الفصل 13 : Becoming the Villain’s Family


قبل الفجر مباشرةً، استيقظت آريا فجأة على صوت ضجيج غريب .

' ماذا … ؟ '

جاء الصوت من النافذة .

استيقظت من نومها العميق و مشت بنعاس نحو نافذة غرفة نومها .

فتحت عينيها و فركتها بخفة .

" كوو ! "

' هاه ؟ '

فتحت آريا النافذة .

كانت الحمامة البيضاء من قبل .

دارت الحمامة حولها قبل أن تهبط ببطء على كتفها .

" مرحبًا، ها نحن نلتقي مرة أخرى "

رفعت آريا سبابتها لتربت على رأس الحمامة، أغمضت الحمامة عينيها و أمالت رأسها لتتناسب مع لمستها .

" سواء كان إنسانًا أو كلبًا أو طيرًا، يستجيب الجميع بنفس الطريقة عندما يتم التربيت على رؤوسهم "

ابتسمت آريا بخفة .

" لابد أنني أبدو كالحمقاء و أنا أتحدث إلى حمامة "

نقرت الحمامة على إصابعها بخفة و كأنها تقول ' هل تتجاهلينني الآن؟ '

" كوو ! "

" هـ هاه ؟ "

رفرفت الحمامة بجناحيها و أشارت إلى ساقها .

كانت هناك رسالة مربوطة حول ساقها .

قامت آريا بفتح الرسالة و قراءة محتوياتها .

[ كان من المؤسف أنني كنت على وشك الموت،

لأن الربيع الذي جلبتيه لي كان رائعًا جدًا لدرجة أنني بدأت أتساءل عن مدى دفء الصيف .

و كيف يمكن أن يكون الخريف مزدهرًا .

و كيف يجب أن تكون جنة الشتاء بيضاء .

لقد فكرت في هذا لفترة من الوقت .

لذا بطريقة ما، سأتمسك بحياتي طالما أنه مسموح لي بهذا .

- إلى جنية الربيع - ]

و المثير للدهشة أنها كانت رسالة من الدوقة الكبرى .

قرأت آريا الرسالة مرارًا و تكرارًا .

' الحمامة طارت بالضبط إلى نافذة غرفة نومي '

في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أغلقت النافذة فورًا وجلست القرفصاء، كان قلبها ينبض بقوة .

هل كُشفت ؟

' لا، ربما عادت الحمامة إلي لأنني كنت من أرسلها إلى هناك في المقام الأول '

فتحت آريا الرسالة مرة أخرى و قرأتها .

أطلقت عليها الدوقة الكبرى لقب  ' جنية الربيع '  هل يمكن أن يعني هذا أنها لن تطلب من آريا الكشف عن هويتها الحقيقية ؟

' هذا شعور غريب '

لقد أرادت فقط أن تفعل شيئًا لمنع مذبحة ڤالنتين .

' لم أقابل الدوقة الكبرى شخصياً '

ومع ذلك، لم تتوقع أبدًا أن تتلقى رسالة منها .

' قالت أنها ستتمسك بحياتها '

لم يكن طلبًا لإنقاذ حياتها، بل رسالة شكر لآريا .

بسبب الأمل الذي أظهرته لها آريا، أصبحت ترغب في التمسك بحياتها بطموح جريء و تتغلب على ذلك بطريقة ما .

على الرغم من أن آريا تعلم بأنها ستموت قريبًا لكنها أرادت إنقاذها مهما حدث .

ركضت مباشرةً إلى الحديقة و ألتقطت زهرة فريزيا .


توضيح : معاني الفريزيا كثيرة ومنها، زهرة الفريزيا في لغة الزهور تعني بداية جديدة .


ربطت آريا الرسالة في ساق الحمامة و وضعت الزهرة في منقارها و أرسلتها إلى السماء .

[ سأريكِ عجائب كل الفصول،

سواء كان الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء،

سأريك جميع المواسم حتى يحل الربيع مرة أخرى ]

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

أحتاجت آريا إلى العثور على مكان يمكنها التدرب فيه على الغناء سراً .

لقد فكرت في الأمر بمجرد أن انخفضت الحمى لديها .

