' لا أستطيع القول أنني جئت إلى هنا للتدرب على الغناء .... '
فتشت آريا في الحقيبة القديمة و أخرجت بطاقتها، كافحت وهي تفكر في شيء لتكتبه لكن الدوق الأكبر حدق بها بصبر .
' جلالتك ؟ '
يبدو مبالغًا بعض الشيء .
' سيدي الدوق الأكبر ؟ '
لكن لم تكن آريا خادمة له، وهي جزء من ڤالنتين إذا أهانت نفسها كثيرًا لن يجعلها هذا تبدو جيدة .
بعد الكثير من التفكير، توصلت إلى اللقب المثالي لمخاطبة الدوق الأكبر .
[ والدي ]
أمسكت آريا بالبطاقة بالقرب من أنفها .
حاولت أن تبدو غاضبة بسبب تصرفاته الغير مبالية .
[ جئت لأنني أردت رؤيتك ]
**************************