بعد أن أزهرت عشرات من أزهار الكرز بأغنية  ' أغنية الحياة '  شعرت أن جسدها البالغ من العمر 10 سنوات وصل إلى نهايته .

بقيت قواها كما هي لكن جسدها الحالي لا يستطيع التحمل لأنها لم تتدرب على الإطلاق .

' يمكن أن أموت إذا حاولت أن أغني أغنية الشفاء أو الهلاك ... '

و لكن لكي تشفي زوجة الدوق الأكبر، كان عليها أن تفعل ذلك .

أخرجت بطاقة .

[ لم أعد مريضة ]

قالت دانا وهي تلمس جبين آريا و عنقها  " لا أعتقد ذلك، مازلتي تعانين من حمى خفيفة "

نهضت آريا من مقعدها متظاهرة أنها لا تسمعها .

" عليك أن ترتاحي لليلة واحدة أخرى ... حسنًا ؟ آنستي الصغيرة، هل تستمعين لي ؟ "

حاولت الهرب، لكن تم القبض عليها على الفور، هزت آريا ذراعها عدة مرات قبل أن تستسلم و تنظر إلى دانا بعيون جرو كبيرة .

" كلا، عليك أن ترتاحي "

" ……. "

" توقفي، لا تنظري لي بعيون الجرو هذه، إنها غير مجدية "

" ……. "

" قلت لا ! "

" ……. "

" هااه …. "

تنهدت دانا و رفعت يديها أخيرًا كعلامة على الإستسلام .

" إلى أين تريدين الذهاب ؟ "

[ الحديقة ]

آريا ممنوعة حاليًا من مشاهدة الزهور .

" حسنًا، سأسمح لك هذه المرة فقط ... "

وافقت دانا على مضض بعد أن أصرت آريا بإستمرار أنها لا تعاني من حساسية من حبوب اللقاح .

" ومع ذلك، يجب أن تعودي قبل غروب الشمس "

[ حسنًا ]

" إذا ضعتِ، إطلبي المساعدة من أي شخص حولك "

[ حسنًا ]

" لا تترددي لأن الجميع على إستعداد لمساعدتك "

[ حسنًا ]

استغرقت المحادثة وقتًا أطول مما كانت تعتقد .

كان عليها أن ترفع بطاقة [ حسنًا ] عدة مرات قبل أن تسمح لها دانا بالرحيل .

بعد فترة، ذهبت آريا أخيرًا إلى الحديقة .

نظرت حولها وهي تتظاهر بالنظر إلى الأزهار في الحديقة .

' المكان المثالي حيث يمكنني الغناء بحرية '

خطوات خطوات !

فجأة سمعت صوت خطوات تتجه نحوها بسرعة كبيرة .

عادت آريا بسرعة إلى الخلف لتركض لكن كان الأوان قد فات .

مثل الوحش البري الذي يفترس على فريسته، أقترب منها المخلوق مباشرةً .

" نباح ! "

" آآآه ! "  صرخت آريا و ترنحت إلى الخلف و سقطت .

كاد قلبها يخرج من صدرها .

" ……. "

حدقت في الجاكوار الذي يلهث و يهز ذيله بحماس .

كان من حسن الحظ أنها كانت وحيدة، ماذا لو كان هناك شخص آخر ؟

" أنت شقي للغاية "  لقد وبخته بضرب أنفه برفق .

لم يكن هذا مؤلمًا أبدًا، لكن الجاكوار تظاهر بأنه تألم ثم أنزل ذيله و أذنيه .

' من المؤكد أنه يعلم كيف يجعلني أشعر بالسوء '

كانت تفكر في توبيخه أكثر قليلاً، لكنه كان لطيفًا للغاية، لذلك لم تستطع إلا الإبتسام بخفة .

بعد أن نهضت آريا و نفضت الأوساخ عنها و تأكدت من عدم وجود أحد في الجوار، همست للجاكوار .

" كيف وصلت إلى هنا ؟ "

" ووف "

" هل ركضت لأنك اشتقت لي ؟ "

" ووف ووف "

يبدو أنها كانت على حق .

درست آريا ردة فعل الذئب، يبدو أنه كان قادرًا على فهم ما تقوله .

' هل نحن حقًا نتحدث الآن ؟ '

" يدك "

عندما مدت راحة يدها، رفع الذئب يده و وضعه فوق يدها بلطف .

" إنبطح "

ثم أنزل الذئب نفسه على الأرض .

أُعجبت آريا بحقيقة أنه يمكنها حقًا التواصل مع الحيوانات .

هذا فاق توقعاتها .

' لهذا السبب كان والدي خائفًا جدًا من إقتراب الحيوانات مني '

ضحكت بمرارة وهي تتذكر الكونت كورتيز الذي كان يأمرهم بقتل أي حيوان يقترب منها .

" هل تعرف مكانًا لا يزوره الناس عادةً ؟ ربما مكان سري "

" ووف "

" هل هو مكان قائدك ؟ "

" ووف ووف ! "

' المكان الذي يقيم فيه قائد القطيع ... '

تخيلت آريا القائد الذي كان مسؤولاً عن قيادة قطيع الذئاب، لا يبدوا أن الغناء في ذلك المكان سيئًا للغاية .

صعدت آريا على ظهر الذئب ولفت ذراعيها بإحكام حول رقبته .

" من فضلك خذني الى هناك "

ثم ركض الذئب على الفور نحو وجهته .

بعد لحظات ….

وجدت آريا نفسها تقف أمام دوق ڤالنتين الأكبر .

زعيم الذئاب .

" ……. "

" ……. "

كانت آريا و الدوق الأكبر يحدقان في بعضهما البعض دون أن ينبس ببنت شفة .

من ناحية أخرى، كان الذئب الذي نفذ أمرها بإخلاص يلهث و يلوح بذيله بحماس كما لو كان يطلب الثناء .

" مـ ماذا ... "  حتى أن دوين المساعد الشخصي للدوق الأكبر، قام بسحب سيفه معتقدًا أنه هجوم من العدو ثم أعاده إلى غمده .

نظرت آريا حولها بتعابير محتارة بينما كانت تعانق عنق الذئب بإحكام .

' هل هذا مكتب الدوق الأكبر ؟ '

كانت بالفعل متشككة طوال الطريق، أستمر المكان في التغير بسرعة مع ركض الذئب، ولاحظت إقترابهم من القصر الرئيسي .

لم يكن من المفترض أن يحدث هذا …

" هاه ؟ "

وضع تريستان السيجارة بين أصابعه و نظر إليها بإهتمام وهي تركب الذئب ثم قال و هو يرفع آريا  " لم أكن أتوقع أنك ستركبين ذئبي مثل الحصان "

تمسكت آريا بحقيبتها القديمة و كأنها حبل نجاتها .

تعمقت إبتسامة الدوق الأكبر عندما رأى تعابير القلق على وجهها .

" من فضلك، هل يمكنك أن تعاملي ذئبي المخلص بلطف ؟ "

فكرت آريا  ' ماذا عن معاملتي بلطف أولاً ... '  كان جسدها يتأرجح في الهواء مثل الدمية .

يبدو أن دوق ڤالنتين الأكبر لا يعرف معنى كلمة ' لطف '

" إذًا، ماذا تفعلين هنا ؟ "  سأل وهو يزفر ببطء نفخة من الدخان .

كانت طريقته في الكلام صارمة للغاية و رسمية .

' لا أستطيع القول أنني جئت إلى هنا للتدرب على الغناء .... '

فتشت آريا في الحقيبة القديمة و أخرجت بطاقتها، كافحت وهي تفكر في شيء لتكتبه لكن الدوق الأكبر حدق بها بصبر .

' جلالتك ؟ '

يبدو مبالغًا بعض الشيء .

' سيدي الدوق الأكبر ؟ '

لكن لم تكن آريا خادمة له، وهي جزء من ڤالنتين إذا أهانت نفسها كثيرًا لن يجعلها هذا تبدو جيدة .

بعد الكثير من التفكير، توصلت إلى اللقب المثالي لمخاطبة الدوق الأكبر .

[ والدي ]

أمسكت آريا بالبطاقة بالقرب من أنفها .

حاولت أن تبدو غاضبة بسبب تصرفاته الغير مبالية .

[ جئت لأنني أردت رؤيتك ]

**************************


*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان